 عامر مؤيد

بالرغم من عدم السماح للمواطنين والعوائل العراقية بالخروج من منازلهم بسبب فرض حظر شامل للتجوال عليهم بسبب تفشي فايروس كورونا الا ان ذلك لم يمنعهم من ممارسة التقاليد السنوية الخاصة بالاعياد. واصبحت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، منبرا لنشر صور إعداد "كليجة" العيد وكذلك لعب المحيبس بين العائلة الواحدة، اضافة الى نشر صور الاطفال بملابس العيد. 

اغلب العوائل حرصت على اخذ اطفالهم الى المتنزهات القريبة من منازلهم، وهم يرتدون ملابس العيد مع الاخذ بنظر الاعتبار سبل الوقاية الكفيلة بحمياتهم من فايروس كورونا. 

كما ان التجمعات بين ابناء المنطقة الواحدة مازالت موجودة رغم التحذير منها، فصور كثيرة انتشرت لاصدقاء يجتمعون في منزل واحد ويلهون بمختلف الالعاب ويعدون اطباقا مختلفة من الطعام. 

ام محمد ربة بيت تقول في حديثها لـ(المدى)، ان "فرض حظر التجوال بسبب كورونا لم يمنعنا من القيام بتقاليدنا المعتادة في عيد الفطر المبارك". واضافت ان "عمل "الكليجة" اصبح بشكل اكثر فنيةً لاسيما مع عدم وجود فعل يقوم به المرء في الوقت الحالي، لذا قمت انا وبناتي باعداد كمية كبيرة وباشكال مختلفة". واشارت الى انه "بالرغم من فايروس كورونا الا ان هذا الامر لم يمنعنا من ارسال "الكليجة" الى الجيران، والعكس حصل ايضا حيث وصلتنا انواع مختلفة من الحلويات". 

وبينت ان "ايام الليل تنقضي من خلال مشاهدة فيلم سينمائي يلم شمل العائلة جميعها، ويفضل ان تكون وجبة العشاء من المشويات التي نتساعد على اعدادها في حديقة المنزل". البالغون قد يقدرون اهمية فرصة حظر التجوال وضرورة الالتزام به لمنع زيادة المصابين بفايروس كورونا خاصة مع تسجيل اعداد كبيرة في الايام القليلة الماضية، الا ان الاطفال لا يعون هذه الخطوة. ويقول احمد عبد القادر – في حديثه لـ(المدى)، ان "اطفاله أجبروه على اخراجهم من المنزل وارتداء ملابس العيد الجديدة والفرح بها فضلا عن شراء الالعاب". وبين ان "اغلب العوائل اقتادت اطفالها الى المتنزهات القريبة والحدائق العامة، كي يلعبوا ويرتدوا ملابس العيد لان البقاء في المنزل خلال هذه الفترة امر مرفوض تماما". وزاد ان "محلات الازياء فتحت ابوابها قبل بدء فترة الحظر الاخير، لذا قمنا بشراء الملابس للاطفال فقط، خاصة مع الازمة الاقتصادية التي وقع بها الجميع مؤخرا". واشار الى ان "اصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون شراء الملابس لانفسهم وبعضهم اقترض المال بغية إفراح اطفاله في هذه الازمة"، مشيرا الى ان "اغلبهم من اصحاب الاعمال اليومية والتي انقطعت في الاونة الاخيرة". وأعلنت قيادة عمليات بغداد، اول امس، استمرار العمل بالاستثناءات الممنوحة بخصوص العاملين بالقطاعين الصحي والاعلامي. 

وقالت عمليات بغداد في بيان إنه "في الوقت الذي نثمن فيه دور القوات الامنية بتطبيق اجراءات حظر التجوال، اضافة الى دور الكوادر الصحية والاعلاميين في تعزيز الوعي الوقائي ازاء فايروس كورونا وايمانا منّا بالدور الكبير الذي يقومون به في هذا الجانب، فإننا نؤكد استمرار العمل بالاستثناءات الممنوحة لهم من قبل لجنة الامر الديواني 55 واللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية". و شدد البيان على "ضرورة التعاون مع الاطباء والعاملين في القطاع الصحي اضافة الى الصحافيين في التنقل خلال مدة حظر التجوال لتأدية مهامهم الرسمية". ودعت عمليات بغداد الفئات المحددة إلى "تجنب استغلال الاستثناء للامور الشخصية، وحثهم على التعاون سويةً في تجاوز الازمة الحالية".