أزمة يونس ومسعود تفضح (الطبق المستور) .. والشكيلي "الخصم" لا يجوز أن يحكم !
الدوحة / إياد الصالحي
لا بديل عن دور البطل .. إجماع عراقي وخليجي غير مسبوق تعيشه النسخة الرابعة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي الرابعة والعشرين في العاصمة القطرية الدوحة
وهي تواصل منافساتها منذ السادس والعشرين من تشرين الثاني حتى الثامن من كانون الأول الحالي ، على استحقاق أسود الرافدين كأس (الذهب الأبيض) بفضل جهودهم الكبيرة ونتائجهم الموازية لطموحاتهم في بلوغ الدور النهائي ، الأمر الذي وقّت أعضاء البعثة ساعة الصفر للانطلاق في الاستعداد الجاد لتحقيق النصر في مربع البطولة بغية التنافس والحصول على اللقب الرابع ، وإسعاد الجماهير بعد غيبة طويلة عن منصة التتويج دامت 31 عاماً.
النقاط التسع الكاملة التي من المفترض أن تكون قد حُسمت بُعيد انتهاء الجولة الثالثة مساء أمس الاثنين بلقاء المنتخب اليمني الشقيق تزامناً مع مثول الصحيفة للطبع ، تؤشّر تكامل الصورة الفنية عن جاهزية الأسود للدخول في حسابات تكتيكية خاصة لمباراة نصف النهائي التي ستجري بعد غد الخميس لا سيما إنها الجولة الأصعب لهم في البطولة ويتحقّق عندها أمل تأهلهم الى اليوم التاريخي 8 كانون الأول الحالي ، وهم بحاجة الى مراجعة مستفيضة للأخطاء المصاحبة للمباريات الثلاث في دور المجموعات ، واعتماد اللاعب الجاهز ، وتحضير البديل الفاعل لعمل الفارق في دقائق مناسبة مع تهيئة الظرف النفسي الجيد المعزّز للطاقة البدنية في تنفيذ الواجبات الموكلة للتشكيل بنجاح.
راحة في الوقت المناسب
ربّ ضارة نافعة أن يتعرّض اللاعبان سعد ناطق وأمجد عطوان للإيقاف في مباراة أمس مع اليمن ، فإصابة سعد بكسر في أنفه أثر تصادمه برأس أحد لاعبي الإمارات في مباراة الجمعة الماضية التي انتهت بثنائية نظيفة لعلاء عباس وعلاء عبد الزهرة وإيقاف أمجد بسبب الانذار الثاني الذي استنفد عقوبته بعد انتهاء الجولة الثالثة يمنحهما الراحة المطلوبة ، فهذان اللاعبان يمتلكان حماسة كبيرة ولياقة بدنية عالية وخبرة بأمسّ حاجة المنتخب لها لمباراة نصف النهائي.
تقويم المدرب
وبرغم قيادته أسود الرافدين الى صدارة المجموعة الأولى في البطولة ، ما زالت الانتقادات الفنية تطال المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش تقويماً لأسلوبه وخططه وحلوله في الأوقات الحرجة ، وأكد مدرب منتخبنا الوطني الاسبق عدنان حمد أن المدرب تعرّض الى ضغوط كبيرة بعد ضياع لقب غرب آسيا التاسعة في العراق ، ثم لقي دعماً كبيراً بفوزه على إيران وتصدّر المجموعة الثالثة في التصفيات المزدوجة للقارة ، لكن الضغوط ستعاوده في أي لحظة إذا ما أخفق في مباراة النصف النهائي أو النهائي وهو أمر طبيعي لمن يعمل في كرة القدم ، مؤكداً عدم رغبته في تقييم كاتانيتش فتلك المسألة حصرية برؤية اتحاد كرة القدم الجهة المعنية بالتعاقد معه والمسؤولة عن المضي بمهمته حتى انتهاء فترة التعاقد الرسمية أو التوافق بين الطرفين على أنهاء ارتباطه بمنتخبنا الوطني ، مشيراً الى أن المنتخب خسر ورقة جستن ميرام المهمة لأسباب لم تتضح تفاصيلها ولا نوع الإجراء المتخذ بحقه ، وتوقع حمد أن ينافس العراق وقطر والسعودية على الكأس الخليجية 24 نظراً لامتلاكهم لاعبين أشدّاء وفكر فني يعرف ماذا يريد في نهاية المشوار ، واعداً بإطلالة تدريبية جديدة في أحد دوريات المنطقة قريباً.
