مشيراً الى أن " معظم إصابات القوات الامنية كانت من جراء الإصابة بالحجارة فيما كانت إصابات المتظاهرين ناجمة عن الإصابة بإطلاقات نارية ومطاطية وقنابل مسيلة للدموع".

فيما أصيب 10 جرحى من المعتصمين نتيجة حرق خيم الاعتصام أمام شركة نفط ذي قار إثر اشتباكات مع مجموعة من حماية الشركة الذين يتبعون عشائر الخميسات القريبة من مقر الشركة ، والقوات الامنية تتدخل لحماية المعتصمين ، وأنباء عن تحريض ضد المعتصمين من قبل جهات نافذة بعد تخصيص 850 درجة وظيفية لشركة نفط ذي قار وحقلي الغراف والناصرية

وفي ذات السياق قال الناشط الاعلامي فاضل النسيم للمدى إن " القوات الأمنية قامت بتفريق المتظاهرين من قضاء قلعة سكر الذين احتشدوا أمام مقر شركة بتروناس الماليزية التي تدير حقل الغراف النفطي ( 80 كم شمال الناصرية ) ، مشيراً الى أن " القوات الأمنية من أفواج الطوارئ والشرطة استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرمي في الهواء لتفريق المتظاهرين".

وكشف النسيم عن اعتقال عدد من المتظاهرين أثناء تفريق المتظاهرين ، منوهاً الى أن " متظاهري حقل الغراف يَدعون حالياً وعبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الى تنظيم تظاهرة أخرى من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقلين من المتظاهرين".

وأشار نسيم الى أن " مطالب المتظاهرين تمثلت بطرد العمالة الاجنبية وتوفير فرص عمل للكفاءات والعمالة العراقية وتوفير الخدمات للمناطق المحيطة بالحقول النفطية"، مؤكداً تواصل التظاهرات في كل من قضائي قلعة سكر والرفاعي المجاورتين للحقل النفطي.

هذا وواصل الآلاف من الأهالي والطلبة والنقابات المهنية تظاهراتهم في كل من مركز مدينة الناصرية والرفاعي والشطرة وقلعة سكر والفضلية والبطحاء والعكيكة فيما تجددت فعاليات العصيان المدني والاضراب العام وسط الناصرية وعدد من الوحدات الإدارية التابعة للمحافظة اذ قامت مجاميع من المحتجين بقطع جسور الحضارات والنصر والزيتون وسط الناصرية فيما قام أخرون بقطع الجسر الرابط بين الناصرية وسوق الشيوخ ، فيما قام متظاهرون في قلعة سكر بقطع الطريق الرابط بين محافظتي ذي قار وواسط ، وذلك رغم إعلان الحكومة المحلية في ذي قار تعطيل الدوام الرسمي أمس الثلاثاء.

فيما شهدت فعاليات العصيان المدني ليلة الاثنين / الثلاثاء حرق منازل عضوين سابقين في مجلس النواب هما عضو مجلس النواب السابق عن حزب الدعوة تنظيم العراق خالد الاسدي حيث تم حرق منزله في حي سومر ، وعضو مجلس النواب السابق عن تيار الاصلاح الوطني جناح الجعفري هلال السهلاني حيث تم حرق منزله في منطقة الشيباني في صوب الشامية.

في حين استهدفت أعمال الحرق في الأقضية والنواحي حرق مبنى قائمقامية قضاء سوق الشيوخ ومبنى القسم البلدي في القضاء المذكور ، كما تم حرق مبنى قائمقامية قضاء الدواية.

هذا واستنفر المتظاهرون حشودهم عصر يوم الاثنين عقب ورود أنباء غير مؤكدة عن قيام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بزيارة لمدينة الناصرية حيث تجمعت عشرات الدراجات النارية والستوتات والمتظاهرين المسلحين بالعصي والحجارة والإطارات استعدادا للانطلاق صوب قاعدة الإمام علي الجوية حيث تشير الاشاعات الى عقد اجتماع في القاعدة المذكورة ، إلا أن خبر الزيارة سرعان ما تم نفيه.

هذا وشهد صباح يوم الثلاثاء انطلاق حملة مشتركة من المتظاهرين والدفاع المدني والدوائر الخدمية لتنظيف التقاطعات والجسور والشوارع وسط الناصرية وذلك بعد يومين من المواجهات وأعمال الحرق وقطع الطرق والجسور بالإطارات المحترقة، هذا ناهيك عن تواصل حملات أخرى لطلاء الجدران ورسم اللوحات الفنية المعبرة عن روح الثورة والتحرر حيث يشارك المئات من الطلبة والطالبات والفنانين برسم جداريات ولوحات فنية وسط تشجيع ودعم كبير من الأهالي.

وكان مصدر طبي في محافظة ذي قار كشف يوم الاحد ( 24 تشرين الثاني 2019 ) عن استشهاد 3 أشخاص من المتظاهرين وإصابة 65 اخر بجروح مختلفة في مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين وسط الناصرية ، وفيما أشار الى أن المواجهات تواصلت طيلة ليل السبت حتى صباح الاحد واستخدمت فيها القوات الأمنية مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرصاص الحي ، أكد مصدر في مكتب حقوق الإنسان اعتقال العشرات من المتظاهرين خلال المواجهات. 

وكانت مدينة الناصرية قد شهدت ليل الجمعة ( 15 تشرين الثاني 2019 ) المنصرمة 3 انفجارات بعبوات وقنابل مولوتوف استهدفت إحداها مكتبة المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية وأسفر الانفجار عن إصابة 11 شخصاً بجروح حالة احدهم حرجة ( توفي في اليوم التالي ) ، فيما استهدف مجهولون منزل الناشط المدني في مجال التظاهرات محمد الناصري ( ابو ربيع ) بقنابل المولوتوف واحراق منزله في حي الفداء ، في حين استهدف التفجير الثالث منزل أحد المواطنين في منطقة السيف وسط الناصرية بقنابل المولوتوف. 

وبلغ اجمالي ضحايا تظاهرات ذي قار من 1 تشرين الأول الى 24 تشرين الثاني 2019 ) ، ( 47 ) شهيداً وأكثر من 1300 جريحاً وما يزيد على 600 متظاهر معتقل، بينهم أكثر من 36 شهيداً و 750 جريحاً واكثر من 250 معتقلاً خلال شهر تشرين الأول 2019.