بغداد / المدى
بدأ متظاهرون في بغداد بالتحضير للخطوات القادمة لحركة الاحتجاجات التي دخلت شهرها الرابع، ابرزها الاستعداد لانتخابات مبكرة.
وجاءت تلك التحضيرات، وسط عودة المؤيدين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لنصب الخيم مجدداً في ساحة التحرير، وسط العاصمة، بعد اسبوع من "الفراق" للساحة، على اثر موقف "الحياد" الذي اعلنه "الصدر" في وقت سابق.
ويقول الناشط المدني احمد العكيلي، لـ(المدى) امس، ان التظاهرات ستستمر حتى بعد تكليف رئيس وزراء جديد.
وتهدد ساحات الاحتجاج، بخطوات تصعيدية، في حال تم اختيار شخصية بعيدة عن الشروط التي وضعها المتظاهرون. ويقول احمد العكيلي، اذا كان رئيس الحكومة الجديد مخالفا لشروط الساحات فان زخم الاحتجاجات سيتصاعد، وتتحول التظاهرات الى اعتصامات. وكان من المفترض، ان تنطلق الجمعة الماضية، مسيرة "مليونية" تبدأ من البصرة حتى المنطقة الخضراء، وسط بغداد، وتستمر الرحلة مشيا على الاقدام، لـ14 يوما، لكن تم تأجيل موعدها، لعدة اسباب. وأعلن رئيس الجمهورية، اواخر كانون الاول الماضي، استعداده لتقديم استقالته، بعد رفضه تقديم مرشح تحالف البناء، محافظ البصرة أسعد العيداني، لمنصب رئيس الوزراء إلى البرلمان، معتبرا أنه شخصية "جدلية".
ورفضت ساحات التظاهر، في الاشهر الماضية، اسماء العيداني والنائب والوزير السابق محمد شياع السوداني، والوزير في الحكومة المستقيلة قصي السهيل لتولي منصب رئيس الحكومة.
وكان المرجع الأعلى علي السيستاني دعا نهاية العام الماضي، إلى تشكيل حكومة جديدة "غير جدلية" قادرة على اجراء انتخابات مبكرة "بعيدا عن قوة السلاح والتدخلات الخارجية".
وتدعو ساحات الاحتجاج، الى اختيار شخصية "غير حزبية" و"نزيهة"، وقادرة على مواجهة احزاب السلطة.
ويضيف الناشط العكيلي: "ستراقب وستدعم ساحات التظاهر رئيس الوزراء الجديد، اذا كان ضمن شروطها، لكن عليه تنفيذ عدة طلبات". ويتابع الناشط المدني: "يجب ان يهيئ البلاد لانتخابات مبكرة في مدة لا تزيد عن عام واحد، وتعيد قانون الانتخابات والمفوضية، وقانون الاحزاب"، مشيرا الى ان على رئيس الحكومة الجديد "محاسبة قتلة المتظاهرين".
عودة ليست مفروشة بالورود
عشية انتهاء مهلة رئيس الجمهورية التي امهلها للكتل وانتهت بتكليف محمد توفيق علاوي، عاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الى التظاهرات مرة اخرى، بعد ان اعلن الاسبوع الماضي، وقوفه بشكل "محايد" تجاه حركة الاحتجاجات.
وفور عودة الصدريين، الى ساحة التحرير، حدثت اشتباكات مع بعض المتظاهرين، تم تفنيدها بعد ذلك.
وكانت مجموعة، تطلق على نفسها "تنسيقية ثورة تشرين"، اعتبرت انسحاب الصدر، من التظاهرات، بمثابة "خيانة" للاحتجاجات. وفكك الصدريون نحو 50 خيمة، في 6 محافظات، اكثرها في بغداد، بعد قرار زعيم التيار الصدري، بترك التظاهرات، بسبب تصرفات بعض "المسيئين"، قبل ان يعودوا مساء الخميس الماضي. وقال الصدر، في تغريدة "مرة أخرى، قد فشل السياسيون في تشكيل الحكومة، وما يزال بعضهم يماطل في تحقيق مطالب المتظاهرين".
واختصر الصدر هذه المطالب في "محاكمة الفاسدين بقضاء نزيه وإقرار قانون الانتخابات وتشكيل حكومة غير جدلية وغير تبعية بوزراء مستقلين، إلى جانب تحقيق استقلال العراق وسيادته وتنظيم انتخابات نزيهة مبكرة خلال الأشهر القادمة". وتابع "لذا فإنني أجد من المصلحة أن نجدد الثورة الإصلاحية السلمية". وتداولت، انباء اول امس، عن حدوث احتكاكات، بين المتظاهرين وبعض انصار الصدر، في ساحة التحرير.
وقال، امس، حساب لـ" احمد ربيع" في "فيسبوك"، إنه بعد ساعة من عودة الصدريين الى ساحة التحرير "هجمت مجموعة من سرايا السلام (التابعة للصدر) على خيم للمتظاهرين"، مبينا حدوث شجار بينهم وبين المحتجين، بسبب الخلاف على بث "تغريدة الصدر" الاخيرة، في اذاعة التحرير. بدوره قال احمد علاء، احد المتظاهرين في التحرير لـ(المدى) امس، ان "المهاجمين زعموا انهم تابعين للسرايا، وهاجموا بعض الخيم بسبب هتافات ضد الصدر". واضاف علاء ان "حسن الكعبي، وهو مسؤول تنسيقيات التيار الصدري، احتوى الامر، وقدم اعتذاره الى الخيم التي تعرضت للهجوم".
اترك تعليقك