بغداد / المدى
تجاهل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الرئاسات الثلاث خلال زيارة اجراها لقوات بلاده في العراق ثم غادر متوجها صوب اقليم كردستان العراق.
الزيارة تأتي في خضم احتجاجات ضد الطبقة السياسية، طالت أيضا إيران صاحبة النفوذ في البلاد، والتزمت واشنطن الصمت حيالها بشكل كبير. وفي زيارته الأولى للعراق، تفقد بنس قوات بلاده في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غربي البلاد، بحسب ما أفاد مصدر أمني. وكرر بنس، أعلى مسؤول أميركي على هذا المستوى يزور بلاد الرافدين منذ زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في أواخر كانون الأول 2018، ما قام به الرئيس الأميركي بأن أدى زيارة قصيرة دون لقاء أي مسؤول محلي. وأكد مسؤولان عراقيان أن بنس تواصل هاتفيا مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وأفاد أحدهما "لن يكون ثمة اجتماع (بين المسؤولين) طالما أنهما تواصلا هاتفيا (...) رئيس الوزراء لن يذهب الى الأنبار".
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة عادل عبد المهدي في بيان: قام نائب الرئيس الامريكي بزيارة متفق عليها الى العراق تفقد خلالها قوات بلاده في قاعدة عين الأسد العراقية في اطار التحالف الدولي الذي يقوم بدعم القوات العراقية في محاربة داعش.
واضاف مكتب رئيس الحكومة: "جرى اتصال هاتفي السبت بحدود الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ونائب الرئيس الامريكي تناول تعزيز العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون المشترك، الى جانب بحث التطورات التي يشهدها العراق وجهود الحكومة وإجراءاتها الإصلاحية استجابة لمطالب المتظاهرين".
لكن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، قال انه اعرب عن قلقه من نفوذ إيران في العراق، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أكد أنه يعمل على تجنب العنف مع المتظاهرين.
وقال بنس في كلمة له خلال زيارته للعراق، إن قوات بلاده باقية في سوريا والعراق لتعزيز الشراكة مع الحلفاء.
من جهته، أكد مكتب رئيس الجمهورية برهم صالح أنه لم يكن مطلعا بشكل مسبق على الزيارة، وأنه ليس مقرراً عقد اجتماع بين الطرفين. وفيما لم يصدر أي بيان عن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بشأن الزيارة، رأت كتل سياسية ان الزيارة "مخلة بالسيادة". ونشر بنس عبر "تويتر" صورا له برفقة زوجته وجنود أميركيين خلال الزيارة التي تأتي قبل أيام من احتفال الأميركيين بعيد الشكر. وأرفق نائب الرئيس الأميركي تغريدته بتعليق "عيد شكر سعيد من العراق". وسبق لزيارة ترامب أن أثارت جدلا لعدم لقائه أي مسؤول عراقي.
وتأتي الزيارة في خضم التظاهرات التي تعم بغداد والعديد من مناطق جنوبي البلاد منذ نحو شهرين، والتي شهدت توجيه العديد من المتظاهرين انتقادات واسعة لإيران على خلفية نفوذها الواسع في السياسة العراقية، ودعمها العديد من الفصائل المسلحة.
وقال مسؤول عراقي بارز طلب عدم الكشف عن هويته في تصريحات سابقة لوكالة فرانس برس، إن "الفجوة بين العراق وأميركا لم تكن كبيرة على الإطلاق مثلما وصلت اليه الآن، ولا تزال تزداد حجما". كما تأتي زيارة بنس بعد أيام من كشف صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "ذي إنترسبت" الإلكتروني، الاثنين، عن مئات التقارير الاستخباراتية الإيرانية المسرّبة التي تظهر عمق نفوذ طهران في العراق.
وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت، عبر بنس، فرض عقوبات على قياديين في فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بينهم ريان الكلداني الأمين العام لكتائب "بابليون".
وفي وقت متأخر من يوم أمس اعلنت حكومة اقليم كردستان العراق، امس السبت، وصول نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الى اربيل، مشيرة الى أنه التقى رئيسي الاقليم نيجيرفان بارزاني والحكومة مسرور بارزاني، فيما أكد بنس "أهمية التحالف" بين واشنطن وإقليم كردستان.
وقالت حكومة الاقليم في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن "رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني استقبلا في اربيل، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس والوفد المرافق له".
وأضافت أنه "جرى خلال الاجتماع الذي حضره نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني وعدد من المسؤولين، تسليط الضوء على آخر مستجدات الوضع في العراق والمنطقة"، موضحة أن "الجانبين بحثا سبل تعزيز العلاقات بين إقليم كردستان والولايات المتحدة بما يسهم في توطيد الأمن والاستقرار ويحقق المصلحة العامة للعراق وعموم المنطقة". ونقل البيان عن نائب الرئيس الأمريكي تأكيده "أهمية التحالف بين واشنطن وإقليم كردستان"، مؤكدا "على دور الكرد كحلفاء مهمين للولايات المتحدة في المنطقة".
اترك تعليقك