6 حالات كورونا جديدة.. 4 فـي السليمانية و2 فـي بغداد

6 حالات كورونا جديدة.. 4 فـي السليمانية و2 فـي بغداد

 متابعة المدى

شخّصت وزارة الصحة والبيئة ست حالاتٍ جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد؛ اثنان منهم في بغداد واربع حالات في السليمانية وجميعهم كانوا في إيران مؤخراً.

وبهذا يرتفع عدد الحالات الى 19 حالة تعالج في المستشفيات وتمّ اكتشاف الحالات من قبل ملاكات وزارة الصحة وأُخذت لهم العيّنات المختبرية المطلوبة لإجراء الفحوصات وتبيّن ان نتيجة الفحوصات موجبة وهم حالياً يتلقون الرعاية الصحية المطلوبة في مؤسسات وزارة الصحة والبيئة الخاصة لمتابعة وضعهم الصحي.من جهتها أكدت وزارة الصحة والبيئة اتخاذها كافة الاجراءات المطلوبة للتعامل مع الحالات والملامسين لهم وحسب اللوائح الصحية العالمية وتهيب الوزارة بكافة المؤسسات والمواطنين الإلتزام بالتوجيهات التي تصدر عن خلية الأزمة الوزارية ولجنة الأمر الديواني رقم ٥٥ لسنة ٢٠٢٠ لمواجهة مرض فيروس كورونا المستجد كما تؤكد الوزارة على الالتزام بالتوصيات التي من شأنها منع انتقال العدوى.

فيما وجه محافظ نينوى نجم الجبوري،أمس الأحد، بمنع (الأراكيل) في الأماكن العامة، فضلاً عن توفير جهاز الفحص الحراري كاجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا في المدينة.

وذكر بيان صادر عن المحافظ تلقت “المدى” نسخة منه، إنه “وجه محافظ نينوى نجم الجبوري قائممقامية الموصل بتعميم منع (الأراكيل) في المقاهي والأماكن العامة كاحترازت وقائية تتخذها المحافظة ضد فيروس كورونا”.

وأكد على “ضرورة توفير جهاز الفحص الحراري من خلال تواجد مفرزة طبيعة لموظفي ومراجعي ديوان المحافظة كاجراء احترازي صحي”.

وفي السياق ذاته أصدر قائممقام أربيل نبز عبد الحميد أمراً، بـ”منع تدخين الأراكيل في المقاهي والأماكن العامة بالمدينة”.

وأعلنت دائرة صحة محافظة نينوى، في وقت سابق وضع اثني عشر شخصاً تحت الحجر الصحي بينهم اثنان قِدما من إيران، للاشتباه بإصابتهم بفيروس “كورونا”.

وفي العاصمة بغداد قررت أمانة بغداد غلق متنزه الزوراء.وذكر بيان صادر عن أمانة بغداد امس الاحد منه، أنه “حفاظا على سلامة المواطنين الكرام تقرر غلق منتزه الزوراء ابتداءً من صباح اليوم الاثنين الموافق 2/ آذار / 2020 وحتى يوم السبت الموافق 7 / آذار / 2020 متمنين دوام الصحة والسلامة لعراقنا الحبيب”.

ووافق وزير الداخلية ياسين الياسري على 7 مقترحات بشأن مواجهة فيروس كورونا، من بينها تعليق إصدار المستمسكات الثبوتية.

وجاء في وثيقة لوزارة الداخلية أنها “تعلق أعمال دائرتي مديرية الاحوال المدنية والجوازات والإقامة ومديرية المرور كونها تشهد واقعاً كبيراً من الزخم البشري لما تقتضيه طبيعة عملهم”. 

من جهتها وجهت الامانة العامة للمزارات الشيعية،امس الاحد، بغلق كافة المزارات التابعة لها في محافظة بابل، كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا في المحافظة. وذكرت وثيقة حصل حصلت عليها المدى إنه “تنسب غلق مزاراتكم الشريفة لمدة أربعة ايام اعتباراً من هذا اليوم لضمان سلامة منتسبيكم والزوار الكرام من الإصابة بفيروس كورونا والتعاون مع خلية الأزمة المشكلة في ديوان محافظة بابل”

وكانت وزارة الصحة قد دعت المواطنين لتطبيق إجراءات الوقاية، والتوقف عن المشاركة في أي تجمعات بما فيها المظاهرات، لمنع انتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) .

وتوجهت الوزارة بنداء للشعب العراقي "بضرورة الالتزام بالتوصيات الصادرة بمنع التجمّع والتجمهر لأي سبب كان ومنها المناسبات الدينية والتجمعات والتظاهرات ومناسبات الأفراح والأحزان وغيرها".

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الدعاوى تهدف لحماية الجميع من خطر تفشي مرض فيروس كورونا المستجدّ خصوصاً بعد تسجيل عدد من الحالات في بغداد والمحافظات والعمل مستمر لمتابعة الملامسين والتأكد من خلوهم من العدوى. يذكر أنه بعد تسجيل عدة حالات إصابة بالفيروس في العراق، قررت الحكومة تعطيل الدوام الرسمي في جميع المدراس والجامعات والمؤسسات التربوية لمدة عشرة أيام، لوقف انتشار الفيروس. كما قررت إغلاق المحال العامة ودور السينما والنوادي والمنتديات الاجتماعية للفترة من 27 فبراير ولغاية السابع من مارس المقبل.

رغم أن الإصابات المؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19) في العراق هي19 حالة فقط، إلا أن المخاوف من انتشاره دفعت العراقيين إلى تغيير سريع في نمط حياتهم الاجتماعية، التي لم تغيرها ظروف استثنائية مر بها بلدهم طيلة الخمس عشرة عاماً الماضية.

يمتاز العراقيون، خاصة في القرى والأرياف الغالب عليها الطابع العشائري، باحترامهم العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، سواءً المتعلقة بالأفراح أو الأحزان، فضلا عن المناسبات الدينية والعامة.

تلك العادات والتقاليد لم تتغير خلال السنوات الخمس عشرة الماضية بظروفها الصعبة، لاسيما في مرحلة تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وبعدها الاقتتال الطائفي، ثم مرحلة تنظيم "داعش" الإرهابي.

قال الشيخ خليل الإبراهيمي، أحد شيوخ عشائر "بني تميم" في بغداد، للأناضول: "بفضل الإنترنت صار الجميع يدرك خطورة الوضع الصحي جراء فيروس كورونا".

وتابع: "بالتالي الجميع قدّر أن الاستمرار بالتقاليد والعادات العشائرية أو حتى الشعبية في قضية الزيارات وتنظيم الاحتفالات الجماعية والحضور في مجالس العزاء صار له ضرر كبير على المجتمع". وشدد الإبراهيمي على أن "مصلحة المجتمع تعلوا على التقاليد والعادات، ولأن إمكانيات العراق الصحية غير قادرة على احتواء الفيروس في حال تفشيه، صار واجب علينا كشيوخ عشائر أن نفكر بمصلحة المجتمع".

وأردف: "لذا قررنا التقليل من التجمعات العامة لأي ظرف كان، حتى لا نكون طرفا في انتشار الفيروس القاتل".

وقررت قبائل في محافظة المثنى جنوبي العراق "تجميد" عادة التقبيل في المناسبات، والاكتفاء بالمصافحة منعاً لانتشار "كورونا".

وعادة ينتقل "كورونا" من شخص إلى آخر أثناء فترة حضانة الفيروس، البالغة 14 يوماً، عبر الرذاذ الملوث، أو الأيدي الملوثة، أو السطوح الملوثة بالفيروس.

إقبال على الكمامات

وفق حمدي جميل، وهو صيدلاني (48 عاماً) في منطقة بغداد الجديدة، فإنه منذ الإعلان عن تسجيل أول إصابة بالفيروس في العراق، الأسبوع الماضي، تشهد الصيدلات إقبالاً كبيراً لشراء أقنعة التنفس الواقية (كمامات) والمطهرات ضد البكتريا والفيروسات، رغم أن أسعارها تضاعفت. وأضاف جميل أن "أقنعة التنفس الواقية لم تكن في أي وقت ضمن اهتمامات العراقيين، أما اليوم فهي الأساس؛ لأنهم يعتقدون أنها توفر الحماية لهم حال خروجهم للأسواق أو الأماكن العامة".

وتابع: "المشكلة أن هذه المنتجات كانت قليلة؛ لأنها لم تكن مهمة قبل شهر، وبالتالي تضاعف سعرها 10 مرات؛ بسبب شحتها (قلتها)، واستيرادها من الخارج بشكل عاجل".

الإجراءات الحكومية

قال مهدي العبيدي كاسب (38 عاماً)، مواطن في بغداد، إنه "حسب نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن الوضع خطير للغاية، والإجراءات الحكومية المتبعة لمنع انتشار الفيروس لا تتلاءم مع حجم الأزمة".

واعتبر أن "البنى التحتية للمؤسسات الصحية في العراق غير قادرة على مواجهة هكذا فيروس خطير سريع الانتقال".

وشدد العبيدي على أن "الوعي المجتمعي بخطورة الفيروس متدنٍ؛ بسبب عدم قيام الفرق الصحية بجولات في القرى والأرياف ومراكز المدن للتوعية بخطورة المرض".

العائدون من إيران

الإعلان عن ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بـ"كورونا" في إيران المجاورة، دفع آلاف العراقيين، ممن كانوا في رحلات علاجية أو سياحية دينية، إلى العودة من إيران عبر المنافذ الحدودية، وسط إجراءات طبية "بسيطة" في المنافذ البرية والمطارات. وقال منشد الطائي، عامل في منفذ "المنذرية" الحدودي مع إيران بمحافظة ديالى (شرق)، إن "المنفذ يشهد توافد نحو ثلاثة آلاف مسافر يومياً عائدين من إيران إلى العراق". واستطرد: "لا نمتلك أماكن كافية لحجز 3 آلاف شخص يومياً، ونكتفي بالفحص المتوفر لمعرفة إن كان الشخص مصاباً أم لا.. وفي حال الشك في إصابة شخص ما يتم حجزه". وأضاف الطائي أن "المشكلة هي أن أعراض هذا المرض لا تظهر على المصاب لمدة أسبوعين، وهنا تمكن خطورة دخول العوائل العراقية القادمة من مختلف المدن الإيرانية". واحتشد المئات من أهالي ديالى، الأسبوع الماضي، أمام منفذ "المنذرية"، مطالبين بإغلاقه؛ خوفاً من انتشار "كورونا". وقررت السلطات العراقية، الأربعاء الماضي، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس، وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدة 10 أيام، ومنع سفر المواطنين إلى تسع دول، هي الصين، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلاند، سنغافورة، إيطاليا، الكويت والبحرين، باستثناء الوفود الرسمية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية كانون الثاني الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر في دول عديدة، وأثار حالة رعب تسود العالم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top