بغداد / المدى
رسميا عاد داعش الى الظهور بعد اكثر من عامين على اعلان بغداد القضاء على التنظيم المتطرف، إذ سيطر عدة ساعات على قرية في شرقي ديالى.
وشن التنظيم في اقل من اسبوع 18 هجوما، نصفها في عطلة الاسبوع الماضي، سقط خلالها نحو 60 بين قتيل وجريح من عسكريين ومدنيين.
ونفذ داعش في هجماته الاخيرة، 5 عمليات اغتيال، اسفرت عن مقتل واصابة 16 شخصا بين مدني وعسكري، و3 عمليات اختطاف، وهجومين على منازل مواطنين.
كما اعترف التنظيم لأول مرة، بالمسؤولية عن حرائق المزارع، بعد 88 حادث طالت المحاصيل الزراعية بمساحة تصل الى اكثر من 20 الف دونم.
وجاءت تلك الهجمات عقب اعلان قادة المؤسسات الامنية في الحكومة الجديدة، عن سلسلة إجراءات لمنع عودة داعش.
عودة داعش
وقال مسؤول سابق في خانقين في اتصال مع (المدى)، ان داعش سيطر على قرية مبارك، شرقي ديالى، لأكثر من ساعة قبل ان يعودوا من المناطق التي جاءوا منها.
ونفت العمليات المشتركة، سيطرة التنظيم على أي منطقة في البلاد. وقال المتحدث باسم العمليات اللواء تحسين الخفاجي، إن "3 عناصر إرهابية هاجمت القرية بإطلاق النار".
واكد الخفاجي في بيان، أن "القوات الأمنية طاردت العناصر الإرهابية باتجاه الجبال".
واعتبر المتحدث باسم العمليات المشتركة، الهجوم الاخير هو بسبب "الضغط الذي تمارسه القوات الامنية على داعش".
بالمقابل اكد المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه، ان "الهجوم نفذته مفرزة صغيرة من التنظيم لا يتجاوز عددها الـ5 افراد"، مبينا ان الهجوم اسفر عن مقتل شخصين بينهم عسكري واحد.
واكد ان "الشهداء هم، رعد العنبكي، لواء 23 / حشد شعبي، المواطن اسعد من قرية مبارك".
واصيب اثناء الهجوم 3 مدنيين آخرين عن طريق قناصة، بالاضافة الى اصابة منتسبين اثنين في الحشد الشعبي.
واصاب التنظيم في الاسبوع الماضي، 3 مدنيين في جلولاء القريبة من خانقين، كذلك اصيب 5 مدنيين في سقوط ثلاث هاونات في شمالي المحافظة.
ضرب الرقاب
من جهته بث تنظيم داعش فيديو على (تويتر) بعنوان "فضرب الرقاب"، ونشر فيه صورة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، دون توضيح سبب نشر صورة الاخير.
واعلن داعش في المقطع المصور الذي يشبه سلسلة "صليل الصوارم"، عن البدء بـ"غزوة الاستنزاف"، لقتل جنود وشرطة وحشد شعبي وعشائري.
واظهر التنظيم في الفيديو، عمليات لاعادة بناء مقاتليه واجراء تدريبات، واعلن استعداده لتنفيذ هجمات مسلحة بالاسلحة الثقيلة والهاونات.
كما اشار المقطع المسجل، الى مبايعة عناصر التنظيم الأمير الجديد لدولة الخلافة المزعومة، أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي خلف أبو بكر البغدادي، بعد مقتله في غارة للتحالف الدولي بريف إدلب السورية.
ويؤكد المقطع المصور، أنه صدر في رمضان 1441 هجري اي في رمضان 2020.
ويظهر التنظيم أسره لاثنين من قوات البيشمركة في منطقة خانقين ويقومون بذبح المقاتلين وسط تكبيرات، ويتهمانهما بالروافض. ويعد الاصدار الاخير هو الاول، بعد اعادة هيكلة التنظيم، وجعل العراق ولاية كاملة وتقسيم مناطقه لقواطع عمليات.
هجمات نهاية الأسبوع
يوم الجمعة الماضي، شن داعش 9 هجمات، قتل خلالها 14 بين مدني وعسكري واصاب 17 آخرين.
ونفذ التنظيم الجمعة، عملية تسلل في سامراء، واصاب خلالها 4 عناصر امنية.
كما جرح عسكري واحد بهجوم على نقطة امنية في الدبس، جنوب كركوك.
بالمقابل قتل داعش، في اليوم نفسه، عنصرا امنيا واحدا واصاب آخر بهجوم على نقطة عسكرية في الدجيل، جنوب تكريت.
وقتل 4 من الحشد الشعبي واصيب 6 آخرون يوم الجمعة ايضا، في هجوم بمنطقة العظيم شمال ديالى.
وفي عطلة الاسبوع الماضي، قتل مختار في سامراء و3 من افراد اسرته بعد ان هوجم منزله، واحرق مزرعته.
وبث التنظيم في سلسلة الاصدارات الجديدة، صورا قال انها "حرق مزارع المرتدين" في جلولاء شرقي ديالى.
واتهم التنظيم العام الماضي، بالوقوف وراء نحو 300 حادث حريق نشب في عدة محافظات، الا ان داعش لم يعلن حينها تبنيه تلك الهجمات.
واغتال التنظيم في هجمات نهاية الاسبوع ضابطا برتبة رائد في شمال بغداد، كما خطف وقتل مدني في الطارمية، شمالي العاصمة ايضا.
وكان داعش قد هاجم منصف الاسبوع الماضي، منزل احد الاشخاص في جنوب الفلوجة، وقتل 3 بينهم عسكري واصاب 4 اخرين.
كذلك هاجم التنظيم الاسبوع الماضي، برمانات يدوية نقطة تفتيش في ديالى، واطلق الرصاص على عسكريين في صلاح الدين، ما تسبب بمقتل واصابة 4 عناصر امنية.
بالإضافة الى هجمات اخرى جرت في نفس الاسبوع في شرق تكريت، واشتباكات مع قوات امنية في ناحية ابي صيدا، شمال شرقي بعقوبة.
وهدد وزير الدفاع الجديد جمعة عناد، بمحاسبة الامرين العسكريين في حال تكررت الخروقات في قواطع المهمات.
ووجه عناد بحسب بيان صدر عن الدفاع الخميس الماضي، اثناء زيارته لسامراء، بـ"ملاحقة بقايا فلول داعش وعدم السماح بزعزعة امن المواطنين"، مشددا على "تكثيف العمليات التعرضية والاستخبارية بشكل يومي".
وكان عناد وهو القائد السابق لعمليات صلاح الدين، وجه الاسبوع الماضي، بتغيير تكتيكات محاربة تنظيم داعش عبر نصب الكمائن وتنفيذ العمليات الاستباقية ضد التنظيم.
غياب الأميركان
من جهته عزا مروان الجبارة، احد قيادات الحشد العشائري في شرق تكريت، عودة داعش الى المناطق المحررة الى تراجع "لفعالية التحالف الدولي".
وقال الجبارة في اتصال مع (المدى): "رغم امكانيات القوات العراقية لكننا بحاجة الى قوات التحالف وطلعات الطيران الاميركي".
وكان عبد الوهاب الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الارهاب، قال فور عودته الى منصبه، ان "العراق لا يزال بحاجة الى قوات التحالف وخصوصا في الاسناد الجوي والاستطلاع والتبادل المعلوماتي".
وجه الساعدي، في بيانات الاسبوع الماضي، رسالة الى داعش، مؤكدا عزم الجهاز تصفية ما تبقى منهم.