رأيك وأنت حر: معاناة الرياضة البابلية

محمد هادي 2020/04/10 06:50:30 م

رأيك وأنت حر: معاناة الرياضة البابلية

 محمد هادي

لم تأت الانجازات التي حققتها الرياضة البابلية اعتباطاً، بل نتيجة لجهود مُضنية وعمل متواصل، فمشاركة فرق ناديي بابل والحلة في منافسات الدوري الممتاز في سبعينيات القرن الماضي حين كان عدد الفرق المشاركة 12 فريقاً فقط يؤكد حضور كرة القدم آنذاك، ولا ننسى فوز نادي الحلة بجميع بطولات كرة السلة لمواسم عدة مع حضور فاعل ومميز لألعاب القوى لفئات الاشبال والناشئين والشباب لسبعة مواسم متتالية.

تفتخر الرياضة البابلية بأجيال الرواد الذين سجلوا حضورهم مع المنتخبات الوطنية، ومنهم على سبيل المثال النجوم احسان بهية وياسين ياس وكاظم ناصر وقصي قاسم وهادي الجنابي ورزاق فرحان، وفي كرة اليد وسام فاضل ورهيف منصور وغانم منذور واحمد مالك، ونجوم كرة السلة رياض بدري وحمزة نوري وحمزة مردان وعبد الأمير حبيب وهادي جراد ومازن سامي وعلي سماكة ونضال غانم وسجاد حسين ومصطفى جاسم وايهاب حسن وكرار جاسم، مع نجمات الرياضة النسوية ساجدة توفيق وناهدة عبد زيد وكفاح مهدي وزينب علي الكريمي، فضلاً عن عشرات الحكام الدوليين والمدربين والإداريين.

لقد اخذت الرياضة المدرسية في مدينة الحلة ومنذ أربعينيات القرن المنصرم دورها الريادي من خلال المنافسات الرياضية المدرسية وإقامة المهرجانات وتنظيم المنافسات للفرق المدرسية، بسبب عدم وجود مؤسسات وفرق عسكرية في الحلة أسوة بمحافظات البصرة والديوانية وكركوك والموصل وديالى، ويعود الفضل أيضاً الى تخرج أول دفعة من المعلمين المتخصصين في مجال التربية الرياضية في أربعينيات القرن المنصرم ومنهم مهدي صالح وفاضل جمعة كما تخرج عباس الصراف وشناوي الوزير من معهد معلمي التربية الرياضية، ومثل الأخير العمود الفقري والمؤسس للرياضة في مدينة الحلة كونه أسهم في تنظيم السباقات المدرسية لمدارس الحلة واختيار ملاكات النشاط الرياضي والكشفي وقام بإعداد خطة سنوية شاملة للنشاطات وتقسيم لواء الحلة الى قطاعات.

ونتيجة للمعاناة المستمرة من عدم وجود ساحة أو ملعب يعود الى التربية فقد قدم طلباً الى متصرف اللواء آنذاك اللواء احمد زكي المدرس بضرورة بناء ملعب حيث تم تخصيص مبلغ ثلاثة آلاف دينار لبناء ملعب التربية وهو كلفة سياج مع غرفتين ومخزن وتم افتتاح الملعب في العام 1953.

شهد هذا الملعب معظم النشاطات الرياضية والمهرجانات وكذلك كانت الجماهير تتابع أهم مباريات الفرق البابلية ومنها فرق الأندية والفرق الشعبية، كما شهد العام ذاته الموافقة الرسمية على تأسيس نادي الفيحاء الرياضي برئاسة العقيد مصطفى عريم والذي أغلق في يوم افتتاحه وبقيت المدينة دون نادٍ رياضي حتى العام 1960 حين تمت الموافقة على طلب طه عناد العلي بتأسيس نادي بابل الذي ارسى قواعد الرياضة في المدينة ومن بعده أسست اندية اخرى مثل الفيحاء والبلدي والتحرير وكلها شاركت في إدامة النشاطات والفعاليات.

لقد تم تقديم طلب لبناء ملعب جديد وحصلت الموافقة في زمن المتصرف خيري الحافظ على تخصيص مبلغ قدره 25 الف دينار وافتتح الملعب عام 1963 بلقاء جمع فريق بابل بضيفه نادي الجهاد اللبناني والذي فاز به بابل بستة اهداف وقد سمي الملعب باسم ملعب الإدارة المحلية قبل أن يتحول الى اسم ملعب بابل. 

بعد كل ذلك وعلى الرغم من مرور كل هذه العقود من السنين لم يتم إنشاء ملعب رياضي بالمواصفات الحقيقية لملاعب كرة القدم، بل شهدنا محاولات ترقيعية وهي ترميم ملاعب قديمة تارة ببناء سياجها وأخرى بإجراء عملية زرع الارضيات والتي كانت فاشلة في أغلبها.

في محافظة بابل اليوم 15 نادياً تتوزع في مركز المحافظة وشمالها وجنوبها، ونشاهد تراجعاً رهيباً جراء عدم وجود أية منشآت رياضية وانعدام النشاطات بسبب قلة الدعم الحكومي وعدم صرف المنح للأندية وقلة التمويل الذاتي وتحول الوزارة من داعمة الى مؤجرة ومشجعة للاستثمار على حساب الرياضة، لذلك لا بدَ من إيجاد السُبل الكفيلة بعودة الرياضة البابلية للتألق من جديد .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top