محمد جاسم
اقيمت في بغداد جلسة استذكارية عن الفنان التشكيلي الراحل رافع الناصري، على قاعة عشتار، قدمها الناقد قاسم العزاوي، وتحدث فيها كل من الناقد د. جواد الزيدي والفنان علي الدليمي.
فقد قدم العزاوي مسيرة الفنان الناصري الفنية منذ ولادته حتى رحيله. وقال:-
نحتفي واياكم باستذكار قامة فنية عراقيا وعربيا وعالميا ايضا استطاع بفنه (فن الكرافيك) ان يتواصل شرقيا وغربيا ويقرب المسافات بينهما. وكان فنانا واقعيا تجسيديا إضافة الى ممارسته بعض الأساليب الانطباعية، وبعد ان ترسخت تجربته الانطباعية استطاع ان يستثمرها في خطوطه القوية والمتمكنة. وهو الدارس في الصين لفن الكرافيك. واول معرض له في هونك كونك. ويعتبر من المساهمين في جماعة البعد الواحد مع شاكر حسن آل سعيد ومحمد غني حكمت وضياء العزاوي وآخرون، اضافة الى كونه من المساهمين في جماعة الرؤية الحديثة مع محمد مهر الدين واسماعيل فتاح الترك وصالح الجميعي وآخرون وهو اول من استخدم الاكرليك بدلا من الالوان الزيتية واشتغل على كل الخامات، الحفر على الخشب الكرافيك والحفر على الحجر الليثوكراف والحفر على الزنك الزنكوغراف. وقال الناقد د.جواد الزيدي:- الحديث عن الفنان رافع الناصري يعني الحديث عن الابوة في الفن العراقي كونه استاذا وصاحب منهج مختلف في الرسم العراقي، ويصنف على الحروفية العربية بيد أن حروفياته لا تنم عن خدمة لغوية أو هدف تداولي على أساس اللغة، لأن اشتغالاته تفارق تلك التصورات، فهو يوظف النقطة أو جزءا منها أو جزءا من الحرف، النقطة التي تشكل الجذر الأول والمنطلق الأساس لكل الأشياء، وتقصد أيضا اعتماد بنية المكان الذي نشأت منه تلك السيرورة الحروفية من خلال توظيف الوان الصحراء وامتداداتها اللامتناهية التي تعيده الى المكان الأجمل في تشكلاته الأولى، فضلا عن الروحاني في النقطة ومجاوراتها الحروفية، ساعيا بذلك الدمج بين امكانات الحرف البصري ونزعته الكرافيكية التي غذاها بشحنة من الفن الصيني للبحث عن طريق المطلق والكشف عما هو بعيد ومتغلغل في المجاهيل الذهنية. ويميل الناصري الى توظيف الرقمين (3،4) منفردين أو جمعهما معا في الرقم (34) لآن الرقم عنده علامة سيميائية موظفة في الخطاب المرئي، ويضيف تفسيرات أخرى للوحته بأنها مدعومة بالحروفية (ت، ن، ج) بوصفها اشارات عرفانية، فضلا عن توظيف الأشكال الهندسية كالمثلث والثقوب والنوافذ، فوجودها بمثابة فعل طقسي وشعيرة وتمائم من شعيرات المتصوفة، مع استخدام العليات كالزقورات والقباب التي يشكل جسدها بالسور والأدعية والأسماء والعلامات المقدسة.
اترك تعليقك