مساومة الاتحادات بإطفاء السُلف مقابل 5 ملايين قتلت القرار 140
الوزارة تورّطت بلعبة المصالح.. وبشار صرخ "لا نريد رئيساً سارقاً"!
بغداد / إياد الصالحي
(2-1)
أكد صباح الكناني رئيس مؤسسة الشباب للإصلاح والتغيير الرياضي أن الجولات الأولى مع معارك الإصلاح سواء في قطاع الرياضة أم غيرها قد انتصرتْ لإرادة الشعب وحفظتْ أموالهم وفضحتْ الفاسدين المعتاشين على منافع مواقعهم منذ سنين طويلة دون أن يقدّموا ما يبرّئ ذممهم أو يرفع عنهم شُبهات التزوير وسرقة المال ، مبيّناً أن صبر السائرين معه في درب التغيير أتى أكله وحرّك السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لإصدار قرارات يمكن عدّها بالتاريخية سواء ما يتصل بسن القوانين وفي مقدّمتها قانون اللجنة الأولمبية الوطنية الغائب منذ ستة عشر عاماً قبل صدوره العام الماضي أو اتخاذ قرارات إصلاحية مثل القرارين 60 و140 أو إبطال انتخابات غير شرعية كالتي نزعت عن المكتب تنفيذي الأولمبية ، واعداً الجميع بمفاجآت قوية في ساحتي القضاء والنزاهة تحمي مصلحة الرياضة لتبدأ عهداً جديداً مع صنّاع الانجاز وحُماة المال العام.
وقال الكناني في حديث شامل وصريح مع (المدى) :"ما دفعني لولوج العمل الرياضي بعيداً عن عملي الحرّ في الدول الأوروبية والخليجية ولبنان ، هو الإهمال الذي أصاب جميع مفاصل الرياضة ، وغياب دعم الأبطال وصعوبة تحقيق الإنجاز ، والتصنيف المتأخّر لجميع الألعاب . حقيقة صُدمت للتطوّر الذي يعيشهُ العالم في الرياضة وتخلّفها في بلدنا ، فالرياضة أصبحت سفيرة مهمّة لأي بلد ، ودائماً ما استشهد بدولة قطر التي تحدّت المستحيل وتصدّت لملف تنظيم مونديال 2022 وفازت بثقة أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم وأصبحت هدفاً مُضيئاً لأبطال العالم يقصدونها لتوافر جميع مستلزمات تنظيم البطولات الكبرى ، فضلاً عن تتويجها بلقب كأس آسيا 2019 وتنافسها في ألعاب غير كرة القدم بفضل رعاية الدولة الخاصة لقطاع الرياضة".
وصيّة بشار
واضاف :"لم يكن هدفي الاستحواذ على منصب مع أنه ليس صعباً تواجدي كعضو في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية أو رئيساً لاتحاد الملاكمة أو نائباً لرئيسه ، بل حرصتُ على قيادة حملة اصلاح وتغيير الواقع الرياضي وتحديداً بتاريخ 14 تموز 2018 ، عندما أوصاني رئيس اتحاد الملاكمة السابق الراحل بشار مصطفى بشهادة أمين سرّ الاتحاد عبد الرضا علي أن أكون في طليعة مسؤولي ملف الملاكمة للمرحلة المقبلة بعد إعلانه الانسحاب من العمل الرياضي تحت ضغط تعرّضه للاختطاف ، ولا أنسى صرخته بألم عبر الهاتف (صباح .. لا نريد رئيساً يسرق أموال الرياضة بل يحميها ويحقق بها أبهى الإنجازات) ومعلوم أن الألعاب الفردية أقرب للميداليات الملوّنة من الألعاب الجماعية في الدورات الآسيوية والأولمبية إذا ما تم العناية بأبطالها".
حرب شرسة
وأوضح :"قدّمتُ ترشيحي لاتحاد الملاكمة ، وواجهتُ حرباً شرسة من إعلاميين غير مهنيين شكّكوا بتوجّهي نحو اللعبة متسائلين عن علاقتي بها ولماذا ارشّح لموقع قيادي وهناك من أبناء اللعبة من هو أجدر وأحق مني ، لم أبالِ لهم ، وتوجّهت الى إحدى القاعات التابعة لي في منطقة العرصات مساحتها 400 متر وأنشأتُ وسطها حلبتين رسميّتين وثالثة للتدريب ، كما نسّقتُ مع إدارة أحد الأندية الاجتماعية الكبيرة المُستثمرة من قبلي لاستغلال القاعة والمسبح والحديقة لإقامة البطولات ، وبعد فوزي بمنصب نائب رئيس اتحاد الملاكمة توجّهت الى أوكرانيا وأبرمتُ بروتوكول تعاون لتطوير ملاكمينا ، لكن ما بعد ذلك اكتشفت أن أغلب الاتحادات لا ترغب العمل بجدية ، همّها الأول أخذ الأموال والاستفادة لمصالح شخصية ، وبالنسبة لي لستُ محتاجاً لسفرة أو 300 دولار أنتزعها من لاعب لأدرج اسمه ضمن المنتخب أو ليشارك في بطولة ، لذا آثرتُ الانسحاب من اتحاد الملاكمة لوجود ثلاثة اشخاص فقط يسعون لخدمة العراق لكنّهم يواجهون حرباً ضد الرياضة والشرفاء"!
قمة الفساد
وأشار الكناني إلى :"أن مأساة الرياضة تكمن في غياب القانون ، وتسلّط قوة المنتفعين على المال ، واستحواذ اشخاص على المواقع لأكثر من 12 سنة ، وغياب الهيئة العامة طوعياً ، وقبول بعض أعضائها منح الأصوات مقابل 25 و50 ألف دينار ، وأمية الهيئة ذاتها عن أية معلومة تخصّ الاتحاد المنضوية اليه ، وأخيراً جمع الكتب من ممثلي النادي أو الاتحاد قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات بأسماء أشخاص لا علاقة لهم بالكيان المعني وهو قمة الفساد والتزوير بالرياضة العراقية".
تكريم الأبطال
وعن كيفية حصوله على أصوات الهيئة العامة في اتحاد الملاكمة وهو غير عامل سابقاً في اللعبة ، قال :"سبق أن أعلنت برنامجي الخاص باتحاد الملاكمة في وسائل الإعلام و(السوشيال ميديا) وأكبر شريحة قدّمتْ الدعم الكبير لي هي رابطة روّاد الملاكمة ، وللعلم أكثر الاصوات كانت تميل لصالحي ، ولو رشّحت للرئاسة حسب طلب الأغلبية لكنت حسمت النتائج بفارق كبير ، لكني قلت لا اريد المناصب ، هدفي خدمة الرياضة وأبطالها عبر منصّة الملاكمة ، وبالفعل كرّمتُ لاعب بناء الأجسام محمد الأسدي بسيارة لحصوله على ميدالية فضية في بطولة العالم بإسبانيا ، وكذلك نالت لاعبة القوس والسهم فاطمة سعد تكريمي بسيارة لفوزها ببرونزية بطولة العالم ، وشمل التكريم أيضاً أبطال الملاكمة الذين فازوا بميداليات ذهبية في بطولة أذربيجان بقلائِد من ذهب وأجهزة موبايل سامسونج ، ورياضيين آخرين لا أودّ ذكرهم قدّمتُ لهم مساعدات مادية ومعنوية للتخفيف عن معاناتهم".
لقاء الثلاثي
وذكر الكناني :"تم مفاتحتي أثناء فترة وجودي في اتحاد الملاكمة من قبل عديد العاملين في الاتحادات الرياضية لإحداث نقلة نوعية في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية على غرار ما حصل في اتحاد الملاكمة ، هذه المفاتحة دفعتني للترشيح الى التنفيذي ، وكان الإعلامي جعفر العلوجي من الداعمين لي بقوة وآخرين أيقنوا صواب حملتي في الرياضة ، فكثير من ابطالها مغيّبين خاصة اصحاب الانجاز ، ولولا الانقلاب الاصلاحي الذي رفعتُ شعاره وطبّقت برنامجه حرفياً لظلّ مصير الأولمبية بيد المتحكّمين دون تغيير ، وأذكر بألم أنه توفّرت لي فرصة لقاء الثلاثي رعد حمودي وسرمد عبدالإله وحيدر الجميلي لجسّ نبضهم بشأن الانتخابات ، وتأكدتُ أنهم لن يغادروا تنفيذي الأولمبية برغم السنوات العشر الماضية ومشاكلها التي قوّضت ثقة الإعلام والجمهور والهيئات العامة بها ، وهنا لم أتردّد قط بإعلان انسحابي من الترشيح للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية".
نصب واحتيال
وبشأن كيفية تغيير قناعاته وتحوّله من مرشّح للتنفيذي الى معارض له ، بيّن :"بعد لقائي بأخُوَّة الإصلاح الدكتور باسل عبدالمهدي وإياد بنيان وسمير الموسوي وعدنان درجال والأخت د.إيمان صبيح وزميلتها د.منى البدري ، والدكتور حسين العميدي وإياد نجف والدكتور طالب فيصل والدكتور عمار طاهر وطه ابو رغيف في فندق بابل سألني الدكتور باسل كيف تمضي بملف ترشيحك الى انتخابات تفتقد الغطاء القانون؟ قلت له لا هناك قانون نافذ ، قال كلا .. الأولمبية كيان منحل ، وبعد مناقشات مع الحاضرين امتدّت ساعتين خرجتُ بقناعة أن موضوع الانتخابات عبارة عن (نصب واحتيال) بعدما تعرّضت لغشاوَة تنظيم أكثر من 40 انتخاباً بحضور ممثل اللجنة الأولمبية الوطنية وحتى بعض ممثلي الاتحادات الدولية تمهيداً لإقامة انتخابات 15و16 شباط 2019 الخاصة بالتنفيذي ، كل ذلك جرى من دون قانون جديد أو محدّث ، وهو يخالف مبادئي التي أرسّخها في حملتي لبناء دولة رصينة ونظام أولمبي لا يشوبه التزوير أو الضعف أو سوء النتائج ، فما بُني على باطل فهو مثيله ، ولهذا أعلنت انسحابي ببيان رسمي يوم 15 شباط 2019 بعد أن أخبرني وزير الشباب والرياضة د.أحمد رياض أن الحكومة سترفض الانتخابات إذا ما أقيمت كونها باطلة".
إدانة متورّطين!
وقال الكناني :"تم استشارة قانونيين وأصحاب خبرة من الرياضيين المهمّشين عن كيفية العمل المؤثر بعد إعلان الانسحاب ، فأكدوا لي أن الإعلام أفضل وسيلة لكشف حقيقة ما يُخطط له في الأولمبية وإطلاع الرأي العام به ، وبالفعل تكرّر الظهور في البرامج الحوارية مع استعراض ملفّات الخروق ، وتجرّأ أكثر من شخص يعمل في اتحادات مختلفة لحثّي على تغيير اتحاداتهم ، وزوّدوني ببعض المعلومات والملفات ، والأمر انسحب الى اشخاص مسؤولين في قيادة المكتب التنفيذي للأولمبية وضعوا أمامي عدد كبير من الأوراق الخاصة التي تدين المتورّطين في الأمانة المالية والحسابات وأمانة السر والدائرة القانونية وحتى رئاسة اللجنة بما يُحاسب عليها القانون ، وعَرَضْتها على هيئة النزاهة والقضاء العراقي ، وتم اتخاذ جميع الإجراءات برغم ضغوط المتورّطين وتوسّطهم في البرلمان والوزارة ولديّ أيضاً".
قرار أعرج
وعلّق بخصوص خروج 36 اتحاداً ببيانات متكرّرة تدعم تنفيذي الأولمبية ضد قرارات الحكومة ما بعد انتخاباته لفترة طويلة ، بقوله :"صراحة انقسمت الاتحادات الى مجموعتين ، مجموعة تناصر الحكومة وأخرى المكتب التنفيذي ، الكل يهرول وراء المصلحة الشخصية ، وهنا اكشف أمراً مع تقديري لجهود وزارة الرياضة إلا أنها تورّطت بلعبة المصالح عندما وعدت بعض رؤساء الاتحادات بمقاعد في المكتب التنفيذي الجديد ، وبدوره تعهّدت الأولمبية بأنها لن تتخلى عن مسانديها ، لكن صدور القرار الحكومي 60 خلخل ثقة الاتحادات بأعضاء التنفيذي".
وتابع :"ما زاد الأمر تعقيداً تعديل القرار 60 بالرقم 140 ما أحدث ردّة فعل قوية لدى الاتحادات التي لم تنل ما وعدتْ من هذا الطرف أو ذاك ، وجاء القرار أعرجاً نتيجة وجود ملف فساد داخل اللجنة المكلفة بتنفيذه والمنتفعين منه ، وشكَتْ اتحادات كثيرة عند مراجعتها اللجنة بشأن عرقلة منح السُلفة ، حيث تتم مساومتها لاستقطاع مبلغ خمسة ملايين دينار مقابل تسويتها ، هذا الفساد هو من قتل القرار 140 بشهادة الاتحادات ذاتها التي أخبرتني عمّا جرى لها وكانت مستعدّة لرفع قضايا في المحاكم إذا ما أجبرت على الدفع ، الموقف المشين هذا هو من دعاني الى الانسحاب من لجنة متابعة القرار".
- يتبع غداً -
اترك تعليقك