نحن أطفال الحرب : كتاب فرنسي جديد عن معاناة أطفال أنضجتهم الحروب

نحن أطفال الحرب : كتاب فرنسي جديد عن معاناة أطفال أنضجتهم الحروب

ترجمة : عدوية الهلالي

عن دار تالاندييه الفرنسية للنشر ، صدر مؤخراً كتاب ( نحن أطفال الحرب مابين 1939- 1940) من تأليف دومينيك ميسيكا وبينديكت فيرجيه شينيون ،

والذي يغوص في أحداث فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ، وهو عمل تاريخي يسلط الضوء على الحياة اليومية للاطفال المنحدرين من عوائل ذات انتماءات متعارضة ..

من المعروف أن الخطوط العريضة لتاريخ فرنسا تتركز في أحداث الحرب العالمية الثانية لكن الأعمال الادبية التي تتناول هذه الفترة المضطربة من بدياتها الى نهايتها نادرة جداً ، خاصة مايتعلق منها بالافعال الشجاعة وأسوأ الشرور التي طالت الاطفال دون غيرهم ..

يضم الكتاب تاريخ الاطفال بدءاً من أبناء اليهود الذين اجبروا على حمل هويات مزورة لمحاولة تجنب الترحيل دون جدوى والذين بلغ عدد ضحايا الهولوكوست منهم حسب الاحصائيات 11400طفلاً ، الى اولئك الذين نشأوا ضمن أسرة تعاونية ( وهي الاسر التي تتعاون مع العدو ) أو الذين ولدوا من علاقة مع جندي الماني وصنفوا كأبناء زنا ألمان ..

بهذه الطريقة تناولت المؤرخة والمحررة دومينيك ميسيكا والمتخصص في مجال تاريخ فرنسا تحت الاحتلال بينديكت فيرجيه شينيون هذه الشريحة في كتابهما الغزير والمقسم الى فصول قصيرة يمكن قراءتها دفعة واحدة ..ويضم الكتاب وثائق أرشيفية مثل ( الرسائل ، الرسومات ، المقالات وغيرها ) إضافة الى مقتطفات من كتب وملصقات دعائية لغرض تسليط الضوء على الحياة اليومية لهؤلاء الشباب الذين كانوا ضحايا للحرمان والخوف الذي يجرهم الى أسفل الأقبية في وقت الانفجارات ،وألم فصلهم عن آبائهم الأسرى أو أقاربهم الذين لن يعودوا أبداً ، كما يتحدث عن الحركة الجماهيرية التي يمكن ان تنشأ في طرق النزوح وعن الاطفال المفقودين الذين بلغ عددهم 90000طفل ، إذ كان يمكن أن يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتمكن العوائل من لم شملها مجدداً بفضل أحد تلك الاعلانات الصغيرة التي يتم نشرها على نطاق واسع في الصحف ..

لقد منح العمل أيضاً للمدرسة مكانة مميزة لأن صدمة الحرب ظلت جاثمة على كل مكان وخصوصا المدارس التي تحولت بعد هزيمة عام 1940 الى أداة دعائية في خدمة رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق المارشال فيليب بيتان إذ ملأت صورة المارشال سيئ السمعة الصفوف وامتدت لتشمل اغلفة الدفاتر ومقابض الاقلام على اعتبار أنه " منقذ فرنسا "..

وفي الكليات والمدارس الثانوية التي تحولت أيضاً الى مقرات للمقاومة ، كان بعض الطلبة يرفضون غناء نشيد المارشال أو يتجرؤون خفية على شطب عبارة ( يعيش الجنرال ) من السبورة السوداء ..وفي الواقع ، لم يكم من الممكن إبعاد الاطفال والمراهقين عن " الاشياء الكبيرة " خاصة في العوائل التي اختارت طريق المقاومة أو تعمدت تعليم ابنائها العصيان ..

يقول المؤلفان في هذا الكتاب :" كان الاطفال الأكثر شطارة يساعدون الكبار في حمل تذاكر حصص الإعاشة والاوراق المزيفة المخصصة للقادمين الجدد ومراقبة الدراجات "..ولم تكن الرزانة التي تعلو وجوه الاطفال في الصور تمنعهم من اللعب خاصة في مايتعلق بممارسة العاب الحروب ..

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top