بغداد/ المدى
في توقيت يثير الكثير من علامات الاستفهام بدأت القوات الامنية والحشد الشعبي بالحديث عن نشاط متصاعد لـ"داعش" في مناطق شمال بغداد.
ولا يستبعد، بحسب مسؤولين، ان تكون هناك "مبالغات" في تصوير الوضع الامني في تلك المناطق كاحد الوسائل للضغط على الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب التي دخلت شهرها الثالث.
ويحتفظ العراقيون بذاكرة سيئة عن التظاهرات تعود لعام 2013 حين تطورت الاحتجاجات في مناطق شمال وغرب البلاد الى مواجهات مسلحة وظهور تنظيم "داعش".
وخلال اليومين الماضيين قال الحشد الشعبي، ان مقراته تعرضت لاكثر من هجوم في 3 محافظات، تسببت بمقتل واصابة نحو 20 مقاتلاً.
وحذر امس، مسؤولان في الحشد الشعبي من استغلال "داعش" الاوضاع في البلاد لشن هجمات على القوات الامنية.
وقال مسؤول حركات اللواء التاسع في الحشد بلاسم الخفاجي، في تصريح نشر على موقع الحشد، ان الاخير جاهز لصد تلك الهجمات.
كذلك نقل اعلام الحشد عن المقدم في اللواء نفسه كريم خلف قوله ان "الخلايا النائمة وبعض الدواعش القادمين من سوريا يحاولون لفت الانظار من خلال تنفيذ بعض التعرضات ضد قواتنا في بعض المناطق".
ونفذ اول من امس، مسلحون يعتقد انهم من تنظيم "داعش" هجوما على مقر اللواء الـ20 في الحشد الشعبي في منطقة نفط خانة شمال شرقي محافظة ديالى، ما خلف 6 قتلى و5 جرحى.
وقبل يومين تعرض الحشد في محافظة الأنبار لهجوم آخر شن في منطقة الكرمة؛ ما أسفر عن مقتل أحد عناصر الحشد وإصابة آخر، حسب الموقع الإلكتروني الرسمي للحشد الشعبي.
وفي ناحية يثرب جنوبي محافظة صلاح الدين شن عناصر من تنظيم "داعش" هجوما على موقع للحشد العشائري (تابع للحشد الشعبي)؛ ما أوقع قتيلا و3 مصابين من الحشد العشائري.
تأويل الأحداث
بدوره قال زاهد الدلوي عضو في مجلس محافظة ديالى، ان هناك "مبالغات وتأويل" في الحوادث التي جرت في ديالى مؤخرا.
واضاف الدلوي في اتصال مع (المدى) امس ان المناطق شرقي ديالى التي جرت فيها الهجمات الاخيرة "لم تجر عليها عمليات تمشيط منذ عمليات التحرير قبل 4 سنوات"، مبينا ان هذه المناطق تنصف بانها ساخنة منذ 2005.
ووقعت الهجمات في مناطق وعرة كانت القوات الامنية والحشد ينكران في الاشهر القليلة الماضية التي سبقت الاحتجاجات، وجود اي تهديد للتنظيم هناك. ويقول المسؤول المحلي: "لدينا 9 قرى هجرها سكانها بسبب تهديدات داعش، ولم تلتفت اليهم القوات الامنية رغم التحذيرات"، مشيرا الى ان المخاوف في تلك المناطق، من جانب القوات الامنية والحشد، لم تظهر الا بـ"التزامن مع التظاهرات".
تصفية مساعدي البغدادي
وفي احداث ليست بعيدة عن توتر الاوضاع الامنية بالتزامن مع التظاهرات، اعلنت القوات الامنية، اول امس، اعتقال مساعد أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، الذي قُتل مؤخراً، والملقب بـ "أبي خلدون" في كركوك.
وذكرت خلية الإعلام الأمني على حسابها في "تويتر" مساء الثلاثاء الماضي، أن "قوة من شرطة كركوك" ألقت القبض على أبي خلدون الذي قالت إنه "كان يشغل منصب ما يسمى الأمير العسكري لمحافظة صلاح الدين، وكان يحمل هوية أحوال مزورة باسم شعلان عبيد".
ويقول محمد البياتي، المسؤول في منظمة بدر في مناطق شمال بغداد، ان هناك اعتقالات جديدة ستحدث في وقت قريب لفلول "داعش" في كركوك والمناطق المحيطة بها.
واكد البياتي في اتصال مع (المدى) امس ان "هناك محاولات من داعش لاستغلال الاحتجاجات، لكنها لم تصل الى مرحلة الخطورة".
هجوم الأسد
وفي سياق التطورات الامنية، كشفت خلية الاعلام الامني عن سقوط خمسة صواريخ داخل قاعدة عين الأسد في محافظة الانبار والتي تضم اكبر عدد من القوات الامنية.
وقالت الخلية في بيانها، الثلاثاء الماضي، ان الهجوم لم "يسفر عن خسائر تذكر"، دون اعطاء تفاصيل اخرى.
واستبعد مصدر امني في الانبار وقوف "داعش" وراء ذلك الحدث. واضاف في اتصال مع (المدى) ان "طريقة الهجوم لاتشبه اسلوب داعش".
وبين المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، ان الهجوم نفذ في الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء، واطلقت الصواريخ من شرق "الاسد" من مسافة 10 كليومترات عن القاعدة العسكرية.
ولم تسجل اي اصابات او خسائر مادية، بحسب المصدر، في القاعدة التي زارها قبل ايام نائب الرئيس الامريكي مايك بنس للاحتفال مع جنود بلاده بعيد الشكر.
واشار المصدر الى ان منصة الصواريخ التي عثر عليها بعد ساعات من الحادث كانت "مصنوعة بامكانيات عالية وليست بدائية"، مرجحا ان تكون فصائل عراقية "معارضة للولايات المتحدة وراء الهجوم".
وكان شيوخ عشائر في الانبار، قد حذروا مؤخرا من خطورة انجرار محافظتهم لحركة الاحتجاجات المندلعة في الجنوب، خوفا من استغلال "داعش" لتلك الاوضاع.
لكن قطري العبيدي، القيادي في حشد غرب الانبار، قال ان "داعش" فقد كل حواضنه في داخل المحافظة وهو مشرد في الصحراء.
واضاف العبيدي في اتصال مع (المدى) امس: "لا توجد خطورة على مدن الانبار من تلك المجاميع الضعيفة"، مؤكدا: "وجود قوات كبيرة ومستعدة لاي طارئ".
اترك تعليقك