متابعة المدى
حذّرت خلية الأزمة، أمس الاول الأحد، من تفشٍ سريع لوباء "كوفيد 19" نتيجة تجاهل إجراءات الوقاية. وقال الفريق الإعلامي للخلية، في تصريحات، تابعتها المدى ، إن "عدم إلتزام الأسواق ومحال تبضع المواد الغذائية بتوفير مستلزمات التعقيم الكحولية وعدم التزاحم يشكل مخالفة صارخة يحاسب عليها القانون".
وأضاف الفريق أن " تزايد أعداد الإصابات بسبب تجاهل إجراءات الوقاية يهدد بخطر تفشي الوباء بشكل سريع"، مبيناً أن "إصرار بعض المواطنين على إقامة فعاليات اجتماعية يُسبب حدوث عشرات الإصابات والملامسين".
وأعلنت دائرة صحة محافظة البصرة، أمس الاثنين تسجيل 14 حالة إصابة جديدة بفايروس كورونا، مقابل حالة شفاء واحدة جديدة في المحافظة.
وقالت الدائرة في بيان تلقت المدى نسخة منه إن "المختبرات الطبية سجلت 14 إصابة جديدة في البصرة، ليصل بذلك إجمالي الاصابات في المحافظة 490 حالة، فيما تماثلت حالة واحدة مصابة بالفايروس إلى الشفاء، ليصبح بذلك عدد حالات الشفاء 224 حالة، مقابل 17 حالة وفاة".
فيما أعلنت دائرة صحة الكرخ في بغداد، أمس الإثنين، تسجيل إصابات جديدة بفايروس كورونا، محذّرة من مغبة إقامة المناسبات الاجتماعية إثر تشخيص 15 إصابة بالفايروس لمشاركين في حفل زفاف.
وأفادت الدائرة في بيان تلقت المدى نسخة منه بأن مديرها جاسب لطيف علي الحجامي أشرف على "إجراءات فحص الملامسين من قبل الفرق الطبية و الصحية وأخذ المسحات في منطقة التاجي قرية (نصيف الزكم) بعد ظهور حالات اصابة لعائلة بعد مشاركتها في حفلة عرس لاحد الاقارب في منطقة العكيلات بمدينة الكاظمية".
وقال الحجامي إنه "بعد إقامة أحد الاعراس في منطقة العكيلات تم تسجيل 15 إصابة مؤكدة بفايروس كورونا و بعد قيام الفرق الطبية بتتبع المصابين و الملامسين تم اكتشاف الحالات في مناطق أم الجدايل و العكيلات و قرية نصيف الزكم".
وشدّد على ضرورة "التزام المواطنين بإجراءات السلامة وعدم إقامة المناسبات والأعراس وأعياد الميلاد إلا في نطاق محدود وضمن نطاق العائلة"، محذراً في "حالة عدم التزام المواطنين فإن أعداد المصابين ستزداد و الانتشار سيكون سريعاً".
وفي وقت سابق أمس، قال الحجامي في صفحته على الفيسبوك بلهجة عراقية: "أهلنا بالحرية قبل كم يوم زعلتوا علينا لأن قلنا ما ملتزمين، قبل شوية سجلنا 8 إصابات يمكم، نخاف عليكم أكثر من نفسكم"، مضيفاً: "التزموا لخاطر أطفالكم وآباءكم وأمهاتكم من كبار السن".
وبحسب آخر حصيلة للإصابات بفايروس كورونا في العراق صادرة عن وزارة الصحة، فإن مجموع الإصابات بلغ 2296 إصابة بينها 1490 حالة شفاء و97 حالة وفاة
من جهة أخرى أعلنت دائرة صحة النجف، أمس الاثنين عدم تسجيلها لليوم الثالث على التوالي أي حالة إصابة بفايروس كورونا.
وقالت الدائرة في بيان لها إنه لغاية اليوم "تم تسجيل 305 إصابات مؤكدة بفايروس كورونا منها شفاء 290 مصاباً"، وأضافت أن "حالات الوفاة إلى الآن 6".
وعلى الرغم من أن المناسبات الاجتماعية كانت من بين أبرز الأسباب لتفشي الوباء حتى ارتفع عدد المصابين إلى نحو 2300 شخص، إلا أن القوات الأمنية مازالت تتعامل مع حظر التجوال الوقائي كـ "حظر أمني"، عبر حجز المركبات وقطع الشوارع العامة بصبات كونكريتية، بينما تراقب المناطق وهي تعج بالمواطنين في الأسواق والشوارع، ومناسباتهم المجتمعية عامرة.
يومياً، تستعرض القوات الأمنية عدد المركبات المحجوزة والغرامات المفروضة والأشخاص المعتقلين، نتيجة مخالفتهم لحظر التجوال، إلا أن هذه البيانات الأمنية لم تشر، منذ بدء إعلانها وتطبيق حظر التجوال، إلى أي نشاط أمني استهدف تجمعاً أو أحبط مناسبة مجتمعية، على الرغم منها البيئة الأخطر والتي أدت إلى كوارث في دول عدة منذ ظهور الفيروس، فضلاً عن الحالات التي شهدها العراق في أربيل وبغداد والبصرة.
يبدي الموظف الصحي سيف أحمد استغرابه من "وضع صبات كونكريتية وإغلاق شوارع رئيسة تعرقل وصول الفئات المستثناة من حظر التجوال إلى أماكن عملهم"، وبينما يتساءل عن جدوى وضع الصبات وتركيز الجهد على سير المركبات بينما يتجول الأشخاص في قلب المناطق بحرية تامة فضلًا عن إهمال المناسبات المجتمعية وعدم وضع عقوبات وغرامات رادعة لهذه الفعاليات كتلك المفروضة على المركبات، يرى أحمد أن القوات الأمنية تتعامل مع الحظر "بصبغة أمنية لا وقائية".
مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة رياض الحلفي، يلقي اللوم على المواطنين والجهات الأمنية على حدٍ سواء، بعدم تطبيق التباعد الاجتماعي، وعدم مراقبة القوات الأمنية لهذه النشاطات، بالاعتماد على "بيانات الصحة".
يقول الحلفي إن "هناك تهاوناً من قبل المواطن والجهات الأمنية، على الرغم من بياناتنا التي تؤكد على أهمية مراعاة الإجراءات الوقائية سواء على البعد الشخصي أو الجماعي"، مطالباً المواطنين والجهات بـ"تحمل مسؤوليتهما في تنفيذ كافة الإجراءات الوقائية وخاصة في منع أي مظهر من مظاهر التجمعات".
ويشدّد، على ضرورة إعطاء الحظر صبغة وقائية بتتبع التجمعات والمناسبات الاجتماعية ومنعها، كما أكدت وزارة الصحة مراراً وتكراراً.
ولم تكتفِ القوات الأمنية بترك المناسبات الاجتماعية "عامرة" وتنشغل بملاحقة المركبات، بل أصبحت جزءاً من هذه المناسبات، حيث حضر قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط برفقة قواته، مجلس عزاء في 21 نيسان المنصرم، للمنتسب حيدر عبدالحسين في بغداد، والذي لقى حتفه في عملية عسكرية أثناء أداء الواجب في كركوك.
اترك تعليقك