بغداد /عديلة شاهين
فرض وباء كورونا (كوفيد- 19) واقعاً جديداً على آلاف الطلبة بعد أن عانى قطاع التعليم في العراق من شلل تام بسبب الانقطاعات المتواصلة عن المدارس منذ انطلاق الموسم الدراسي ٢٠١٩_٢٠٢٠
و يرى معظم الطلبة أن المباشرة في الامتحانات النهائية سيكون قاسياً مهما كانوا مهيئين لعدم تواصلهم مع المدرسة و اعتمادهم على المعاهد الأهلية و التعليم عن بعد عبر المنصات الألكترونية فيما أعلنت وزارة التربية عن جدول الامتحانات النهائية و مواعيدها للصفوف المنتهية و إطلاق منصة نيوتن الإلكترونية نتيجة الظروف الاستثنائية.
و غالباً ما يقع الطلبة بين ضغط الامتحان و الرغبة في تجاوز هذه الفترة لأنها من الفترات الحرجة على الطلبة و ذويهم فالوقت فيها ثمين و لا يجوز هدره، و إن الوطأة النفسية لهذه الظروف تثير قلقاً شديداً خاصة بعد تحديد جدول الامتحانات النهائية الذي زاد من العبء النفسي على الطلبة في ظل جائحة كورونا. إذ كيف يمكننا التغلب على الضغوط النفسية المصاحبة للدراسة مع أزمة كورونا ؟ و ما هي إجراءات السلامة الواجب اتخاذها لحماية الطلبة و جميع العاملين في قاعات الامتحان ؟ و هل عوضت المعاهد الأهلية و المواقع الالكترونية الطالب عن الدراسة في المدرسة ؟ و تساؤلات أخرى سنتعرف على إجاباتها في هذه الجولة الصحفية للمدى :
توتر و إرهاق بدني و نفسي
يعتمد والداي على هذه الفترة لتحقيق آمالهم و طموحاتهم مما يثقل من كاهلي و يجعلني أحمل عبئاً كبيراً لأحراز معدل يؤهلني الى كلية مرموقة لذا أعمل قدر الإمكان للاستغناء عن النوم و مواصلة الدراسة ليلاً و نهاراً، هذا ما أشار إليه الطالب (الحر محمد عبد الفالح) و أضاف في حديثه للمدى: أنا مرهق جداً و أحاول قدر الامكان التغلب على حالة القلق من قرب الامتحانات في ظل جائحة كورونا و حاولت كثيراً أن استمتع بحياتي و أمارس هواياتي المفضلة بعيداً عن ضغط المنزل و الدراسة و كنت على قناعة باستطاعتي تحقيق أحلامي بقدراتي دون إجباري على تشكيل شخصيتي المستقبلية و تحقيق طموحي و لكني تفاجأت بمرور الوقت سريعاً و أصبحت بحاجة لإعادة حساباتي و العودة الى الانعزال التام و متابعة الدراسة بجدية مع أساتذتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي و لكن أكثر ما يؤرقني هو كيفية أداء الامتحانات في ظل جائحة كورونا و ربما خوفي من العدوى سينعكس بشكل مباشر على أدائي في الامتحانات النهائية إضافة الى الارباك الكبير الذي حدث منذ بداية هذا العام الدراسي.
بينما يحاول الطالب (مصطفى فراس أحمد) التغلب على قلق الدراسة و الامتحانات بعد أن عاش تحت ضغط نفسي كبير قائلاً : اواجه صعوبة في حفظ المواد لأنه لا يوجد لدي أي تصور علمي حول المادة بسبب انقطاعي عن المدرسة التي كانت تساعدني في الفهم و التطبيق و التقييم حيث يعتبر تقييم الطالب من الأمور المهمة التي افتقدناها جراء الحجر المنزلي لذا لا بد من توزيع الوقت و البحث عن حلول سريعة لفهم ما تم تفويته و لكني ما زلت أعاني من التعب و الملل و اعتقد هذه الرتابة طبيعية بسبب تكرار دراسة المواد التي تحمل طابع المسؤولية الكبيرة لذا أحاول التريث و أقاوم كثيراً الجزع من رسم ملامح المستقبل من خلال التواصل مع أساتذتي عبر المنصات الالكترونية و متابعة منصة نيوتن التي أطلقتها وزارة التربية و لكنها في حقيقة الأمر لم تكن بديلاً عن المدرسة بسبب ضعف شبكة الانترنت لدي و انقطاعاتها المستمرة.
المتعلم و التعليم الألكتروني
حملنا آراء الطلبة للدكتور عبد الزهرة الماجد / مدير معهد إعداد المعلمين في بغداد _الرصافة الأولى و أوضح العوامل المؤثرة على نفسية الطالب قائلاً :
تسببت جائحة كورونا في خلق أجواء غير تقليدية للتعليم و التعلم و في حقيقة الأمر كانت العملية التعليمية قبل تفشي الوباء تتسم بالكثير من السلبيات و كان التعليم يترنح لأسباب عديدة منها غياب المواد المعينة للتعليم و التعلم و كثافة المناهج الدراسية مع تكرارها في المراحل الدراسية و صعوبتها و بعدها عن الواقع الذي يعيشه المعلم و المتعلم إضافة الى ذلك افتقار الكثير من المدارس الى مختبرات الصوت و المختبرات العلمية ، لذا أصبحت المخرجات التعليمية تعاني من الضعف و عدم الكفاءة و القدرة على الاستيعاب و بذلك ستتأثر نفسية المتعلم بشعوره بعدم الثقة لتذكر و فهم و تطبيق المعلومات الدراسية عند أداء الامتحانات النهائية أما في ظل الظروف الحالية فأعتقد أن الأرباك و فوبيا الامتحانات موجودة لدى المتعلم حتى في الظروف الاعتيادية و السليمة و لكن ما أثر بطريقة مباشرة على نفسيته هو الانقطاع عن المدرسة و التعلم عبر المنصات الإلكترونية و هي تعد خطوة على الطريق الصحيح لتعويض المتعلم و لكنها خطوة متأخرة في أجواء غياب البنى التحتية للمجتمع العراقي و كان من المفترض تدريب و تعريف المتعلمين على التعليم الإلكتروني في السنوات السابقة. وتابع قوله مؤكداً على أهمية توفير فرص الحوار المباشر بين المعلم و المتعلم عبر هذه المنصات كي يتم التعويض الحقيقي عن المدرسة. بالرغم من ذلك لا اعتقد أن هذه المنصات الألكترونية ستكون بديلة و تعوض عن الحصة الدراسية داخل المدرسة بل هي عامل مساعد لتعويض المتعلمين عن عدم مباشرة الدوام في المدارس و ربما تتأثر أجواء تمكين المتعلم على قدرة استرجاع المعلومة في الأمتحانات و سيعاني من ضياع الكثير من الوقت لفقدان متابعة المعلم المباشرة. لذا و في ظل هذه المعطيات و تزامنها مع الامتحانات النهائية فلا بد من اتخاذ الإجراءات التي تساعد المتعلم في تجاوز الامتحان و منها تقليص عدد الأسئلة الأمتحانية و فترة أداء الامتحانات.
اترك تعليقك