وزير المالية: لم نطلب قرضًا سعوديًا بل تحدثنا عن  تحريك  الاستثمارات

وزير المالية: لم نطلب قرضًا سعوديًا بل تحدثنا عن تحريك الاستثمارات

 متابعة / المدى

أكد نائب رئيس الوزراء، وزير المالية علي علاوي، امس الأحد، أن تشجيع وتدفق الاستثمارات السعودية الى العراق يؤدي دورًا كبيرًا في عملية إعادة إعمار البلد في مجالات الطاقة والكهرباء والبتروكيماوية والزراعة، مشيرًا إلى أن النفط مصدر لا بديل عنه للعراقيين، حيث أن النفط يشكل 92 في المئة من صادرات البلاد.

وفي وقت دعا فيه إلى أهمية استفادة السعودية من النصيب الأكبر في مشروعات قطاع الكهرباء الواعد، طالب علاوي بضرورة التحرك نحو ربط كهربائي ثلاثي بين السعودية والكويت والعراق، لما يمكن أن يسهم فيه ذلك بعملية التنمية، مفصحًا عن أن ميزانية العراق تواجه صعوبات حالية مع تراجع أسعار النفط، ما يجعل الحكومة قلقة إزاء بند رواتب العاملين والمتقاعدين. وأوضح علاوي، مبعوث رئيس الوزراء العراقي، لـ(الشرق الأوسط) في مقر إقامته بالرياض، السبت، أنه عقد عدة لقاءات، خلال وصوله إلى السعودية مع الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، وماجد القصبي وزير التجارة وزير الإعلام المكلف، ومحمد الجدعان وزير المالية، وعرض عليهم جميعًا الأحداث السياسية والاقتصادية، وتشجيع الاستثمارات السعودية في العراق، لإعادة إعمارها وإعادة التوازن داخل بلاده. الحوار تطرق لكثير من الموضوعات المهمة في متن التفاصيل التالية:

النفط العراقي

وأكد علاوي، وهو يدير منصب وزير النفط وكالة، أن المبادرة السعودية - الروسية وصلت إلى اتفاقية (أوبك +)، وأن بلاده ملتزمة بخفض نسبة الإنتاج. وقال: "نحن ضمن أكثر البلدان المتضررة من قرار خفض نسبة الإنتاج، ومعظم الدول لديها صمامات أمان من صناديق استثمارية وإمكانية مالية كبيرة خارج النفط، لكن العراق لا توجد لديه شبكة حماية في حال هبوط أسعار النفط، فالنفط مصدر لا بديل عنه للعراقيين، ولا بد من أخذ وضع العراق بعين الاعتبار في هذه المرحلة". وأكد مبعوث رئيس الحكومة العراقية أنه لا سمح الله -بحسب تعبيره- إذا طال أمد أزمة النفط، ستضطر البلاد لأن تطلب من إخواننا في دول الجوار النظر إلى وضع العراق بصورة خاصة، حيث أن 92 في المائة من موارد الدولة تأتي من النفط، ومجالات المرونة ليست موجودة، ووضع بلاده نسبيًا ضيق، ونافذة الخيارات محدودة جدًا.

الاستثمارات بالعراق

وذكر وزير المالية أن أحد أهداف الحكومة العراقية إعادة التوازن العراقي مع دول المنطقة، من الناحية الاقتصادية والتجارية، وأن الدور الاقتصادي السعودي في العراق نوعًا ما خجول خصوصًا أن حجم الاقتصاد السعودي يعادل نصف حجم اقتصاد العالم العربي، ولكن وجودها ضعيف نسبيًا مقارنة بتركيا وإيران اللتين يصل حجم استثماراتهما إلى 12 مليار دولار في السنة، مقابل حجم استثمارات السعودية في العراق الذي يصل إلى مليار دولار في السنة.

وأضاف: "نريد أن نغير التوازن، ونسعى إلى زيادة حصة السعودية داخل العراق في مجالات مختلفة، منها الكهرباء والنفط والبتروكيماوية والزراعة".

