ترجمة / المدى
لليوم الثاني على التوالي اشتبكت قوات امنية مع محتجين ضد الحكومة في شارع تاريخي وسط بغداد قرب جسر حيوي، ما تسبب ذلك وفقا لمسؤولين امنيين وطبيين الى مقتل اربعة اشخاص رافعا حصيلة الاشتباكات العنيفة الى 14 قتيلا منذ يوم الخميس.
وفي تطور منفصل افاد ضباط شرطة بسقوط صاروخ كاتيوشا قرب المنطقة الخضراء المحصنة مقر الحكومة العراقية دون وقوع اية اصابة. وكان صاروخان قد سقطا الاسبوع الماضي على ضفاف نهر دجلة وملعب كرة وكلاهما قرب المنطقة الخضراء .
المرجع الديني الاعلى علي السيستاني، وعلى لسان ممثل المرجعية في خطبة الجمعة كرر دعواته للاحزاب السياسية لاجراء اصلاحات بقانون الانتخاب والاستجابة لمطالب المحتجين .
وكحصيلة كلية سقط ما لايقل عن 340 شهيدا من المتظاهرين مع جرح آلاف آخرين منذ بدء الاحتجاجات في العراق في 1 تشرين الاول الماضي، عندما هب المتظاهرون لشوارع بغداد وعبر المحافظات الجنوبية ايضا للتعبير عن رفضهم لفساد حكومي مستشر وغياب لخدمات عامة رغم ثروة العراق النفطية .
الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة والتي تمركزت في شارع الرشيد التراثي وسط بغداد هي من اعنف الاشتباكات التي حدثت خلال الايام الاخيرة وسط احتجاجات شعبية واسعة استمرت لاسابيع عدة وما تزال قائمة .
يبدو ان الاقتتال قد حصل قبل يوم مساء الخميس عندما حاول محتجون ازالة حاجز لقوات امنية على الشارع، الذي يؤدي الى جسر الشهداء عبر نهر دجلة والذي كان مسرحا لمناوشات متكررة. القوات الامنية ردت بوابل من ذخيرة حية وقذائف مسيلة للدموع تسببت بمقتل 10 محتجين وجرح اكثر من 100 آخرين .
الاشتباكات العنيفة استؤنفت مرة اخرى يوم الجمعة بعد الظهر. وكانت اطلاقات حية وقذائف مسيلة للدموع قد اطلقت من قبل قوات امنية من وراء حاجز كونكريتي في شارع الرشيد. ووفقا لمسؤولين امنيين واطباء فان ما لايقل عن 65 شخصا قد تعرض لجروح خلال الاشتباكات .
وبوجوه مغطاة بكمامات طبية هرب محتجون من المشهد راكضين وهم يحملون معهم جثث القتلى والجرحى الذين انهاروا وهم يبتعدون هاربين. عدد آخر توفي جراء جراحهم خلال المساء. ولم يتضح الامر بعد فيما اذا توفوا اثر استنشاقهم للغاز أو جراء ضربة مباشرة لقذيفة غاز مسيلة للدموع والتي تسببت بعدة حالات موت أخرى خلال الاسابيع الاخيرة .
ويقيم المحتجون على جانب واحد من ثلاثة جسور رئيسة في بغداد، وهو السنك والاحرار وجسر الجمهورية، وكلها تؤدي الى المنطقة الخضراء مقر حكومة العراق. تم نشر القوات الامنية على الجانب الآخر من الجسور لمنعهم من دخول المنطقة التي تضم بنايات سفارات اجنبية متعددة بضمنها السفارة الاميركية .
المجتمع الدولي بضمنه الامم المتحدة والولايات المتحدة، جميعهم استنكروا في بيانات لهم استخدام القوة ضد متظاهرين سلميين .
حركة الاحتجاج التي تتميز بعدم وجود قائد لها تسعى الى حل النظام الطائفي واقالة الحكومة بضمنها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
اترك تعليقك