صراع الدول من أجل النفوذ في الـعـــــراق

آراء وأفكار 2020/05/16 07:02:11 م

صراع الدول من أجل النفوذ في الـعـــــراق

تقرير معهد الأبحاث الستراتيجية التابع لرئاسة جمهورية روسيا الاتحادية تاريخ 14/5/2020

 ترجمة عادل حبه

التحليل الجيوبوليتكي في الشرق الأوسط يرتبط بالعلاقات المتبادلة بين إيران وتركيا والعربية السعودية

•علاقات حسن الجوار والروابط العامة مع العراق تعتمد على وجهة نظر الأمن القومي.

•تقوم مصالح العربية السعودية في العلاقة مع العراق في إطار "الدبلوماسية البراغماتية": فالمملكة تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة إلى جانب الحد من نفوذ إيران

•تركيا لا تسمح بتقوية العراق بحيث يصبح بإمكانه عرقلة العمليات العسكرية التركية في شمالي العراق ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني

إن التحليل الجيوبوليتكي في الشرق الأوسط في الوقت الراهن يعتمد إلى حد كبير على ثلاث دول إقليمية، وهي إيران ، والعربية السعودية السنّية وتركيا التي تجمع بين المبدأ السنّي وبين التقاليد الصوفية، كما جاء في التقرير التحليلي الذي نشرته مجلة " قضايا الستراتيجية القومية" والذي قدمه خبراء يعملون في مركز الشرق الأوسط والأدنى التابع لمعهد الأبحاث الستراتيجية التابع لرئاسة جمهورية روسياالاتحادية. " إن التناقضات الجدية بين هذه الدول تعود إلى جذور تاريخية. وهذا واضح كل الوضوح في مثال العراق الحديث، الواقع في بلاد ما بين النهرين، حيث توجد منابع الحضارة الإنسانية" كما يشير كتاب التقرير.

ويؤكد المحللون أن علاقات حسن الجوار والروابط المتبادلة مع العراق تعد أمراً ضرورياً بالنسبة إلى طهران من وجهة نظر أمنها القومي. وعلاقات الصداقة مع العراق تعني تجنب العدوان على إيران، وأن لايصبح العراق قاعدة ثابتة للولايات المتحدة وحلفائها في حالة بدء الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما إن التعاون هو أمر ضروري أيضاً لتأمين أمن الحدود التي تبلغ قرابة 1500 كيلومتر. إن الموقع الجغرافي للعراق هو الذي يقرر مدى أهميته بالنسبة لإيران بإعتباره ممراً ستراتيجياً يسمح بالوصول إلى سواحل البحر الأبيض.

ويولي معهد الأبحاث الستراتيجية التابع لرئاسة جمهورية روسيا الاتحادية اهتمامه كون مصالح العربية السعودية أزاء إيران تقوم ضمن إطار "الدبلوماسية البرغماتية": فالمملكة تسعى إلى تعزيز مواقعها في المنطقة، وفي الوقت نفسه الحد من دورإيران. ويتعلق ذلك إلى حد كبير برغبة الرياض بإحياء مواقعها التي تضررت جزئياً جراء النشاط الإيراني في سوريا ولبنان واليمن. ويعتبر عدد من المراقبين الأجانب أن ولي العهد السعودي وأنصاره في إدارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يبحثون عن كل السبل من أجل الحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم العربي بدون اللجوء إلى المواجهة العسكرية المباشرة، ويسعون إلى إثارة حرب أهلية داخلية.

وفيما يتعلق بالعراق، وحسب رأي السياسيين، فإن أنقرة تسعى إلى تحقيق مهمتين مرتبطة الواحدة بالأخرى. الأولى دعم جهود بغداد لكبح جماح الأنفصاليين الأكراد، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الوضع في كردستان العراق بإعتباره مركزاً قوياً يحد من الحقوق السيادية للحكومة المركزية. وترى أنقرة أنه من الواجب عدم السماح بتقوية العراق بحيث لا يستطيع عرقلة عمليات القوات المسلحة التركية في الشمال ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وإلى جانب ذلك، فإنه من السهل على تركيا فرض شروطها على العراق الضعيف بمقدار ما يتعلق الأمر بمياه الفرات ودجلة ودعم المكون السنّي والدفاع عن الحقوق الأثنية للتركمان في العراق.

"إن لكل من إيران والعربية السعودية وتركيا مصالح متباينة في العراق. ولكن التوجه الرئيس يعتمد على الطموحات الطبيعية لدول المنطقة في تأمين أمن حدودها وتوسيع نفوذها السياسي والطائفي وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية. وتبقى العوامل الأساسية هي الطموح إلى أن يحصل كل اللاعبين الرئيسين في الشرق الأوسط على مكاسب ضمن هذه المنافسات، كما يعتقد كُتّاب التقرير.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top