ترجمة / عادل العامللا يتعلق الأمر هنا بسرقة تلاميذ مدرسة يساعدون أنفسهم بكتب مدرسية، و إنما بحالات سرقة مدروسة، وتتَّسم بالمجازِفة في الغالب، لكتب جميلة و نادرة. و قد حدث في أوائل العام الماضي أن حُكم على رجل أعمال
و جامع كتب يدعى فرهاد حكيم زادة بالسجن سنتين لقيامه باقتطاع و سرقة صفحات من كتب نادرة في مكتبات لندن و بودلين لأكثر من سبع سنوات. و قد قال هذا الرجل، البالغ من العمر 60 عاماً، إنه أخذ الصفحات ، من نصوص تعود بتاريخها إلى القرن السادس عشر و تعالج العلاقات الأوروبية الشرق أوسطية، فقط لإغناء مجموعته الخاصة. و قد ثبت، على كل حال، أنه كان يستعمل الصفحات المفردة المسروقة لزيادة قيمة الكتب التي امتلكها آنذاك، و التي يستطيع بيعها في ذلك الوقت. و كانت إحدى تلك الصفحات تتضمن خريطة عمرها 500 عام من رسم هانز هولبين، و هو فنان في بلاط هنري السابع ، قيمتها 32,000 جنيه استرليني. كما حدث في آب 2000، حين راح ستانيسلاس غوس، و هو ضابط بحري سابق و مدرس هندسة في الثلاثين من عمره، ينهب مكتبة دير مونت سانت ــ أودايل القديم، الكائن فوق جبال فوسجيس شرقي فرنسا. فقد سرق غوس مفتاحاً و راح يأخذ ليلاً مجلداتٍ من المكتبة، التي تضم آلافاً من الكتب النفيسة. و كان يحمل المجلدات الأثقل إلى البيت على دراجته. ثم استخدم ممراً سرياً منسياً ليؤمِّن له مدخلاً إلى المكتبة.و حين ألقي القبض على غوس في نهاية الأمر متلبساً بالجريمة في آيار 2002، كان يحاول الابتعاد بثلاث حقائب تحتوي على 300 كتاب ــ و عندها اعترف بكل شيء. و قد أغارت الشرطة على شقته فعثرت على 1,100 كتاب تاريخي و ديني و مخطوطات مرتبة، و مفهرسة، و مجددة في بعض الحالات، على نحوٍ دقيق. و لم يكن قد بيع شيءٌ منها.بعد هذا الحادث بسنوات قليلة، و كوني المستخدم الآخر الوحيد الحاضر في مكتبة لندلي التابعة لجمعية البستنة الملكية في ويستمنستر، شهدتُ عملية الإمساك بلصّ كتب ٍشهير آخر. و كان هذا ويليام جاكس المعروف بالسيد سانتورو أو ديفيد فيتشَر، و أحياناً بقرصان المجلدات. و كان هذا الرجل، الذي وصفته الصحف لاحقاً بسيد التنكر، يبدو بالأحرى عديم الاسم بسترةٍ رخيصة من الفراء يتصل بها غطاء للرأس ــ وهي الهيئة الأكثر فعاليةً ربما بالنسبة لسارق كتب. و كان هذا قد سرق من الكتب، على مدى خمس سنوات، ما قيمته أكثر من مليون جنيه استرليني من مكتبة لندن، و مكتبة جامعة كامبرج، و المكتبة البريطانية، بما في ذلك أعمال لغاليلو و نيوتن. و كان أحد تلك الكتب، و هو نسخة أصلية من مجلد مالثيوس لعام 1798 ( مقالة في مبدأ الكثافة السكانية )، بقيمة 40,000 جنيه استرليني.فحين كنت أعمل بهدوء في مكتبة لندلي، ظهر فجأةً ضابطا شرطة يرتديان البزة الرسمية و أخذاه معهما بعيداً. و رشح من الأخبار المتعلقة بالحادث أن أمناء المكتبة اليقظين كانوا قد لاحظوا جاكس يتصرف بطريقة مريبة في زيارات سابقة. و قد استعدوا له هم و رجال أمن المكتبة، و وقع في أيديهم هذه المرة.و في تقارير الصحف عن جرائم كهذه، تُستخدَم على نحوٍ متساهلٍ ألقاب ، من قبيل " اللصوص السادة gentlemen "، بالنسبة لرجال مثل فرهاد حكيم زادة و جاكس. و هم، نموذجياً، مميَّزون بكونهم أكاديميين تستحوذ عليهم الرغبة في فعل أي شيء تقريباً للحصول على هذا المجلد القديم أو هذه الخارطة التي ستملأ فجوةً عند رفوف مكتبتهم. و قد أظهر دفاع حكيم زادة أنه قضى ليلة عرسه بتلميع كتبه العزيزة، بينما ارتأى غوس أن يكون حبه للكتب مخففاً من جريمته، قائلاً : " لقد شعرتُ بأن الكتب قد هُجِرت ". وقد حُكم عليه قضائياً مع وقف التنفيذ مؤقتاً، بغرامة مقدارها 17,000 جنيه و أٌخليَ سبيله ليعود إلى عمله في التعليم. فقد غفر له رئيس الأساقفة و قال إنه حتى سيسمح له بالدخول إلى المكتبة ( تحت المراقبة)! rnمراحل التخطيط  لسرقة كتابيقول مارتن غيل، الذي يدير شركة استشارات خاصة، في معرض حديثه إلى زبائنه بشأن الوقاية من سرقة مكتباتهم : " إذا فكَّرتَ كأنك لص، يمكنك أن تكتشف أين تكون حالات الضعف ". و يتولى غيل و فريقه القيام بـ " اختبارات اختراق penetration " للمكتبات، و هم، في معالجتهم هذه المشكلة، يحاكون عملية سرقة الكتب، أو إخفائها، أو إلحاق الضرر بها. ( و يُقصَد بذلك هنا أساساً المكتبات العامة libraries، و لكنه يمكن أن ينطبق أيضاً على بعض مكتبات البيع المباشر الكبيرة ).  و هو هنا يوجز المراحل الأساسية في تفكير لص الكتب، ذكراً كان أو أنثى  : 1. اختيار الهدف : إن إحدى أكثرالنتائج لفتاً للنظر من العمل مع المخالفين للقانون هي أنهم حين يُسألون لماذا اختاروا الهدف الذي اختاروه، غالباً ما يقولون : " لأنه كان سهلاً . 2. دخول الهدف : إن أحد أهم الاعتبارات لدى اللصوص هو عدم اجتذاب الانتباه إليهم. و الحرّاس و آخرون الذين يترصدون اللصوص يشكلون تهديداً محتملاً لهم. فالكادر الوظيفي المنتبه و الحرّاس الذين يبدو عليهم الالتزام بالمراقبة مشكلة كبيرة بالنسبة للسارق. 3. تعيين موضع المادة المرشحة لل