ذي قار / حسين العامل
كشف مصدر طبي في محافظة ذي قار يوم الاحد ( 26 كانون الثاني 2020 )عن ارتفاع عدد ضحايا المواجهات بين القوات الامنية والمتظاهرين في الناصرية خلال يومي السبت والاحد الى 3 شهداء و52 جريحاّ،
وفيما طرح متظاهرو محافظة ذي قار مبادرة وطنية جديدة لتفعيل الحركة الاحتجاجية باتجاه الضغط على الطبقة السياسية الحاكمة وارغامها على الاستجابة لمطالب المتظاهرين ، بينوا أن المبادرة التصعيدية تتمثل بدعوة المحافظات المنتفضة الى مسيرة مليونية تبدأ من البصرة وتمر بجميع المحافظات وصولاً الى المنطقة الخضراء التي سيتم تطويقها من قبل المتظاهرين لحين تنصيب رئيس وزراء مستقل تنطبق عليه المعايير التي حددها المتظاهرون ،
وقال مدير عام صحة ذي قار الدكتور عبد الحسين الجابري للمدى إن " حصيلة المواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين ليومي السبت والاحد بلغت 3 شهداء و52 جريحاً تتوزع بواقع 3 شهداء و 28 جريحاً في يوم السبت و24 جريحاً يوم الاحد "، مبينا أن " أكثر من 34 جريحاً تعرضوا للإصابة بالرصاص الحي و18 آخرين نتيجة شدة خارجية وكدمات واختناق بالغاز".
وكانت مدينة الناصرية قد شهدت مواجهات دامية بين القوات الأمنية والمتظاهرين طيلة يومي السبت والاحد وذلك عقب قيام قوة بقيادة قائد شرطة ذي قار العميد ناصر الأسدي يوم السبت بمهاجمة المعتصمين على طريق المرور السريع وجسر فهد وحرق خيام المعتصمين ومن ثم فتح الطريق السريع أمام مرور الشاحنات وصهاريج النفط .
فيما استأنفت المواجهات يوم الأحد في مركز مدينة الناصرية حيث دارت معارك كر وفر بين المتظاهرين والقوات الامنية في تقاطع بهو البلدية وجسري النصر والقيثارة استخدمت فيها القوات الأمنية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في حين استخدم المتظاهرون الحجارة ، ولم يمضِ النهار حتى تراجعت القوات الامنية أمام زخم المتظاهرين عند الساعة الثانية عشر ظهرا واضطرت للانسحاب من صوب الجزيرة باتجاه مقر قيادة الشرطة في صوب الشامية والمتظاهرون يلاحقونها بالحجارة والهتاف.
وقال ابو رشاد وهو أحد المتظاهرين إن " حشوداً من القوات الامنية حاولت ومنذ ساعات الصباح الاولى من يوم الاحد التقدم باتجاه شارع الحبوبي ووصلت في بادئ الأمر حتى المستشفى الجمهوري الذي لا يبعد سوى بضعة مئات من الأمتار عن ساحة التظاهرات في ميدان الحبوبي"، وأضاف أن " المتظاهرين من جانبهم استنفروا قواهم وتوجهوا نحو تلك القوات ودارت معركة كر وفر استخدمت فيها القوات الأمنية الرصاص الحي والغاز المسيل بالدموع فيما استخدم المتظاهرون الحجارة ".
وأشار المصدر الى أن " المعركة تواصلت على مدى خمس ساعات لتحسم قبيل منتصف النهار لصالح المتظاهرين الذين ارغموا القوات الأمنية على الانسحاب من شارع الحبوبي باتجاه جسر النصر ومن ثم الى صوب الشامية حيث مقر قيادة شرطة ذي قار "، منوهاً الى سقوط العديد من الجرحى بين صفوف المتظاهرين وسيطرة المتظاهرين على عدد من عناصر مكافحة الشغب وتجريدهم من معداتهم ناهيك عن ضربهم".
وكشف ابو رشاد أن " المتظاهرين الذين شاركوا بدحر القوات الأمنية والذين تواجدوا في ساحة الحبوبي بلغوا نحو عشرة آلاف متظاهر رغم انسحاب أتباع التيار الصدري بناء على تغريدة مقتدى الصدر الذي قرر عدم التدخل بشؤون التظاهرات". ومن جانبه قال الدكتور علاء الركابي وهو أحد أبرز الناشطين في تظاهرات محافظة ذي قار إنه " نطرح اليوم مبادرة وطنية للمرحلة القادمة تتضمن دعوة لمسيرة مليونية مشياً على الاقدام تبدأ من محافظة البصرة وتلتحق فيها جميع المحافظات ويحمل كل فرد فيها إما علم العراق أو غصن ورد "، مبيناً أن " المحطة الاخيرة للمسيرة التي تنطلق في يوم الجمعة القادمة ستكون المنطقة الخضراء التي سيتم تطويقها بالكامل من قبل المتظاهرين وليس اقتحامها ".
