 ترجمة / حامد احمد

زاد تنظيم داعش من نشاطاته مع حلول شهر رمضان، كذلك وسط انشغال القوات الامنية ضمن واجبات اخرى بتأمين اجراءات الحظر ضد تفشي وباء كورونا .

وذكرت وكالة Efe الاخبارية الاسبانية في تقرير لها مستشهدة ببيان خلية الاعلام الامني بان القوات الامنية سجلت سبع هجمات خلال رمضان، مشيرة الى ان مصادر اخرى رفعت العدد الى اكثر من 30 هجوما . المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، قال في حديث لوكالة Efe السبت 8 أيار بان تنظيم داعش هاجم قوات امنية وبنى تحتية، نافيا حدوث اي هجوم كبير او غزوة .

واضاف الخفاجي بقوله "يمكن وصف هذا النشاط باسلوب حرب عصابات وليس هجوم غزوة رمضان أو اعادة تجميع صفوف ." وكان وزير الدفاع السابق نجاح الشمري، قد ذكر في تصريح له بتاريخ 23 نيسان الماضي بانه كانت هناك مؤخرا "زيادة بالعمليات الارهابية لداعش."

وقال ان هناك زيادة في العمليات الارهابية مؤخرا وعمليات التسلل وضرورة معرفة الاسباب التي أدت الى ذلك مع وضع التقييم الكامل لكافة الحوادث في قواطع العمليات، مؤكدا "على عدم السماح لعناصر داعش باستغلال الظرف الحالي الذي يمر به البلد في مكافحة وباء كورونا".

وشدد على "اتخاذ كافة الاجراءات الطبية والوقائية والاجراءات الامنية لمقاتلة الارهاب، فضلا عن محاربة الفساد".

وأكد الشمري "على ضرورة تكثيف الجهد الاستخباراتي وجمع المعلومة الدقيقة وتحليلها مع وجوب استخدام كافة الجهود العسكرية من القوة الجوية وطيران الجيش والصنوف الاخرى للقضاء على ماتبقى من فلول داعش الارهابي".

ويأتي هذ التصعيد في وقت تحول تركيز قوات الجيش والامن على اجراءات الحظر الخاصة بفايروس كورونا. وتزامن ذلك ايضا مع انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش وايقاف انشطة التدريب كاجراء احترازي ضد فايروس كورونا وكذلك وسط ازدياد التوتر بين فصائل مسلحة واميركا عقب مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني في غارة لطائرة مسيرة اميركية قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني وما عقب ذلك من سلسلة هجمات بقذائف صاروخية على قواعد تضم قوات اميركية وقوات تحالف اخرى . ومضى المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء الخفاجي بقوله "تنظيم داعش ضعيف جدا وانه يحاول الاستفادة من اي وضع من اجل التأثير على الحالة الامنية وارباكها"، مشيرا الى ان "زعيم التنظيم الجديد عبد الله قرداش، يعمل على تعزيز معنويات التنظيم الارهابي".

وقال الخفاجي "قرداش يحاول اثبات وجوده من خلال شن كثير من العمليات، معززا بذلك الجانب المعنوي للتنظيم ومثبتا ولاءه لتنظيم ارهابي وهذا سبب آخر نوهنا له كتبرير لعودة العمليات الارهابية ." واضاف الخفاجي بان القوات الامنية هاجمت مخابئ للتنظيم "في مناطق صحراوية ووديان ومناطق جبلية واخرى قرب ضفاف نهر دجلة ."

وكانت آخر العمليات العسكرية الامنية التي نفذتها القوات الامنية ضد داعش هي التي اعقبت هجومين منفصلين من قبل مسلحي داعش على احد وحدات قوات الحشد في محافظة صلاح الدين بتاريخ 2 أيار الحالي . واستنادا الى العميد، عمار قاسم، من قيادة عمليات صلاح الدين فان هجوم داعش اسفر عن مقتل 11 منتسبا من قوات الحشد الشعبي . اما المتحدث باسم قيادة قوات التحالف الكولونيل مايلز كاجينز، فقد ذكر بان التصاعد الملحوظ بهجمات داعش جاء كرد على العمليات العسكرية الامنية التي نفذتها القوات المسلحة العراقية .

وقال كاجينز في حديث لوكالة Efe الاخبارية "تبنى تنظيم داعش خلال الاسابيع الاخيرة عددا اكبر من الهجمات الارهابية، قسم من ذلك يعزى لشن القوات الامنية العراقية عمليات مباشرة ضد مخابئه في مناطق جبلية وقروية في شمالي ووسط العراق وفي محافظة الانبار ايضا ." واضاف الكولونيل كاجينز بقوله "تشكيلة كاملة من القوات الامنية العراقية تخللتها الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي وقوات البيشمركة يسندها طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي تقوم بتوجيه ضربات قوية لداعش اينما يظهر."

بدوره، قال المتحدث باسم كتلة تحالف القوى البرلمانية فالح العيساوي، امس الاثنين، إن "تغريدة السياسي محمد الغبان تعبر عن تصريح شخص مسؤول وتثبت ان هذا الرجل هو رجل دولة ويشعر بالمسؤولية والتحديات التي تواجه العراق على المستويات الاقتصادية والامنية والصحية". وكان الغبان المحسوب على كتلة تحالف الفتح، قد طالب الولايات المتحدة بدعم العراق وعدم اعتبار تمرير الحكومة انتصارًا لها وخسارة لخصومها في البلاد والمنطقة. وأضاف العيساوي أن "هذا هو تعضيد لكلام تحالف القوى العراقية التي طالبت من الشركاء السياسيين الشيعة والكرد بضرورة بقاء قوات التحالف الدولي ومساعدة العراق خاصة في مجالات التدريب والجانب الاستخباري والضربات الجوية".

وأوضح العيساوي، ان "داعش هو ارهاب عالمي، ومساعدة التحالف الدولي لنا هو واجب عليهم لان العراق يقاتل نيابة عنهم"، مشددا على ان "تصريح الغبان هو موقف مسؤول ويحسب له ويحسب للعراقيين جميعًا". واشار الى، اننا "نقولها بشكل علني باننا بحاجة الى التحالف الدولي، وبحاجة الى الولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي والصحي والامني بشكل كبير"، لافتا الى ان "وجود قوات اجنبية هو مرفوض من الشعب العراقي الى حد كبير لكن تواجدهم جاء بناءً على طلب الحكومة العراقية ونحن نحتاج قوات التحالف لسنوات اخرى من اجل القضاء على زمر داعش الارهابية بشكل كامل".

وأكد العيساوي، ان "قرار البرلمان العراقي باخراج القوات الاجنبية رغم انه كان قرارًا شرعيًا، لكنه جاء بناء على ضغوط خارجية على العراق وعلى كتل سياسية معينة، وكان قرارًا متسرعًا ويحتاج الى دراسة فأمريكا لا تحتاج العراق لكننا بحاجة لها وللتحالف الدولي وستكون هنالك لجان مشتركة بغية إعادة عمل التحالف الدولي ومساعدته للعراق".