اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > رياضة > أعلن اعتزاله منافسات ألعاب القوى .. عدنان طعيس يؤكد:رياضتنا في خطر والمدربون بلا طموح .. وأبطال الغد منشغلون بلعبة (ببجي)!

أعلن اعتزاله منافسات ألعاب القوى .. عدنان طعيس يؤكد:رياضتنا في خطر والمدربون بلا طموح .. وأبطال الغد منشغلون بلعبة (ببجي)!

نشر في: 3 مايو, 2020: 08:39 م

 مقارنتنا بعدائي قطر مُخجلة .. وتجهيزات الأولمبية رديئة .. ومافيا الرياضة أرعبتني!

 بغداد / إياد الصالحي

أكد عدنان طعيس (40عاماً) ، أحد أفضل عدائي المسافات الطويلة عربياً وآسيوياً، إنه قرّر اعتزال منافسات ألعاب القوى بعد مسيرة طويلة امتدّت منذ عام 1994 بسبب غياب التخطيط في صناعة البطل الأولمبي، مبيناً أن ظروف البلد المتمثلة بأزمة اللجنة الأولمبية مع الحكومة وتفشّي مرض كورونا أسهما في تسريع ابتعاده عن المضمار وولوج ميدان التدريب لاكتشاف المواهب الجديدة وقيادتها الى منصّات التتويج.

وقال طعيس في حديث صريح لـ(المدى) :"هناك تراجع خطير لألعاب القوى بسبب قُصور الاتحاد في عدم إيجاد ملعب خاص بمنتخباتنا لغرض التمرين والاستعداد للبطولات، فضلاً عن غياب التنسيق مع بطولات المدارس والمؤسسات العسكرية اللتين كانتا تشكّلان رافدين مهمّين لتطوير اللعبة واستقطاب الطلبة الموهوبين، والعمل مع القاعدة بانتظام بغية الوصول الى القمة المنشودة".

وأضاف :"توجد منافسة بين الموهوبين المغمورين قبل أن تتلقفهم الأندية، وتبقى مشكلة صبر اللاعب، فالعائد المادّي لممارس ألعاب القوى ضعيف مقارنة بما يحصل عليه لاعب كرة القدم، لذلك شهدت لعبتنا نفور خامات كثيرة بسبب قلّة الدعم، وفي الوقت نفسه يمكن للعداء أن يصنع من نفسه بطلاً محترفاً مثلما تحدّيت كل الظروف وصُنّفتْ أفضل رياضي محترف على مستوى جميع الألعاب بفضل النتائج التي حققتها خاصة على مستوى آسيا".

وبيّن "لم تكن بدايتي سهلة، فقد كان هناك العداء محمد حسين مطرود شقيق البطلة ميساء حسين، كاد في وقت ما أن يكون أفضل منّي في سباقي 800 و1500 متر، وفاز عليّ أكثر من مرّة، وكذلك محمد خصاف (البصرة) ومحمد سالم (الموصل) لكن الفارق أنني نجحت في الاستدلال على طريق الاحتراف، وهو سرّ التفوّق لمن يسعى لكسر حاجز المستحيل في حرب الثواني شريطة وجود المدرب المحترف أيضاً".

قرار جابر 

وكشف طعيس "لأول مرة في تاريخ ممارستي لألعاب القوى أعلن إنني عدّاء مسافات طويلة وليس 800 أو 1500 متر، كنت أجرى مسافة 21 كيلومترا و10000متر و5000 متر، لكن المدرب حسين جابر قرّر مشاركتي في سباقي 800 و1500 متر، وما زاد تمسّكه بي للاستمرار بهما هو تفوّقي وإحرازي الميداليات محلياً وخارجياً، كما أمتاز بصفة التحمّل العام للمسافات الطويلة، وكذلك السرعة في المسافات المتوسطة".

واستدرك "مدرب ألعاب القوى هو المسؤول عن توجيه اللاعب للفعّالية الموهوب فيها وفقاً لإمكاناته البدنية وسرعته وتدريبه، ويجب أن يمتلك المدرب الطموح الكبير ولا يتمسّك بلاعب واحد، أي يحتفظ ببدائل من القاعدة، فضلاً عن الاهتمام بالناشئين والشباب الذين أهملوا لسنين طويلة، فناديا الجيش والشرطة يعملان مع لاعبين متقدّمين وليس لديهم فئات عمرية يصبرون على رعايتهم، ويتطلّب من الاتحاد التركيز على تنشيط مسابقات الصغار وتفعيل لجانه لهذا الغرض، وللأسف لجنة التطوير ضعيفة ولم نشهد يوماً أنها جمعت المدربين الكبار واللاعبين لتنفيذ برنامج شامل يخدم مستقبل اللعبة".

نظام خاص

وأوضح طعيس :"أقولها على مسؤوليتي، إن الاتحاد لا يتابع العدّائين، إذ لا يوجد لدينا عدّاء يتدرّب في الصباح، بل يقتصر تدريبه على الفترة المسائية، وشخصياً حصلتُ على 14 ميدالية بفضل نظام خاص واكبت فيه الوحدات الصباحية، استيقظ ساعة 6 صباحاً وأتدرّب بوحدة خفيفة، ثم أعود للبيت أتناول الفطور وأخلد للنوم وأواصل التدريب المسائي، وبرغم الإرهاق الجسدي فإني أطبّق تمريني بجهد عالٍ، وعلى العكس، أغلب لاعبينا من أبطال الغد ينامون الى وقت متأخّر من الظهر بعد سهرهم حتى الفجر يلعبون (ببجي موبايل) ويهملون فطورهم، ثم يستيقظون ويتناولون وجبة قليلة، ويذهبون الى التمرين المسائي، وهو نظام خاطئ لا يقود اللاعب الى تحقيق الانجاز".

أهلية المدربين

وبشأن مدى أهلية مدربي ألعاب القوى لصناعة الانجاز، قال :"ليسوا بمستوى الطموح، والعلاقات تتحكّم في تسميتهم سواء في الأندية أم المنتخبات، وهنا لا أعني التقليل من شأنهم، بل مهما عملوا لا يمكنهم صناعة بطل أولمبي أو آسيوي، والاتحاد يتحمّل مسؤولية ضُعفهم وعدم تطويرهم في دورات خارجية، وآمل أن لا تُستغل الانتخابات ورقة ضغط في تقريب هذا المدرب وإبعاد ذاك، ثم ليس كل خريج كلية التربية الرياضية هو مدرب ناجح، بعضهم أمتهن التدريب كمصدر رزق ولم يطوّر نفسه، لكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا مدربون كبار أمثال جبار قاسم في الحواجز، وفاضل عباس في القفز بالزانة، وخزعل جبار ويوسف عبدالرحمن ورحيم خلف في المسافات القصيرة والمتوسطة والطويلة، هؤلاء رفدوا منتخباتنا بعديد الأبطال".

مقارنة عراقية - قطرية

وعن ظروف إعداد لاعب المنتخب مقارنة بلاعبي الدول الأخرى، أكد :"من المُخجل الحديث عن ظروف إعداد اللاعب العراقي، يُمنح مصرف جيب قدره 20 دولاراً باليوم، ويشتري الحذاء الخاص بلعبته بسعر 200 دولار من حسابه، ويؤمّن تجهيزاته بنفسه، أما عن ظروفه النفسية على هامش البطولات، يُحجز له ولبقية أعضاء الوفد فندقاً لا يليق بهم من ناحية ضيق غرفه وبُعده عن الملعب وتناولهم وجبات غذائية غير مناسبة، وتجدنا نعسكر في مصر، وليس في دولة أوروبية، هذه عوامل محبطة عندما نعلم بأن الخامات في العراق تفوق ما موجود في قطر مثلاً، لكن الأخيرة يُضرب بها المثل في رعاية الأبطال لكل الألعاب بتوفر منشآت عالمية تخصّصية، والمدرب الأجنبي، وتضييف البطولات العالمية، فكيف لا يتدرّب اللاعب القطري بارتياح نفسي ثلاث وحدات وليس وحدتين، والنادي يدعمه بمخصصات شهرية تبلغ 1500 دولار وراتب ثانٍ من المنتخب الوطني وحوافز تشجيعية عند تحقيق الأرقام الجيدة، إضافة الى راتبه الوظيفي أو لديه عمل حُر، مع تخصيص مصرف جيب عند السفر أو إقامة معسكر في سويسرا أو الدخول في بطولة ما يبلغ 100 دولار لليوم الواحد، كيف لا يصبح بطلاً ويشعر بقيمته"؟

وأشار طعيس الى أن :"اتحاد ألعاب القوى يستلم من اللجنة الأولمبية حقيبة لكل رياضي عند المشاركة في دورة عربية أو قارية، حيث يوجد متعهّد للأولمبية يقوم بشراء تجهيزات رديئة وغير صالحة للعبتنا، تحتوي على (تراكسوت) نوعية غير جيدة، وفانيلة وجواريب وقبّعة، وهي مستلزمات لا علاقة لها بتجهيزاتنا الخاصة، فرامي المطرقة يحتاج الى كفوف، وللركض على التراب نوعية خاصة من الأحذية، وللزانة أدواتها وهكذا بالنسبة للحواجز".

مكرمة رئيس الوزراء

وكشف طعيس "منذ ممارستي اللعبة كناشئ عام 1994 وحتى العام الحالي 2020 قدّمتُ منجزات كثيرة للعراق، وعُزف لي السلام الجمهوري، ورُفع علم وطني أثناء تتويجي بـ 14 ميدالية متنوّعة، لكني اليوم أشعر بالإجحاف، ولم أحصل على حقوقي، مع أني سفير للرياضة العراقية ونموذج للإنسان العراقي من حيث الصبر والتحمّل والنتائج والاحتراف، لعبت داخل السويد وفزتُ بلقب بطل الصالات لفعاليات 1500 متر وحطّمت الرقم السويدي، ورفضت تمثيلي لبلدهم في الأولمبياد مقابل عائد مادي كبير، تصوّروا منذ عام 2010 كُرّمت بقطعة أرض من قبل رئيس الوزراء الأسبق لم تخصّص لي حتى الآن من بلدية واسط التي أدخلتني في دوّامة إصدار كتاب يُثبت بأنني متزوج أو أعيل أحداً، بينما المنتخب الوطني الفائز بكاس آسيا 2007 منحوا تكريم قطعة أرض 200 متر لكل عضو وفد حال عودتهم لأرض الوطن"!

