TOP

جريدة المدى > عام > فكشنري لميسلون هادي في نادي المدى للقراءة في بغداد

فكشنري لميسلون هادي في نادي المدى للقراءة في بغداد

نشر في: 24 فبراير, 2020: 07:01 م

ماس القيسي

تصوير: محمود رؤوف

"المعرّف لا يُعرف" هكذا افتتحت هدية حسين جلسة نادي المدى للقراءة بالتعريب عن الكاتبة بقولها:

" امتازت كاتبتنا ميسلون هادي بأسلوب خاص من خلال مفرداتها وصياغتها الأدبية اذ تشعر بروح النص بمجمله وليس من خلال شخصيات الرواية فحسب"، هذا ما تفتقر اليه بعض الاعمال الأدبية، "تفاصيل حياتية، تثري الحكاية أثناء التتابع الزمني لأحداثها وتبث فيها الحياة فنحن نعيش في عالم متكامل لا يقتصر على البشر".

رواية تمتد بأحداثها منذ مطلع القرن، مسؤولية تقع على عاتق الكاتبة، وعن هذا تعقب حسين قائلة:" الرواية ليست تجميع معلومات فحسب وانما وضعها في قالب روائي مع ابتكار شخصيات خيالية ما يحاكي حياة متكاملة وهذا ما نجده في أعمال ميسلون هادي". فكشنري عمل متميز يختلف عن سابقاته اذ ان الكاتبة لا تكرر نفسها، فتقول حسين:" أفكار جديدة مع كل عمل للكاتبة ما يجعلني من القراء الأوائل لها".

رواية معقدة لا تندرج تحت بند السهل الممتع، وبهذا الصدد تنطلق الكاتبة في الحديث عن فكشنري قائلة:" أود التحدث عن موقف اتخذه الأحمداني (شخصية البطل) في نهاية الرواية لكونه لا يمثلني، فهو قد وجد الحياة سلسلة من الصعوبات بينما أجدها أنا سهلة بعيداً عن الأقدار المتعلقة بالفقدان والمرض، أنا من النوع الإيجابي الذي لا يشكو بالفطرة، ليس قراراً اتخذته".

تبني النهاية التشاؤمية في فكشنري على خلاف أعمال الكاتبة الأخرى يعود لسبب، فتقول هادي بهذا الشأن:" غالباً ما كنت اترك الأمل مفتوح في خاتمة كل عمل بينما في فكشنري نسجت فكرة من حفريات عقلي الباطن لأني اتحفظ على فكرة الأبدية ما بعد الحياة، بينما اتبنى مفهوم العدم، اسقطته على شخصية الأحمداني في موقفه فهو قادم من العدم وراحل إليه" إذ يمتلك الكاتب "ذاكرة فوتوغرافية جيدة ما يدفعه لاستحضار مئات الصور حين يكتب، فلو وجد عقار يساعد في اكتشاف محتوى العقل الباطن لوجد الإنسان كل ما رآه بحياته محفوظ هناك".

"شخصية حقيقية واحدة هي شرار النار بينما بقية الشخصيات خيالية"، وتعتمد فكشنري في طرحها على البحث بشكل أساسي لكن " هناك أعمال تتبنى التجارب الذاتية البحتة بالإضافة الى عنصر الخيال ما ينتج المادة الأدبية بشكل عام، كما في (العالم ناقص واحد) كانت تجربة ذاتية دون حاجتي لأي مرجع"، بينما "في (نبوءة فرعون) احتجت لمعلومات لما تتضمنه من قصص وحكايات شعبية".

"تتحدث فكشنري عن أحداث الحرب العالمية الأولى، الاحتلال العثماني للعراق ما بعد 1914 لذا اقتبست بعض المعلومات من (العرش والجدول) إذ يتضمن أحداث العراق ما بين 1977 و2007 "، في فترة حظر الأحزاب الإسلامية وتعقب" استوجب مني معرفة تفاصيل احداث تلك الفترة لأخرج بشخصية (جميل) الذي ينتمي لعائلة تناهض عائلة محبوبته فيما يخص الحزب الحاكم".

"رواية تكون أو لا تكون تلخص فلسفة وجودنا، رحلة سياحية اجتماعية في زمن معين" كما عبرت عنها هدية حسين. وقد طرحت عذراء ستار (أحد الأعضاء) تساؤل:" نهاية غير معروفة في بعض مواقف الرواية، هل كانت مقصودة ليستكشفها المتلقي؟ وما هو الهدف من عقدة الاعتداء الجنسي المطروحة ومدى ربطها بعلاقة الطفل مع الإله دون توظيفها؟" 

فتقول هادي: “عدم تبني نهاية لأحد المواقف يعود لتجنب حصول لغط، وفيما يخص الاعتداء الجنسي فقد وضع الطفل الواعي بعقله في رحلة أزمة نفسية تتمحور حول كيفية سماح الله بذلك".

وقد تساءل أبو عبيدة قائلاً:" هل يحق للروائي أن يخطئ بمعلومة تاريخية؟" فأجابت:" الرواية التاريخية مصدر مقروء أكثر من الوثيقة الأصلية لذلك يستوجب على الروائي أن يتحقق من كل معلومة يضمّنها في أعماله بغض النظر عن تخييل القصة بمجملها".

بينما تعقب دكتورة رغد على فكرة التلاعب بمعلومات التاريخ إن كان المقصد سردياً لغاية معينة تقول:" الرواية ليست مرجعاً تاريخياً بل تعنى بالإنسان ومشاعره".

كما تم التعريب على مقال نقدي طرحته موج يوسف (عضوة) ينص على كون فكشنري رواية هويات تحاول الكاتبة فيها إبراز هويتها، وبهذا ردت هادي قائلة: " كيف لي أن أبرز هويتي وأنا أتحدث عن منطقة لا انتمى اليها!" و"هنا يكمن الفرق بين قارئ متعمق وقارئ آخر يستهدف القراءة لأجل النقد" على لسان رند على (أحد أعضاء إدارة نادي القراءة).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مسرح ذهني للقرّاء

جواهر سينمائية.. توثيق لحياة ثلاثة رموز سينمائية

هيثم فتح الله: تأثيرات الفن التشكيلي على أسلوبي كانت واضحة، بنقل الفوتوغراف إلى لوحة فنية

مسرحية هيكابي.. نظرة في المشهد التمهيدي

الفعاليات غير النفعية مهمة لحياة البشر

مقالات ذات صلة

الفعاليات غير النفعية مهمة لحياة البشر
عام

الفعاليات غير النفعية مهمة لحياة البشر

أدار الحوار: سوزان كروغلينسكي ترجمة: لطفية الدليميتقديم المترجمة:الحوار التالي ترجمة لمعظم فقرات الحوار المنشور بمجلّة Discover بتأريخ 13 يناير (كانون ثاني) 2007، وتمّ تحديثه بتأريخ 12 نوفمبر (تشرين ثاني) 2019 (بعد وفاة منسكي). سيلمس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram