تقريـــر ... عندما احتفى بيت المدى بالمعماري الكبير رفعة الجادرجي

تقريـــر ... عندما احتفى بيت المدى بالمعماري الكبير رفعة الجادرجي

غادر عالمنا المعماري والكاتب والتشكيلي رفعة الجادرجي الذي يلقب بــ (فيلسوف العمارة)، عن عمر ناهز الـ 94 عاماً، مساءأول أمس الجمعة في لندن، وبذلك يخسر العراق والعالم العربي أهم رموز العمارة في العصر الحديث.

وكان بيت المدى للثقافة والفنون قد احتفى بالراحل الكبير عند زيارته للعراق عام 2009 ، وشارك في الاحتفال الذي حضره الجادرجي وتحدث عن تجربته عدد من الفنانيين والمعماريين حيث قالت السيدة ميسون الدملوجي في كلمتها بضرورة توجه اهتمام الحكومة إلى المبدعين الذين بُنيت على أكتافهم النهضة الثقافية في البلاد خلال العقود الخمسة السابقة وبعضهم يعاني من أوضاع معيشية وصحية متعبة ويستحقون أن تلتفت الدولة إلى معاناتهم.

وشارك آنذاك أيضاً الفنان الكبير سامي عبد الحميد الذي قال إن الجادرجي يحتل مكانة عالمية لما تميزت به أعماله المعمارية من التجريد والقيمة الفنية العالية، مطالباً الحكومة بدعوته إلى الإسهام في تطوير فن العمارة في العراق.. وفي عام 2016 احتفى بيت المدى بتسعينية الجادرجي حيث قدم الفعالية الدكتور معتز عناد غزوان وشارك فيها المعماري موفق الطائي الذي أكد أن الجادرجي يؤمن بأن البناء الحضاري يتقاسمه جانبان، عملية الإنجاز والجانب الأهم الحفاظ وصيانة ما أنجز. وذكر الطائي قائلاً " ثمة حاجة يعيّنها الجادرجي لدى الإنسان يدعوها بالحاجة الجمالية التي تتأتى ضرورتها من جعل الحياة محتملة وممتلئة بالمتعة، تتجاوز ملل الوجود وعبثه وتدعوه للامتداد خارج الزمن، هذه الحاجة التي ينتجها عالم الفن والعمارة والمعرفة، تجعل الذات هانئة ومليئة بالطمأنينة ." ، فيما ألقى السياسي نصير الجادرجي كلمة عن شقيقه ..

ولد (رفعة كامل الجادرجي) في العاصمة العراقية بغداد عام 1926م، ووالده كامل الجادرجي السياسي والوزير المعروف أبان الحكم الملكي في العراق، وهو أيضاً يعد من مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي عام 1946م.

وعلى الرغم من كونه ابن عائلة عرفت بتاريخها السياسي العريق إلا أّنه وجد طريقه في العمارة والتشكيل، رافضاً الانتماء الى حزب والده، حيث يقول الجادرجي "إذا دخلت أي حزب سياسي فهذا يعني أنَّ التزم بمبادئ الحزب والمؤسسة، وأنا أريد أنَّ أكون حراً دائماً، فأنا لا التزم لا بالعقيدة، ولا بأي شيء آخر، أنا حر".

وعن النظام الديمقراطي يقول الجارجي "أنا أؤيد الديمقراطية في أي مكان، كما أنني أؤيد التطور نحو الديمقراطية، مهما كان هذا التطور مشوهاً أو مرتبكاً، أو عنيفاً، مستدركًا "لكن المهم في النتيجة هو أنَّ نصل إلى الديمقراطية مثلما حصل في أوروبا. والديمقراطية ليست انتخابات كما يتصور الناس، وأنما هي انتقالة الفرد، من الرعية، إلى المواطنة، أي من الخضوع للحاكم، إلى صاحب رأي ويسخر هذا الرأي في تنظيم حياته اليومية". 

تزوج رفعة الجادرجي من الكاتبة بلقيس شرارة، وهي من مواليد مدينة النجف عام 1933، والحاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة بغداد عام 1956. ترك الجادرجي العراق في الثمانينيات ، حيث عاش فترة في لبنان، لكنه استقر المطاف به في العاصمة البريطانية لندن، والتي وافاه الأجل فيها، غريباً عن وطنه.

حصل الجادرجي على جائزة آغا خان للعمارة في عام 1986 ، بالإضافة إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة الفنون لعام 2008، وفي عام 2015 حصل على جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة من جامعة كوفنتري البريطانية 

وصمم الجادرجي مجموعة تصاميم ستبقى راسخة في ذاكرة العراقيين ومعبرة عن عاطفتهم ووجدانهم وهويتهم، 

وللجادرجي عدة مؤلفات معظمها يدور حول العمارة والتنظير المعماري، كما حاول النظر إلى التركيبة الاجتماعية العمرانية في العالم العربي 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top