ترجمة / المدى
نقلت وكالة بلاتس الاميركية للطاقة عن شهود عيان واشخاص مطلعين على عمليات التهريب غير الشرعية عن قيام مجموعات مسلحة بتهريب نفط خام من غربي العراق الى سوريا محيين بذلك عملية تجارية مربحة كان يقوم بها تنظيم داعش سابقا .
وقالت المصادر ان تلك المجاميع، ربما تكون قد نجحت بالدخول لعدد من حقول النفط والمصافي في العراق وسوريا، مستخدمين الوقود والارباح المكتسبة من المبيعات للسكان المحليين لتمويل انشطتهم .
وقال مصدر، طالبا عدم ذكر اسمه لاسباب امنية، يعيش قرب طريق التجهيز الرئيس في سوريا "كل اسبوع هناك صهاريج تأتي من العراق محملة بالنفط، ما بين 30 الى 40 شاحنة. تأتي هذه الصهاريج اسبوعيا اثناء الليل لتفريغ حمولتها، وفي الصباح ترجع فارغة الى العراق ." كمية النفط التي يجري تهريبها تقدر بحدود 10,000 برميل باليوم، رغم ان مصادر مشتركة بعملية التحويل تقول ان معدل الكمية تصل لما يقارب من 4,000 الى 5,000 برميل باليوم .
عاصم جهاد، المتحدث باسم وزارة النفط، قال: "الحكومة والوزارة تعمل سوية لمنع تهريب النفط من كل مدن العراق ."
من جانب آخر نفى محافظ الانبار علي فرحان، حيث اغلب حالات التهريب تحصل هناك، تدخّل اي مجاميع مسلحة في شؤون المحافظة.
وقال فرحان في حديث لوكالة بلاتس الاسبوع الماضي خلال تواجده في لندن، لتحفيز الشركات للاستثمار في اعادة اعمار المحافظة وخصوصا في مجال النفط والغاز: "ليس هناك تواجد لمليشيات في الانبار. لدينا قاعدتين اميركية في الانبار ولهذا ليس هناك مجال لاختراقها من قبل الايرانيين. المحافظة تحت سيطرة كاملة ."
ولكن استنادا لمسؤول من الادارة الاميركية تحدث دون ان يكشف عن اسمه، قال ان الحكومة الاميركية على علم بعمليات التهريب هذه.
القيادة المركزية الاميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط، ومتحدثين باسم وزارة الدفاع والخارجية والخزانة الاميركية جميعهم رفضوا التعليق على الموضوع .
مصادر على الارض اخبرت وكالة بلاتس أن مجاميع مسلحة شغلت مكانا تركه داعش الذي كان يسيطر خلال عامي 2014 و2015 على ما يقارب 50,000 الى 80,000 برميل باليوم من انتاج النفط في غربي العراق وشرقي سوريا .
وفي اوج قوته كان داعش يجني ما بين 40 مليون الى 50 مليون دولار شهريا من عملياته النفطية .
مصادر في الانبار أشارت الى ان قوافل صهاريج تنقل النفط الخام من العراق الى مصافي تابعة للنظام السوري في دير الزور وكذلك تبيع نفطا خاما لمصفى بانياس السوري على ساحل البحر المتوسط .
يتم تجهيز المجاميع بالمنتجات النفطية المكررة وكذلك تباع لسكان محليين. عدة سكان محليين في دير الزور قالوا لوكالة بلاتس ان الوقود المعروض تتراوح اسعاره بين 63 دولار لبرميل الديزل و104 دولارات لبرميل البنزين في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، اما في المناطق تحت سيطرة النظام السوري والمليشيات فسعر برميل الديزل يصل الى 125 دولار وسعر برميل البنزين يصل الى 167 دولار .
المصادر في الانبار ذكرت ان القوافل لا تعمل دائما دون ان تفلت من العقاب، مشيرين الى ضربات جوية اخيرة شنت من قبل قوات التحالف الدولي ضد بعض القوافل. احدى الضربات التي وقعت في 16 كانون الاول زعم انها احرقت شاحنتي نفط في دير الزور عندما دخلت الاراضي السورية قادمة من العراق. صحفيون محليون نشروا صور اقمار صناعية على فيس بوك تظهر فيها الضربة الجوية .
محللون قالوا انه من غير المحتمل ان تقدم قوات اميركية على استهداف قوافل نفطية تابعة لجماعات مدعومة من الحرس الثوري، أو منشآت دون ان تحصل على طلب من السلطات العراقية، على اعتبار ان المهمة الرئيسة للجيش الاميركي هي التركيز على محاربة تنظيم داعش وتدريب الجنود العراقيين .
عن: وكالة بلاتس الاميركية للطاقة
اترك تعليقك