الرصاص الحي يواجه المتظاهرين في شارع الرشيد بذريعة  سرقة البنك المركزي

الرصاص الحي يواجه المتظاهرين في شارع الرشيد بذريعة سرقة البنك المركزي

 بغداد/ المدى

سجل في اليومين الماضيين مقتل اكثر من 5 متظاهرين اثناء المحاولات المتكررة من المحتجين للتقدم صوب الجسر الرابع في بغداد، وسط نفي السلطات وقوع ضحايا في تلك المواجهات.

وتزعم الحكومة ان قواتها تتعرض الى هجمات من قبل بعض المحتجين، كما تزعم ان اعداد المتظاهرين في العاصمة ومدن الجنوب اقل مما يتم تداوله في الاعلام.

واستنادا لبيانات الحكومة فان الجمعة الاخيرة سجلت اقل من 15 الف متظاهر في عموم البلاد، بينما دعا محتجون امس الى مليونية جديدة في الجمعة المقبلة.

واكد مصدر امني في بغداد لـ(المدى) امس، ان الجهة الامنية التي ترفض اوامر وقف اطلاق النار "مازالت مستمرة في استهداف المتظاهرين قرب شارع الرشيد". وكانت (المدى) قد كشفت في وقت سابق، استنادا لمعلومات من مسؤول امني، ان "تشكيلا امنيا خاصا" وفصيلان مسلحان هم من يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين في بغداد. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية المعلومات، ان "الصدامات تحدث اثناء تقدم المتظاهرين لقطع الجسر الرابع (الشهداء) لتنفيذ خطة عزل الرصافة عن الكرخ". ويشير المصدر الى ان "البنك المركزي هو العقدة في هذا الطريق"، مؤكدا ان "الاجهزة الامنية تشيع اخبارا عن نية بعض المتظاهرين اقتحام البنك لتبرير اطلاق النار". وقالت قيادة عمليات بغداد، الاسبوع الماضي، إنها اعتقلت عصابة حاولت سرقة البنك المركزي بمساعدة عدد من المتظاهرين. واكدت القيادة في بيان وقتذاك، ان "العصابة مؤلفة من عشرة متهمين حاولوا التقرب من البنك المركزي بهدف السرقة وإلحاق الضرر" بعد منتصف الليل.

مراكز صحية أمنية !

في المقابل اكد اسامة، وهو ناشط في بغداد في اتصال امس مع (المدى) وقوع "شهيدين في مساء الخميس وسط شارع الرشيد و4 شهداء يوم الجمعة في المكان نفسه". واكد الناشط تعرض 4 متظاهرين يوم الخميس في محيط جسر الاحرار الى اصابت خطيرة و6 آخرين الى رضوض بسبب هراوات القوات الامنية.

وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، قد نفى وقوع اي ضحايا في بغداد.

ونقل التلفزيون الرسمي عن المتحدث عبد الكريم خلف قوله ان "عمليات وزارة الصحة لم تسجل وجود حالات وفاة في ساحات التظاهرات هذا اليوم".

بالمقابل قال اسامة المتواجد في ساحة التحرير منذ اسابيع ان "بعض سيارات الاسعاف ترفض نقل المصابين وتنصحنا بمعالجتهم في الشارع خوفا من اعتقالهم في المستشفيات".

وتقول مصادر طبية لـ(المدى) ان "اجهزة امنية تراقب المتظاهرين الجرحى الذي يدخلون الى المستشفيات في بغداد".

واكدت تلك المصادر، انه تم استبدال اغلب الضباط المسؤولين في تلك المستشفيات منذ اندلاع التظاهر قبل نحو شهرين.

الحكومة تكذّب المتظاهرين

الى ذلك اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا ان "14650 متظاهرا" فقط تواجدوا يوم الجمعة في 11 محافظة.

وقال المحنا في بيان بثه التلفزيون الرسمي، الجمعة، ان "اعداد المتظاهرين في بغداد بلغت 2700 متظاهر".

وبين المحنا ان 2000 منهم في ساحة التحرير، و250 في الخلاني ومثلهم في السنك، بالاضافة الى 200 آخرين موزعين بالتساوي بين ساحة الرصافي وحافظ القاضي، فيما قال ان عدد المتظاهرين في البصرة هم "125 متظاهرا" فقط.

واعلنت قيادة عمليات بغداد، الجمعة، عن تعرض احد منتسبيها الى الحرق بقنبلة "مولوتوف"، دون ذكر مكان الحادث.

واضافت في بيان ان "محلات المواطنين التجارية بالقرب من غرفة تجارة بغداد، وسط العاصمة، تعرضت لمحاولات الحرق". في غضون ذلك اصدر محتجون في ساحة التحرير بيانا عنوانه (نازل اسحب شرعيتك)، وهو البيان الرابع للمتظاهرين في غضون شهر تقريبا، ردا على اجتماع وجهاء بعض العشائر برئيس الحكومة، واتفاق القوى السياسية الاخير الذي امهل الحكومة 45 يوماً لتنفيذ مطالب المحتجين.

وقال البيان الذي اصدرته مجموعة من المعتصمين في بغداد إنه على الرغم من أن إجماع التظاهرات على "إقالة حكومة القناصين أولاً قبل أي إصلاح وتفاوض، إلا أن الكتل السياسية الفاسدة تصر على تمسكها بالحكومة، وبذلك تصر السلطة على قتل المتظاهرين وقمعهم وترويعهم بالخطف والاعتقال والتهديد".

واعتبر المعتصمون أن لقاء عدد من الشيوخ برئيس الحكومة "فعلاً قبيحاً"، و"استهانة بتضحيات أبطال هذهِ الانتفاضة"، مشيدين في الوقت نفسه بشيوخ آخرين قالوا انهم "يعتصمون مع أبنائهم ويُساندونهم".

ودعا البيان العراقيين في كل المحافظات لـ"وقفة مليونية" تسحب "الشرعية الباطلة" من كل أحزاب السلطة، في يوم الجمعة القادم، داعين ايضا الى رفع الاعلام العراقية في ساحات الاحتجاج والشوارع وفوق المنازل.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top