ترجمة / حامد احمد
في اول زيارة لقائد عسكري اميركي كبير للبلاد بعد مقتل سليماني بهجوم طائرة مسيرة اميركية في بغداد الشهر الماضي، تسلل بهدوء الى العراق الثلاثاء الجنرال فرانك مكنزي، رئيس القيادة المركزية للجيش الاميركي لمنطقة الشرق الاوسط، وسط مسعى من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لانقاذ ورأب علاقات مع قادة عراقيين وايقاف توجه الحكومة لسحب القوات الاميركية .
والتقى الجنرال مكنزي بقادة العراق في بغداد ومن ثم ذهب للقاء الجنود الاميركان في قاعدة الاسد الجوية التي تعرضت الشهر الماضي لقصف صاروخي من قبل ايران في رد على حادث هجوم الطائرة المسيرة. ثم قال بعد ذلك انه "ازداد عزما" بهذه اللقاءات، مضيفا بالقول "اعتقد اننا سنتمكن من ايجاد سبيل للمضي قدما ."
وجاءت زيارته وسط مشاعر معادية لاميركا افضت الى احتجاجات عنيفة تمثلت بهجمات صاروخية على السفارة وتصويت برلماني يدعو لانسحاب القوات الاميركية من البلاد. وتثير الزيارة ايضا تساؤلات فيما اذا سيؤدي حضور قائد عسكري اميركي رفيع المستوى الى التحفيز لتسوية، او مجرد اثارة توترات وتسريع خطى مفاوضات جارية لنصب بطاريات صواريخ باتريوت في العراق لحماية قوات التحالف بشكل افضل .
قال الجنرال مكنزي بعد عودته في تصريحات للاسوشييتدبرس انه من الصعب التنبؤ بما ستؤول اليه المباحثات خصوصا وان الحكومة العراقية في وضع انتقالي .
وبينما التقى برئيس الوزراء المنتهية ولايته عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ولم يلتقِ برئيس الوزراء المكلف محمد علاوي .
وقال ان التحالف الدولي في العراق يعتقد ان مستقبل التواجد العسكري في البلد يجب ان يستند الى مدى التهديد الذي يشكله تنظيم داعش وذلك بالتشاور مع الحكومة العراقية .
ولكنه اقر أنه حاليا وبسبب التوترات الحالية في العلاقات فان العمليات العسكرية المشتركة ومهام التدريب بين الولايات المتحدة والعراق قد تراجعت قليلا. وقال ان هناك بعض التدريب يجري وان قوات العمليات الخاصة الاميركية تقوم بمهام مع نظرائها من القوات الخاصة العراقية. واكد بقوله "نحن ما نزال نراوح ضمن فترة اضطراب. وعلينا ان نمضي قدما ."
وكان قادة اميركان كبار قد رفضوا مطالب عراقية بمغادرة القوات الاميركية، متبنين على ما يبدو موقف التروي لرؤية ما ستؤول اليه الامور على أمل ان تعبر تلك المشاكل بسلام . وفي رد على ما وصفه قادة عراقيون بانه انتهاك للسيادة، مرر البرلمان قرارا غير ملزم يدعو الى اخراج القوات الاميركية. ولدى الولايات المتحدة اكثر من 6,000 جندي في العراق .
ولكن بعد ان ردت ايران بهجوم في 8 كانون الثاني باطلاق صواريخ بالستية على قاعدتين عراقيتين تضمان قوات اميركية اصبح ذلك اكثر مبررا للولايات المتحدة بان تطلب جلب منظومات صواريخ باتريوت للبلاد.
وحتى الان لم يوافق العراقيون على الطلب. وقال الجنرال مكنزي انه ناقش القضية خلال لقاءاته ولكنه امتنع عن الادلاء باي تفاصيل . مع ذلك قال انه يعتقد بان التهديد من ايران ووكلائها في العراق وسوريا ومناطق اخرى ما يزال مستمرا، وقال ان ما نمر به وقت خطر. ويعتقد البنتاغون ايضا بان استمرار التدريب والعمليات يعد امرا حيويا لمنع اعادة ظهور داعش من جديد . وعندما سئل لماذا زار العراق في وقت حساس مثل هذا الوقت، قال: "كوني اشغل منصبا عسكريا قياديا لمنطقة الشرق الاوسط فانه لدي التزام اخلاقي بان اذهب الى هناك ." واضاف قائلا "انه أمر مهم الذهاب الى هناك ومقابلة الحكومة العراقية لنبين لهم باننا معهم وان علاقتنا هذه هي علاقة مهمة."
عن اسوشييتدبرس
اترك تعليقك