أنانية وحسد

وتابع حديثه :"أسكن في شقة بمنطقة الكرادة ثمن إيجارها 500 ألف دينار، ونفقاتي الرياضية وغيرها تصل الى مليوني دينار في الشهر، كيف أحقق ميدالية أولمبية ثانية الى جوار ميدالية عبدالواحد عزيز عام 1960 في روما؟ أحتاج في الأقل الى 3000 دولار شهرياً لو وفّرته الدولة لي لتمكّنت من تحويله الى نقاط ونتائج بدليل أن ما حققته يعجز عنه كل الرياضيين، وأمانة لم أترك أي باب إلا وطرقته بحثاً عن الدعم ، وللأسف أعاني من أنانية بعض النفوس وحسدهم، حاولت أن أتفادى شرّهم وعدم الاصطدام بهم، هؤلاء يُفشِلون أي مشروع للوطن سواء بدعم مشواري أم غيري من أبطال الرياضة".

ولفت طعيس إلى "دور الكابتن رعد حمودي وزميله سرمد عبدالإله في تخصيص الدعم لإقامة معسكر تحضيري بمعزل عن البعثة سبق دورة الأسياد 2014 إيماناً منهما بتحقيق الإنجاز وهو ما حصل فعلاً وهذه فرصة لأتقدّم لهما بالشكر والتقدير، ولا أخفي شعوري تجاه وزير الرياضة د.أحمد رياض حيث شعرت بقيمتي كبطل وأنا أقف بجواره وتمنيتُ وجوده في الموقع قبل خمس سنوات لتمكّنت من الحصول على الميدالية الأولمبية بفعل رعايته وتذليله أية معوّقات تواجه الأبطال".

تحطيم رقم خضير

وكشف "اعتباراً من شهر نيسان 2019 أعدَدْتُ نفسي لخوض سباق 5000 متر ودخلت سباق بلجيكا (ملتقى أنتويرب) الدولي في 27 تموز، وفزتُ بالمركز الأول بتوقيت 14.46.62 دقيقة بعد ذلك أعلنت اعتزال اللعب نهائياً بسبب غياب الدعم وتأثير أزمة الأولمبية وغياب البطولات، وكانت أمنيتي تحطيم رقم العداء عبدالكريم خضير في 5000 متر وقدره قدره 14.09 دقيقة وفي فعالية 10000متر سجل 30.06 دقيقة، وسجلوها للتاريخ لن يستطيع أي عدّاء تحطيم هذين الرقمين غير عدنان طعيس، لكني أنهيت مشواري، وفاتحتُ الدكتور طالب فيصل رئيس الاتحاد بخصوص ذلك، وقال إن الاتحاد يدعم أي قرار تراه مناسباً، وبالفعل دخلتُ دورة المدربين وحصلت على الشهادة وفاتحت نادي الجيش استعداداً للعمل ما بعد انجلاء جائحة كورونا مطلع حزيران كما يتوقع".

مافيا الرياضة

وختم عدنان طعيس حديثه :"مهما تجوّلت في بقاع الأرض لن أجد أفضل من الوطن كونه مثل الأسرة من الصعب أن تتخلّى عنها، وأقسى أمر واجهته في مسيرتي المشرّفة وما حققته للعراق من ميداليات آسيوية ما بعد 2003 أنني كنت أتفادى التصادم مع مافيا الرياضة من الوسط وخارجه سعوا الى عرقلة طموحاتي، ولم أحتد معهم لأن قدراتهم مُرعبة وليس صعباً عليهم إيقاف مسيرتي وإعادتي الى مدينة الموفقية ولا يعرفني أحد بعد ذلك، لذلك لم أرد عليهم في الإعلام وقرّرت أن أعيش مظلوماً لا ظالماً"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

راضي شنيشل: طموحنا بلوغ أولمبياد باريس

رياضة/ المدىأكد مدرب منتخبنا الأولمبي راضي شنيشل أن مستويات الفرق في البطولة الآسيوية متساوية في حظوظها رغم صعوبة المجموعة .وقال شنيشل في المؤتمر صحفي تابعته (المدى)، إن "الإعداد للبطولة كان بمستوى جيد، خضنا عدداً من المباريات الودية مع منتخبات قوية، وحققنا نتائج رائعة، لكن التنافس في البطولة يختلف عن الوديات، وطموحنا بلوغ أولمبياد باريس 2024، […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram