دعا إلى التراضي مع المحترفين.. وتقييم كاتانيتش في ضوء عقده
نجوم الكرة قادرون على إنقاذها شريطة عدم الاستحواذ على القرار!
بغداد / إياد الصالحي
أكد المدير الفني الأسبق لمنتخبنا الوطني بكرة القدم أكرم سلمان أن قرار وزارة الشباب والرياضة الصادر يوم 9 آذار الجاري بتأجيل دوري الكرة الممتاز جاء متأخراً لمعرفة الوزارة بأن فيروس كورونا قضى على حياة آلاف المصابين في الصين ثم انتشر في إيران والكويت قبلنا ، وكان يفترض بوزارة الرياضة أن تحذّر من استمرار الانشطة منذ بداية شباط الماضي ، مطالباً في الوقت نفسه بإلغاء الدوري لعدم مثاليته وترهّله وللمحافظة على سلامة المشاركين فيه دعماً لإجراءات الدولة.
وقال سلمان في حديث لـ (المدى) :"للأسف لم تكن إجراءات اتحاد اللعبة في هذا الموضوع صحيحة ، فبعد انتهاء الجولة الرابعة لمسابقة الكرة بنظام (الدوري العام) في 27 تشرين الأول 2019 ، قدّمت مقترحاً الى رئيس الاتحاد المستقيل عبدالخالق مسعود بتكملة الدوري دون حضور الجماهير ونقله عبر التلفاز بدلاً من إيقافه كل هذه المدة ، ورفض المقترح بذريعة عدم القدرة على منع انصار الفرق من متابعة فرقهم ، وبعد إضاعة مدة طويلة اضطرّ الاتحاد الى إقامة المباريات ونقلها تلفازياً وحظرَ دخول الجمهور للملاعب! وللعلم مقترحي مألوف لدى اتحادات كثيرة مثل لبنان التي شهدت احداث شغب قبل عدة سنوات في مباراة الانصار والنجمة فأصدر اتحاد الكرة قراراً بتواصل الدوري دون حضور الجماهير".
وأضاف :"لم يكن الخيار البديل لإقامة الدوري مثالياً ، فمشاركة 15 فريقاً للتنافس في مرحلة واحدة مع السماح لخمسة فرق بالانسحاب وتهافت كل فريق على احراز ثلاث نقاط من أجل التقدّم في لائحة الترتيب النهائي أفقد الدوري متعته المعهودة ، سيما أن النتائج غالباً ما تكون غير متوقعة بسبب ترهّل الفرق بعد توقف المنافسة مدة طويلة وعودة المحترفين الى أوطانهم ثم التحاقهم بعد تنظيم الدوري بطريقته الجديدة التي لا تحقق الفائدة المرجوّة إلا لإرضاء الأندية بأن كل فريق يلعب 14 مباراة مقابل المبالغ التي مُنحت للاعبيها ومدربيها عن الموسم 2019-2020".
وأوضح سلمان :"إذا استمرّت الإجراءات الوقائية من قبل خلية الأزمة الحكومية بشأن محاصرة فيروس كورونا الى نهاية آذار دون تحسّن الظروف الصحية ستكون المطالبة بإلغاء الدوري أجدى من استمراره ، فصحّة اللاعب والمدرب والإداري جزء من صحّة مجتمع يعيش حالة استثنائية ، وعليه لا بدّ من التماهي مع إجراءات الدولة ودعمها لحماية الجميع وإزالة الخوف من نفوس اللاعبين والملاكات الفنية بسبب تنقلهم من محافظة الى أخرى خشية انتقال العدوى اليهم".
مغادرة المحترفين
وأشار إلى أنه :"من حق اللاعبين والمدربين الأجانب المحترفين في الدوري العراقي إيقاف مشوارهم مع الأندية والمغادرة فوراً الى بلدانهم دون أن تترتّب عليهم أية عقوبة أو مساءلة قانونية نتيجة نقضهم العقود من طرف واحد لأن إجراءات العراق الصحية لا تتناسب مع تفاقم خطورة المرض ، ولكون الأزمة عالمية وليست محلية ، وربما يتعرّضون للإصابة إذا ما ساءت الظروف في الاسبوعين المقبلين لا سمح الله عندها لن يُسمح لهم بدخول دولهم من أي منفذ جوي بعد إغلاق الأجواء الدولية".
وبشأن المقترح الناجع أزاء ذلك ، قال :"أقترح أن تجتمع إدارات الأندية مع جميع اللاعبين والمدربين الأجانب لتحدّد موقفها المالي منهم ، في ضوء الظروف القاهرة التي تواجهها بلادنا ، ولو سألتهم اليوم عن إمكانية تنفيذ هذا المقترح سيكون الرد بالإيجاب ، كي يسارعوا بالسفر إلى أسرهم ، شريطة أن يتم الاتفاق بالتراضي على تسوية مبالغ العقود كحالة استثنائية لما تبقى من الموسم ويمكن أن يعاود الطرفان كتابة أو تعديل الاتفاق في الموسم الجديد".
