بغداد/ المدى
تحاول فصائل مسلحة، استثمار الازمة السياسية في البلاد، للاسراع في فض الاحتجاجات، باستخدام القوة، والتهديد بقتل ناشطين. بالمقابل يرى متظاهرون، ان جهود تدويل الاحتجاجات تصاعدت خصوصا بعد الاحاطة التي قدمتها ممثلة الامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الى مجلس الامن.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ 6 اشهر، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، حسب رئيس الجمهورية برهم صالح، ومنظمة "العفو" الحقوقية الدولية.
ويقول مصدر امني في بغداد لـ(المدى)، ان "احداث القمع الاخيرة في محيط ساحة التحرير، شهدت انخراط جهات مسلحة، واجهت المحتجين بالرصاص، وببنادق الصيد".
وغالبا ماينشر ناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات لمسلحين يرتدون ملابس مموهة، واحذية رياضية، يقومون بمواجهة المتظاهرين بالاسلحة النارية والقنابل الدخانية قرب ساحة التحرير، وسط بغداد.
أمس، اعلن عضو في مفوضية حقوق الانسان، عن حصيلة احداث ساحة الخلاني في بغداد يوم الثلاثاء، مشيرا الى أن الاصابات تراوحت ما بين حالات اختناق بقنابل صوتية وأخرى نتيجة استخدام بنادق صيد.
وقال عضو المفوضية علي البياتي في بيان، إن "الإصابات بالغاز المسيل الدموع وبنادق الصيد (صجم) كانت بكثافة عالية يوم الثلاثاء في صفوف المتظاهرين".
وأوضح أن "الاصابات كانت كالآتي: اكثر من 100 حالة اختناق، واكثر من 50 اصابة صجم، واكثر من 10 اصابات بالقنابل الصوتية"، فضلا عن "حرق المحال التجارية في ساحة الخلاني". واشار البياتي الى ان بعض المجاميع استهدفت "القوات الامنية بالمولوتوف والرمانات الهجومية في ساحة الخلاني، فضلا عن تعرض الناشط المدني حسين رحم الى طعن بالسكاكين في شارع السعدون".
ويلفت البياتي، الى حدوث مشاجرة قرب ساحة الخلاني وتطورت الى استخدام الاسلحة، مما ادى الى "وقوع 4 اصابات خطيرة".
وشهدت الخلاني، اكثر من مجزرة، بحسب وصف ناشطين، ابرزها ماحدث نهاية العام الماضي، حين اقتحم مسلحون بسيارات مدنية المنطقة، وقتلوا واصابوا نحو 100 متظاهر بالرصاص الحي.
استفحال الميليشيات
ويقول المصدر الامني، وهو ضابط في احد الاجهزة الحساسة، ان "نشاط الجماعات المسلحة ضد المحتجين، قد تصاعد بعد فشل اختيارمحمد علاوي".
وتسربت قوائم تضم العشرات من اسماء رجال الاعمال واثرياء (مليونيرية)، وناشطين، والاعلاميين، مهددين بالتصفية الجسدية، من قبل جماعات ملسحة مرتبطة بايران.
ولم يتسن لـ(المدى) التأكد من مصادر مستقلة عن حقيقة القائمة، لكن وفق التسريبات، ان الاسماء عدت من احد الفصائل المسلحة المعروفة في البلاد، والتي هددت قبل ايام مسؤول رفيع في الدولة. ورجحت مصادر امنية، في وقت سابق، تورط جهات ايرانية بعمليات القمع، التي يتعرض لها المتظاهرون منذ اشهر.
ودعت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الى وجوب حل الكيانات المسلحة أو إدماجها بصورة رسمية تحت السيطرة الكاملة للدولة دون أي تأخير.
تدويل الاحتجاجات
ويقول مهند البغدادي، وهو ناشط في بغداد لـ(المدى)، ان كلام بلاسخارت "يعزز موقف المتظاهرين من تدويل قضية الاحتجاجات، لوقف قتل السلطة للمتظاهرين".
وقالت بلاسخارت في إحاطتها المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء ان الصورة الأمنية في العراق "معقدة وتصعب إدارتها"، مضيفة: "شهدنا كيانات مسلحة اتسم تحديدها بالغموض وذات ولاءات غير واضحة، ورأينا جماعات أو أفراد يستغلون غطاء المتظاهرين السلميين و القوات الأمنية لتعكير الأمور وتضليل الجمهور...".
ووفقا لناشطين، ان سياسيين وحقوقيين، يتواصلون مع البرلمان الاوروبي، والمسؤولين في الولايات المتحدة من اجل تدويل الاحتجاجات.
كما اعدت تلك المجاميع، قوائم من الانتهاكات ضد المحتجين السلميين، من اجل اقناع المجتمع الدولي، بالتدخل لمنع الحكومة من قتل المتظاهرين.
وكانت 16 دولة في العالم، دانت نهاية كانون الثاني الماضي، استمرار العنف في العراق، فيما دعت الحكومة العراقية لاحترام حق الاحتجاج والكشف عن المتورطين بقتل المتظاهرين.
وفي وقت سابق ايضا، كشف زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، عن الشروع بتدويل قضية قمع المحتجين في العراق.
وقال علاوي في تغريدة بموقع تويتر، "المتورطون بأعمال العنف ضد المتظاهرين لن يفلتوا من قبضة العدالة...". وأضاف علاوي ان "لجنة من المحامين بدأت بإعداد قوائم بأسماء الذين شاركوا في تلك الجرائم من اجل تقديمها الى المحكمة الجنائية الدولية".
ويقول مهند البغدادي ان "المجتمع الدولي يمكن ان يتدخل لوقف العنف كما فعل في تسعينيات القرن الماضي، في احداث يوغسلافيا". واضاف: "يحتاج مجلس الامن الى قناعة سياسية لاتخاذ اجراءات عقابية ضد السلطة في العراق".
اترك تعليقك