بغداد/ المدى
أعلنت هيئة الحشد الشعبي، صباح يوم أمس السبت، انطلاق مراسيم تشييع شهداء القصف الأميركي، غداة غارة اخرى تضاربت المعلومات بشأنها
وتجمع آلاف العراقيين حول نعشي الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أبرز مساعديه في العراق اللذين قتلا الجمعة في غارة أميركية ببغداد.
وقال إعلام الحشد، إن "مراسيم تشييع الشهداء القادة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد الحرس الثوري قاسم سليماني ومدير مديرية العلاقات العامة في الحشد الشعبي محمد رضا مع الشهداء الآخرين انطلقت من مطار المثنى باتجاه الكاظمية المقدسة".
وأضاف إعلام الحشد في بيان أنه بعد ذلك "يتوجه موكب التشييع إلى ساحة الحسنين في الجادرية". وفي وقت لاحق وصلت الجثامين الى كربلاء، ومن المرجح ان توارى جثث العراقيين الثرى في النجف فيما تنقل جثث المسؤولين الايرانيين الى طهران.
وشارك في التشييع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وزعيم تحالف فتح هادي العامري والبرلماني ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، وعدد من الوزراء وقادة الجيش والشرطة. فيما غاب زعماء أغلب الفصائل المنضوية في الحشد.
أظهرت مقاطع فيديو، أن الطيران الأمريكي، حلق بشكل مكثف تزامناً مع تشييع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد.
وحذّر العراق من "حرب مدمرة" على أرضه بعد الغارة التي نفّذتها طائرة مسيّرة وأثارت قلقاً في العالم ودعوات الى ضبط النفس.
وتصدر هاشتاك الحرب العالمية الثالثة والذي كُتب اختصارا #WWIII ترند تويتر العالمي، بحسب مركز الاعلام الرقمي.
واوضح المركز، في بيان تلقته (المدى) ان "الهاشتاك تصدر الجمعة بعد ساعات من قيام الادارة الامريكية باغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني مع اشخاص آخرين".
وبين المركز ان "التغريدات المتعلقة بالهاشتاك تجاوزت المليون ونصف المليون تغريدة، وهي تحذر او تتوقع حدوث حرب عالمية ثالثة بسبب ما قامت به الولايات المتحدة من تصعيد عسكري وخرق قانوني خلال تنفيذ عملية وهجوم في الاراضي العراقية بدون علم الحكومة العراقية".
وقبل التشييع، عقد مجلس الأمن الوطني اجتماعا، برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة المستقيل عادل عبد المهدي .
وبحث المجلس ــ بحسب بيان ــ "تطورات الأوضاع والقضايا الأمنية في البلاد بعد الاعتداء الذي ادى لاستشهاد عدد من الشخصيات القيادية". وأكد مجلس الأمن الوطني دعمه "موقف القائد العام للقوات المسلحة (المستقيل) باستنكار وادانة انتهاك سيادة العراق ورفض الاعتداء وما يمثله من خروج عن دور وشروط تواجد القوات الامريكية، وللدعوة التي وجهها لمجلس النواب لعقد جلسة استثنائية من اجل تنظيم وتوحيد الموقف الرسمي العراقي واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لحفظ كرامة وأمن وسيادة العراق".
وفي سياق آخر، أكد المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف، أن السلطات العراقية فتحت تحقيقا مع طاقم الطائرة التي أقلت سليماني من دمشق إلى العاصمة بغداد.
وقال خلف: "اللجان التحقيقية بدأت العمل، وسيجري التحقيق مع كل من نعتقد أنه كان مطلعا على بعض الوقائع والمعلومات داخل المطار".
كما قال إن العراق أصدر قرارا بتقييد عمل القوات الأمريكية بالبلاد بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
الى ذلك، أعلنت رئاسة اقليم كردستان، امس السبت، رفضها خطوات تصفية حسابات الدول على أرض العراق وبالتالي انتهاك سيادته، داعية الى كل الأطراف إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس ومنع حدوث أي تطورات خطيرة.
وقالت رئاسة الاقليم، تعليقاً على القصف الاميركي إن "الأحداث الأخيرة التي وقعت في كركوك والقائم وأمام السفارة الأمريكية ببغداد، مؤشرات تدل على ازدياد تعقيد الأوضاع في العراق والتي أدت إلى أفعال وردود أفعال متكررة".
وأضافت: "من هذا المنطلق نرفض خطوات تصفية حسابات الدول على أرض العراق وبالتالي انتهاك سيادته، الأمر الذي ادى بالنتيجة الى وقوع اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ورفاقهما ضحايا، حيث كان لهما دور مشهود في الحرب ضد إرهابيي داعش خلال السنوات الماضية".
وأكدت "لا يجوز اتخاذ العراق ساحة لحسم صراعات الدول، كما ندعو إلى حل مشاكلهم عن طريق الحوار واحترام العراق وسيادته. إن استمرار هذه التعقيدات والأفعال وردود الأفعال سيمضي بالعراق والمنطقة نحو الهاوية ومستقبل مجهول وسيؤدي إلى إحياء وتقوية القوى المتشددة والإرهابية من قبيل داعش".
وتسارعت الاحداث غداة تضارب في المعلومات حيال غارة جديدة استهدفت قافلة لقوات الحشد الشعبي في منطقة التاجي شمال بغداد، بحسب مصدر أمني أشار إلى سقوط "قتلى وجرحى" من دون تحديد عددهم.
واتّهم الحشد بداية واشنطن بتنفيذ الغارة. لكن المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق نفى أن يكون التحالف أو القوات الأميركية وراء ضربة جوية جديدة.
وقال الجنرال مايلز كاغينز لوكالة فرانس برس إنه "لم يكن هناك أي ضربة أميركية أو من التحالف الدولي".
وكان إعلام الحشد الشعبي أعلن عن ضربة جوية في التاجي استهدفت رتلا للطبابة تابعاً لقوات الحشد، لكن الأخير أكد في وقت لاحق اليوم على تطبيق "تلغرام" أن "طبابة الحشد تنفي استهدافها بصواريخ أميركية فجر اليوم في قضاء التاجي".
لذا لا يزال الغموض كاملاً حيال هذه الضربة.
بدوره، قدم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تعازيه إلى عائلة قاسم سليماني بعد زيارة منزله في إيران. وتأتي زيارة الصدر كأول شخصية عراقية بارزة تبادر إلى تقديم التعازي إلى عائلة قاسم سليماني.
ويتخذ زعيم التيار الصدري من مدينة قم الإيرانية مقراً دائمياً له منذ سنوات عدة، فيما لم يعرف ان الصدر كان في ايران ام العراق اثناء القصف الاميركي.