وأشار إلى أن تدفق الاستثمارات السعودية في العراق، رغم العراقيل الموجودة أمام المستثمر السعودي، تؤدي دورًا أهم وأكبر في عملية إعادة إعمار العراق، معترفًا بأن هناك معوقات كبيرة داخل العراق، من النظام القانوني إلى الترتيبات الإدارية إلى البيروقراطية الخانقة إلى فقدان الدعم المالي المصرفي للبلد، وضعف القطاع المصرفي أدى إلى مشكلات أمنية، وكل هذه أثرت على الاقتصاد العراقي خلال الفترة الماضية. وأكد أن المجلس التنسيقي السعودي - العراقي لا يزال قائمًا، ولكنه يمر في مراحل بصورة عامة، حيث أن اهتمام الجانب السعودي عالٍ جدًا، لكن الظروف داخل العراق والأزمات السياسية المتلاحقة منعت نوعًا ما من تفعيل هذا المحور، وقال: "نريد تفعيل هذا المحور، ونسير وفق خطة جدية لتنفيذ كل التزاماتنا ووعودنا للمملكة". وأضاف: "اتفقت خلال لقاءاتي مع الجانب السعودي على تقديم مذكرة تفصيلية خلال الأسبوع المقبل عن كيفية تطوير العلاقة، وماهية المعوقات والمشاريع التي يمكن تنفيذها على المدى الآني والمتوسط، والتي قد تكون نموذجًا للعلاقات الاقتصادية، على أن تبنى على أرقام وأهداف وهيكلية".

طلب الاقتراض

ونفى علي علاوي صحة الأنباء عن طلب العراق من السعودية اقتراض نحو 3 مليارات دولار، وقال إن هذا الكلام لا صحة له، لكن إذا تحدثنا عن حجم الدعم الذي سنحصل عليه من المشاريع السعودية التي يمكن أن تنفذ في العراق، وفي حال لو جمع رأس المال لهذه المشاريع: "ربما نصل إلى هذا الرقم وأكثر، نحن نريد أن نحرك الاستثمار داخل العراق".

ولفت علاوي: "لدينا في العراق مشكلات مالية آنية فورية متعلقة بالعجز وفقدان المرونة، والموازنة العراقية مبنية على فرضيتين: إحداهما متذبذبة، وهي أسعار النفط وكمية إنتاجه، والثانية ثابتة، وهي رواتب ومخصصات التقاعد والعاملين، وهذه المعادلة قلقة جدًا".

وأضاف: "التراجع أثر كثيرًا على السيولة النقدية للدولة، ولا بد من ترشيد الأموال بقدر المستطاع حتى نستطيع أن نخاطب الأصدقاء للمساعدة في دعم العجز على المدى الفوري، أما على المدى القصير والمتوسط فالمشاريع التجارية تقريبًا جاهزة، ولم يتبقَ إلا التنفيذ". وطالب علاوي الموظفين الذين لديهم ارتفاع في عوائدهم، أن يقبلوا بالتضحيات من أجل إعادة التوازن وإعمار العراق (...) الفقراء قادرين على ضمانهم.

الربط الكهربائي

وذكر الوزير علاوي أن قطاع الكهرباء أخذ بعين الاعتبار خلال لقاءاته مع المسؤولين السعوديين بالرياض أول من أمس، ووصف مشاريعه بأنها من المشاريع المهمة، ونريد أن تكون السعودية هي من يحصل على الحصة الأكبر من هذه المشاريع.

وأضاف: "من الضروري أن نربط الشبكة الكهربائية بالعراق مع شبكة السعودية والكويت، وهذا التنوع مهم بالنسبة للتوازن الاقتصادي في العراق".

الهيمنة الخارجية

ذكر نائب رئيس الوزراء أن الحكومة العراقية ترفض هيمنة أي دولة خارجية عليها، واعترف بأن هناك دولة لديها مصالح في العراق، ولكن يجب أن تكون هذه المصالح تحت قبة تفوق الدولة. وأضاف: "نريد أن نبني دولة عندها صرامة وقوة ومصداقية ومقبولة عند الجميع، وليس فقط أمنيًا وعسكريًا".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top