انفعال يونس
ولم تخل بطولة الخليج الحالية من التوترات الإعلامية المرافقة لمشاركة المنتخب مثل عديد الحالات التي شهدتها البطولات السابقة نتيجة تصريح أو موقف للاعب أو مسؤول يؤجّج خلافاً مؤسفاً يفضح الطبق المستور في العلاقات ويكون مادة دسمة للإعلام الخليجي ، وهذه المرة أخفق رئيس اتحاد كرة القدم عبدالخالق مسعود في تعامله مع كابتن المنتخب الوطني الأسبق يونس محمود أثناء تواجد الأخير في مقر إقامة البعثة لتفقد اللاعب سعد ناطق الذي تعرّض للإصابة أمام الإمارات وتم منع يونس من الدخول حتى تدخّل رئيس البعثة علي الأسدي ، وما زاد الطين بلّة إهمال مسعود الترحاب بيونس أثناء مروره بالقرب منه وكذلك تكذيبه معلومته الخاصة بتسريب قائمة تشكيل المنتخب قبل المباراة بـ 24 ساعة ما أسهم هذا التوتر في انفعال يونس ببرنامج المجلس أمس الأول الأحد معتبراً تصرّف رئيس الاتحاد غير حضاري مع رموز اللعبة وقاطعه الزميل خالد جاسم مقدم البرنامج بحدّة رافضاً شخصنة الحديث ، متهماً يونس بتنفيذ أجندة ضد مسعود!
زيارة درجال
وواصل رئيس الاتحاد التعامل الغريب مع نجوم الكرة ، ففي المساء نفسه فاجأ كابتن منتخبنا الوطني الأسبق عدنان درجال – حامل لقب آخر بطولة خليجية فاز بها العراق عام 1988 في الرياض – بزيارته ثلّة من الإعلاميين في مقر إقامتهم بفندق ويندام لحظة إجراء مسعود لقاء تلفازي مع مراسل قناة دجلة أحمد زكي ، وبادر لمعانقته مؤكداً أن حضوره بدافع وطني لمساندة المنتخب في مهمته بالدوحة ، وبعده صرّح مسعود أنه يعتب على عدنان درجال اختياره المحاكم في نزاعه مع الاتحاد وإلقاء أثنين من موظفيه في السجن ، وتناسى أن القضية تخص تزوير محرر رسمي أدّى الى حرمانه من خوض الانتخابات في أيار 2018 ، كما أن علاقته مع درجال التي تمتد الى ثلاثين عاماً حسب قوله لا تعني تسويف ملف الانتخابات ومحكمة كاس بالعتب والتأسف والزعل ، فالعلاقات الإنسانية مطلوبة لتحشيد الدعم الكامل للمنتخب بعيداً عن المسائل القانونية الواجبة لإدانة المزوّرين والمتلاعبين بالنظم والقوانين.
تصريحات الاتحاد الخليجي
راقبنا عن كثب تصريحات مسؤولي الاتحاد الخليجي لكرة القدم ، وأشّرنا حالتين ، الأولى تأكيد جاسم الرميحي أمين عام الاتحاد بأن خليجي 25 سيقام في كانون الأول من عام 2021 وتعد مسألة "الضمـــان الحكومي وعدد الملاعب" من أهم شروط تنظيم البطولة حسب كرّاسة التضييف ، أي ملعبــين في الأقل وستة للتدريب ، ولا بد من وجود أجهزة (الفار) مبيناً أن هناك لجنة تفتيشية ستكتب توصيتها للاتحاد للإقرار بمكان البطولة قبل عام من انطلاقها.
والحالة الثانية ، ومن مبدأ الشفافية في متابعة شؤون البطولة من قبل الاتحاد الخليجي ، يفترض بمسؤول مثل جاسم الشكيلي نائب رئيس الاتحاد أن يتحفّظ عن الإدلاء بأي تصريح له علاقة بمباريات منتخب بلده (عُمان) طوال فترة إقامة البطولة ، خاصة ما يتعلّق بالاتهامات التي طالت حكم مباراته مع الكويت السبت الماضي والتي انتهت لمصلحته (2-1) حيث أكد "أن المنتخب العُماني فاز بجدارة ولم يتعرّض المنتخب الكويتي للظلم .. هناك سبعة حكام أداروا اللقاء مع تقنية الفار ومن يتحدّث عكس ذلك فالأمر لا يعدو عن تبريرات واهية اعتدنا سماعها من الخاسرين"!
كان ينبغي بالشكيلي عدم إبداء رأي حاسم فيما يخص التحكيم ، ويترك القرار للجنة الحكام المعتمدة في البطولة لتقييم كل ملاحظات الاعتراض المقدّمة من المنتخبات المشاركة ، ففي أمور العدالة ليس من حق الخصم أن يحكم!
اترك تعليقك