النفق المظلم
ويرى سلمان :"إن الرياضة العراقية وليس كرة القدم تمرّ في نفق مظلم ، فاتحاد الكرة كان يواجه مشاكل كثيرة منذ عام ونصف تقريباً أنعكست بشكل واضح على المنتخبات والدوري ، فضلاً عن تأثر الرياضة بظروف البلد الاقتصادية من ناحية هبوط اسعار النفط والخوف أن ينسحب ذلك على رواتب الموظفين ، فكيف وأغلب الأندية تعتاش على أموال المؤسّسات التي تؤمّن ميزانياتها من الحكومة"؟!
وتابع :أخشى أن تصطدم مقرّرات هيئة التطبيع المشكّلة من الاتحاد الدولي لإدارة اتحاد كرة القدم مع قناعات اعضاء الهيئة العامة للاتحاد المطالبين بأقصى درجات التعاون معها ، لذا يجب أن تتحرّك الهيئة العامة إيجابياً لإنقاذ اللعبة من أزمتها وتسارع بالتحضير للانتخابات من أجل اختيار لجنة تنفيذية دائمية بعيداً عن الأنانية والمصلحة الخاصة ، وتشرع بتوسِعة عدد أعضائها ووضع تعديلات ضرورية للقواعد الانتخابية ، كل ذلك من الصعب تنفيذه ما لم يتم الاستعانة بعديد الخبراء سواء في المرحلة المؤقتة أم الدائمية".
وعن رؤيته لقيادة الاتحاد المقبل ، بيّن :"هناك فهم خاطئ لدى الاتحادات الرياضية في العراق ومنها كرة القدم عن الجهة المعنية بتطوير اللعبة والتي غالباً ما ترتكز على هوية الرئيس إن كان نجماً مشهوراً أم إدارياً أم سياسياً ، وهذا الأمر ليس صحيحاً ويخالف ما يحدث في العالم ، فمن يُخطط لمستقبل جيد للعبة ليس رئيس اللجنة التنفيذية أو الاعضاء ، بل اللجان المتمكّنة التي تضم نخبة من الأكاديميين والمجرّبين ، وللأسف لم يكن تخطيط الاتحادات الرياضية ناجحاً لأن اللجان ليست بالمستوى الفني العالي وتوصياتها غير ملزمة على اللجنة التنفيذية بمختلف مراحلها منذ عام 2003 حتى الآن".
الإدارة الروتينية
ونبّه سلمان إلى أن :"كرة القدم العراقية ستظل متخلفة حتى عن دول لا تتمتع باقتصاد قوي مثل الأردن ولبنان اللتين لا تمتلكان أندية مؤسسات حكومية في الدوري ، ووحده العراق صاحب الريادة منذ خمسينيات القرن الماضي والمساهم المؤثر في تطوير كرة القدم لهذين البلدين عبر تواجد المدربين الكبار في دوريهما ، لم يزل يفتقد الاستثمار وتعتمد اللعبة على إمكانيات الجيش والشرطة وبقية مؤسسات الدولة في دعم الفرق ، ولا يوجد أي نادٍ عراقي يمتلك مدينة رياضة ، بل تفتقر انديتنا جميعاً لمؤشرات تطوير كرة القدم بصورة أكاديمية تراعي الفئات العمرية وتعظِّم مواردها عبر التسويق والاستثمار ، ومن الصعب تحقيق ذلك في ظل إدارتنا الروتينية للرياضة واستنزافنا مبالغ طائلة بلا هدف ستراتيجي".
وكشف سلمان :"عندما يتولى نجوم الكرة السابقين أمثال عدنان درجال وأحمد راضي وشرار حيدر ويونس محمود أو غيرهم رئاسة اتحاد كرة القدم في المرحلة المقبلة سيكون مصيرهم النجاح كونهم يعرفون مدى أهمية اللعبة في المجتمع ، ولا ينسوا دور المدربين الكبار ووصاياهم وما يجري في الاتحادات الأخرى ، هؤلاء يحترمون اللجان التي يشكّلونها ويقدّرون أسلوب التطوّر المقترح ، شريطة ابتعادهم عن نرجسية الاستحواذ على القرار".
مستقبل كاتانيتش
وأختتم أكرم سلمان حديثه عن مصير مدرب منتخبنا الوطني سريتشكو كاتانيتش في ظل الظروف الحالية :"أن وضع المنتخب مضطرب أسوة بمنتخبات آسيا لاسيما بعد تأجيل الاتحاد الدولي للمباريات الرسمية في التصفيات المزدوجة لمونديال قطر2022 وآسيا 2023 إلى موعد مقترح في تشرين الأول وتشرين الثاني 2019 ، والفترة المتبقية لعقد كاتانيتش للسنة الثانية تنتهي يوم 5 أيلول 2020 أي لا تتجاوز أشهر قليلة ، ولا يُعرف مصير منتخبنا المستمر في الغياب عن الوحدات التدريبية دون أن يجتمع مرة واحدة منذ إسدال الستار عن بطولة كأس الخليج 24 في قطر يوم الثامن من كانون الأول 2019 ، ثم إن هيئة التطبيع المؤقتة لا تتمكّن من اتخاذ أي قرار فني يُحدّد مستقبل كاتانيتش إلا إذا بادر بنفسه سيما أن لديه سنة أخرى تنتهي في 5 أيلول 2021 ، لذا من الضروري تقييم عمله واتخاذ القرار المناسب حسب بنود الاتفاق معه".
اترك تعليقك