مواطنون يطلقون حملة  ظل بالبيت  للحد من انتشار كورونا

مواطنون يطلقون حملة ظل بالبيت للحد من انتشار كورونا

 متابعة المدى

أطلق ناشطون وإعلاميون عراقيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وسم "ظل بالبيت" تطالب المواطنين بالبقاء في منازلهم إلا لضرورة قصوى، في إطار السعي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد.

وتأتي الحملة مع تزايد حالات الإصابة بالفيروس في البلاد، والتي سجلت بحسب آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة يوم أمس أكثر من 114 إصابة ، بينما بلغ عدد الوفيات من المصابين تسع حالات، في ظل مخاوف من عدم القدرة على الحد من انتشار الفيروس بسبب ضعف الإجراءات الصحية وعدم وجود مستلزمات طبية ووقائية كافية.

ويجري ذلك في ظل تشكيك بإجراءات الحكومة في مواجهة خطر الفيروس. وقال النائب علي الصجري، في بيان، "يبدو أن الحكومة غير جادة في إجراءات محاربة فيروس كورونا، رغم أن الخطر بات يطرق أبواب كل العراقيين"، متسائلاً "ألهذا الحد باتت حياة العراقيين لا قيمة لها في نظر الحكومة؟ أين التخصيصات المالية لمواجهة هذا الوباء؟ ولماذا لا تتم مكاشفة الشعب بحجم الخطر الذي يهددهم؟". وشدد على أن "أول إجراء يجب أن تتخذه الحكومة على الفور هو إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإغلاق المطار والمنافذ الحدودية مع الجوار، وأن نمضي باتجاه إجراءات الحجر الصحي لكل مصاب أو مشتبه بإصابته". وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ عراقيون بحملة لنشر الوعي بمخاطر الفيروس، ومحاولات الحد من انتشاره.

وقالت الإعلامية زينب ربيع "أيها الأحبة، البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا عند الضرورة، خلال الساعات المقبلة مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه أنفسكم وعائلاتكم. مؤشر الخطر محلياً وعالمياً آخذ بالصعود. المرضى، أصحاب المناعة الضعيفة، عليكم بالكمامات والمعقمات، وتبديل الكمامة كل 8 ساعات. لا تسفهوا الأمر".

وقال حارث أحمد، في تغريدته "دول عظمى أعلنت حالات الطوارئ، دول نظامها الصحي متطور جداً فقدت السيطرة على انتشار العدوى، أغلب الدول أغلقت حدودها، السفر توقف الرياضة والدوريات المدارس وغيرها وغيرها .. رجاء . . رجاء نظامنا الصحي ما يساعدنا إذا انتشر الفيروس الأيام الجاية خطيرة. ظل بالبيت رجاء".

وقالت الإعلامية أزل السياب، في تغريدة لها، "ظل بالبيت حتى تحمي نفسك من مرض كورونا".

الناشط عثمان البشير، انتقد في تغريدته القطاع الخاص، داعيا الى التخفيف عن كاهل العاملين به، قائلاً "جماعة القطاع الخاص ارحموا الناس شوية، واعتبروها زكاة وخمس وخلي الموظفين العدكم يقعدون بالبيت ويبتعدون عن التجمعات شوية".

أما الإعلامي علي الخالدي، فقال في تغريدته "اقعد_بيتك، ظل_بالبيت الوقاية هي العلاج".

وربط الإعلامي زيد عبد الوهاب، الحث على عدم ترك المنزل بأحداث الحروب التي مرت بالعراق، حاثاً على الاستفادة من الوقت، وقال في تغريدته "على ذكر حملة #خليك_بالبيت ... في حرب الـ91 لزم العراقيون المنازل لشدة القصف، أمي -حفظها الله- أجبرتني على قراءة كتابي الملك فيصل الأول والملك غازي، كان عمري 11 عاماً".

من جهة أخرى تسبب مواطن عراقي مصاب بفيروس كورونا بمصير مجهول لثمانين شخصاً دعاهم إلى وليمة أقامها في منزله إثر عودته من إيران.

وتعليقاً على هذا الحادث الصادم، والذي ترك بلبلة في الشارع ، تساءل مدير دائرة صحة بغداد الكرخ جاسب لطيف، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية مساء أول أمس السبت،"أين سنجد هذه العوائل وكيف سيتم حجرهم؟"، داعياً أي شخص يعود من الخارج إلى "ملازمة بيته".

وكانت وزارة الصحة ، أعلنت عن تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا في محافظات بغداد وذي قار وكربلاء. وشددّت على "التزامها باللوائح الصحية الدولية في التعامل مع الإصابات والملامسين والحالات المشتبه بإصابتها"، مؤكدة "وجوب الالتزام بتوجيهاتها وقرارات لجنة الأمر الديواني الملزمة".

كما دعت الجهات المعنية إلى "محاسبة المخالفين حسب القوانين النافذة"، مهيبة بالجميع "الالتزام الحتمي بإرشادات وتوجيهات الوزارة في ما يخص الحماية الشخصية والمجتمعية منعا لانتقال المرض".

وأسفر فيروس كورونا عن وفاة عشرة أشخاص حتى أمس في العراق مع تسجيل اكثر من مئة إصابة في البلاد. ومن بين الوفيات إمام مسجد في السليمانية كان يبلغ من العمر 70 عاماً، إضافة إلى 28 إصابة بالوباء في الإقليم الشمالي.

وفي السليمانية، مدن كردستان العراق، قامت فرق مختصة برش الأرصفة وواجهات المتاجر بالمعقمات. وفرض حظر التجول كذلك في محافظة نينوى بدءاً من منتصف ليل السبت ولمدة 48 ساعة. ويشكل وباء كورونا مصدر قلق كبير للعراقيين، خصوصاً بعدما ضرب بشدة في إيران المجاورة، وقتل أكثر من 600 شخص مع تسجيل نحو 11 ألف إصابة. ويتقاسم العراق، مئات الكيلومترات مع إيران وهناك نقاط حدودية عدة لتبادل السلع ودخول الأشخاص وخروجهم، إلى جانب عشرات المعابر غير الرسمية التي تستمر جميعها بالسماح للمسافرين بالعبور. وتتخذ السلطات إجراءات مشددة بهدف منع انتشار الوباء وأغلقت المدارس والجامعات ودور السينما والأماكن العامة الأخرى، وتم إيقاف الرحلات الجوية مع الدول التي ينتشر فيها الوباء.

وتعاني البلاد من نقص مزمن في الأطباء والأدوية والمستشفيات، ويعبر العديد من العراقيين عن عدم ثقتهم بالاجراءات الطبية وعدم التعامل الجدي مع حالات الاصابة بالمرض.

فيما دخل قرار خلية الأزمة العراقية القاضي بعزل المحافظات العراقية بعضها عن بعض لمنع انتشار فيروس كورونا حيّز التنفيذ، أمس الأحد.

فقد بات من غير الممكن بالنسبة إلى المواطنين العاديين التنقل بين المحافظات حتى 25 آذار الحالي.

لكنّ القرار الذي اتخذته خلية الأزمة، ، استثنى من حرية التنقل الحالات الطارئة والتبادل التجاري وتنقل الموظفين.

وإلى جانب ذلك، أكدت الخلية منع الزيارات الدينية والتجمعات بجميع أشكالها بما في ذلك مجالس العزاء وحفلات الزواج، لكنها سمحت بإعادة افتتاح المطاعم لخدمة التوصيل المنزلي فقط. فقد تعدى سقف الإصابات بفيروس كورونا حاجز الـ 100 إصابة ضمنها 10حالات وفاة، ، في وقت سارعت غالبية المحافظات العراقية، أمس، إلى إعلان التزامها بغلق حدودها الإدارية أمام حركة التنقل مع المحافظات الأخرى.

كما خَلَت شوارع محافظات إقليم كردستان من السكان، ، بعد إعلان السلطات هناك حظراً للتجوال على خلفية اكتشاف حالات إصابة جديدة، بحيث وصل إجمالي عدد الإصابات إلى 28 حالة بينها حالة وفاة واحدة.

بدورها، أعلنت وزارة الاتصالات، مصادقتها على القرارات الخاصة بزيادة سعات الإنترنت وتخفيضها لمدة شهر اعتباراً من أمس ليتسنى للمواطنين أداء أعمالهم عبر وسائل وتطبيقات الإنترنت من المنزل تفادياً للإصابة بفيروس كورونا.

من جهتها أطلقت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي، تحذيرا من مخاطر شرب الشيشة [الناركيلة] كونها ناقل قوي لفيروس كورونا المستجد.

وأشارت المنظمة إلى قيام عدد من الدول بحظر توفير "الشيشة" داخل المقاهي، مثل العراق والأردن والكويت وسلطنة عمان وفلسطين وقطر والسعودية وسوريا وتونس والإمارات (أبو ظبي وعجمان ودبي والشارقة)، وإيران وباكستان.

وأوضحت المنظمة أن تدخين "الشيشة" لا ينقل فيروس كورونا فقط، بل أن التبغ أيضاً يؤثر على المناعة وصحة الجسم بشكل عام، ما يجعله أكثر ضعفا في مقاومة الفيروس.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، أن فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، تحول إلى وباء عالمي (جائحة)، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة.

وأكد رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي "فيروس كورونا يمكن تصنيفه بأنه وباء عالمي (جائحة) .

وأتم "قلقون للغاية لسرعة تفشي وباء كوفيد 19 وعدم مكافحته بما يكفي، هناك 118000 إصابة بفيروس كورونا المستجد في 114 دولة ووفاة 4291 شخصاً بالمرض".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top