وأشار الركابي الى أن " الخطوة اللاحقة بعد تطويق المنطقة الخضراء تتمثل بمفاتحة المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الاعلى لأخذ زمام المبادرة ودعوة رئيس الجمهورية الى ترشيح رئيس وزراء مستقل وفق معايير المتظاهرين يمهد للانتخابات القادمة"، داعياً البرلمان ورئيس الجمهورية الى اتخاذ خطوات عاجلة بحسم ملف ترشيح رئيس وزراء تجنباً للمزيد من التصعيد ". وأكد الناشط المدني تمسك المتظاهرين بالسلمية ، داعياً في الوقت نفسه رئيس أركان الجيش الى تأمين الطرق التي ستسلكها المسيرة المليونية متوقعاً أن تستمر 14 يوماً حتى بلوغ المنطقة الخضراء . وعن المبادرة السابقة المتمثلة بالاعتصام وقطع الطريق السريع قال الركابي إن " الاعتصام وقطع الطريق السريع كان جزئياً ويستهدف الشاحنات فقط للضغط على الحكومة من خلال التأثير على عمل موانئ البصرة وكبار التجار الذين هم إما من الأحزاب أو أن الأحزاب تستحصل منهم الأتاوات "، وأضاف أن " قطع الطريق السريع أسهم كذلك في تعطيل تجارة السوق السوداء للنفط الخام العراقي الذي يستخرج من آبار معينة من وسط العراق ويذهب الى الميناء عبر آلاف الصهاريج التي تمر عبر الطريق السريع ".
مشيراً الى أن " هذه الفعالية الاحتجاجية أثرت على بعض المصالح وهو ما دفع الى التعجيل ب مهاجمة الطريق السريع في اليوم السادس من الاعتصام"، مبيناً أن " المعتصمين تعرضوا في صباح يوم السبت الى استفزاز من قبل قائد شرطة ذي قار واعتقال عدد من المعتصمين ومن ثم مهاجمة المعتصمين من قبل قوة أمنية فتحت عليهم النار وقتلت وجرحت العديد منهم وفتحت الطريق السريع وجسر فهد بقوة السلاح وحرق خيام المعتصمين السلميين. وأشار الركابي الى أنه " اتصل عدة مرات بقائد عمليات الرافدين لوقف الهجوم وحقن الدماء وإن القائد كان يعدنا بالاتصال بقائد الشرطة حول ذلك لكن في النهاية إنه لم يتمكن من وقف الهجوم"، وأردف " تبين لنا من خلال ذلك أن قائد عمليات الرافدين ليس له سلطة على الضباط الدمج التابعين للأحزاب".
منوهاً الى أن " الأحزاب حينما ادخلت قواتها بالمؤسسة الأمنية أسست لمقومات الدولة العميقة التي حذرنا في السابق وحذرنا منها اليوم قائد العمليات"، متهماً قائد شرطة ذي قار بالحنث باليمين في حماية الشعب والوطن كونه هاجم معتصمين سلميين.
وكانت حصيلة ضحايا وجرحى فض اعتصام جسر فهد بمحافظة ذي قار يوم السبت ( 25 كانون الثاني 2020 ) قد ارتفعت إلى أربعة وعشرين شهيداً وجريحاً بواقع 3 شهداء و 35 جريحاً ، غالبيتهم بالرصاص الحي، حيث قامت قوة أمنية يقودها قائد شرطة ذي قار العميد ناصر لطيف الاسدي بشن هجوم مباغت على مجموعة من المتظاهرين المعتصمين عند تقاطع البطحاء على طريق المرور السريع واعتقلت عدداً منهم في بادئ الأمر ومن ثم هاجمت المعتصمين على جسر فهد عند الطريق المذكور بقوة أكبر وفتحت عليهم النار واستهدفتهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ، ودارت على إثر ذلك مواجهة دامية انسحب على إثرها المعتصمون من الطريق السريع بعد قمعهم وحرق خيامهم .
اترك تعليقك