الآسيوي يستذكر صائد البطولات ومكتشف النجوم
بغداد / حيدر مدلول
تعهد وزير الشباب والرياضة عدنان درجال بالتعاون مع أمانة بغداد لتأهيل قبر المرحوم عمو بابا شيخ المدربين ومتحفه استذكارًا بالذكرى الحادية عشرة لرحيله الذي صادف يوم السابع والعشرين من شهر أيار لعام 2009.
وذكر الموقع الرسمي لوزارة الشباب والرياضة عن الوزير درجال قوله: تمر علينا الذكرى الحادية عشرة لرحيل شيخ المدربين عمو بابا الرجل الذي حفر اسمه في تاريخ الكرة العراقية وطرّزه بحروف من ذهب، أبدع وقدم الكثير محققا أفضل الانجازات لاعبا ومدربا، اذ مثل هذا التاريخ الموافق السابع والعشرين من شهر أيار عام 2009 رحيل شيخ المدربين عن الدنيا وبقيت ذكراه عالقة في قلوب العراقيين والعرب جميعا، أحد عشر عاما مرّت ومازلنا نجني ثمار مدرسة العطاء والخلق الرياضي الذي قدمه لنا وننهل منه.
وأضاف: عرفناه محبًا لبلده غيورًا عليه واستاذًا كبيرًا للأجيال التي تدربت معه فهو اسم لامع في سماء الرياضة العراقية وصاحب أفضل الانجازات في ملاعب الكرة عراقيا وعربيا وآسيويا، ادخل الفرحة ورسم الابتسامة على شفاه العراقيين، كرة القدم كانت حياته أخلص لها واعطاها فأعطته الشهرة وحب الناس، وفي ذكراه العطرة اتوق للحظات استطيع بها رد الدين الذي يطوق عنقي وزملائي اللاعبين لعمو بابا، لكنه رحل بعد ان خدم بلده لاعبا ومدربا ومربيا بتفان واخلاص رحل جسدًا، لكن انجازاته في مجال الكرة ستبقى خالدة في قلوب وضمائر العراقيين، رحل طاهرًا لأنه أعطى لوطنه ما يستحقه من انجاز رياضي نفخر به. وتابع درجال في كلامه: من اساسياتنا وأخلاقنا أننا لا ننسى رد الدين بما يستحق، وسنحاول قدر المستطاع العمل عاى تنفيذ وصيته التي نعهدها أمانة وواجب تحتمه المسؤولية وسيتم التعاون مع أمانة بغداد لإعادة تأهيل القبر والمتحف بما يليق به، رحم الله عمو بابا انسانا ورمزا وطنيا وقامة شامخة لن يغيبها الموت طالما تذكرناه.
ومن جهتها أكدت الهيئة التطبيعية في اتحاد كرة القدم سعيها الجاد والحثيث بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وأمانة بغداد في اعادة تأهيل قبر شيخ المدربين عموبابا ومتحفه بما يليق به بحكم كونه من اكثر مدربي المنتخبات الوطنية والاندية العراقية تحقيقا للانجازات القارية والاقليمية والعربية والخليجية والمحلية .
وقالت في بيان تسلمت المدى نسخة منه: ان الهيئة التطبيعية في اتحاد كرة القدم تتقدم بأحر التعازي واشد علامات الحزن لابناء شعبنا لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لوفاة شيخ المدربين عمو بابا احد رموز الكرة العراقية ومكتشف النجوم وهي الشخصية الرياضية الوطنية التي جسدت وحدة العراقيين فقد ترك رحيله غصة في قلوب المحبين للإنجازات العديدة التي حصدها المرحوم اثناء اشرافه على تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم.
وأضافت: نستذكر هذه الذكرى الأليمة لرحيل شيخ المدربين ونتطلع منها ان تكون الفرصة المناسبة للعمل الجاد المخلص لبناء الاسس الرصينة لكرتنا لتحقيق التطلعات التي كان يحملها المرحوم والمتمثلة باعتلاء منصات التفوق الكروي على الصعيدين العربي والآسيوي.
واختتمت الهيئة التطبيعية في اتحاد كرة القدم بيانها بانها تسعى الى التعاون مع وزارة الشباب والرياضة وامانة بغداد لإعادة تأهيل قبر المرحوم عمو بابا والمتحف الخاص بتاريخه ومقتنياته بما يليق لأجل رد الدين للتضحيات الجليلة التي قدمها للكرة العراقية منذ لحظة امتهانه لعبة كرة القدم حتى يوم وفاته.
وفي الشأن ذاته استذكر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عمو بابا ايقونة تدريب كرة القدم العراقية في تقرير مفصّل استعرض تاريخه ونشأته وانجازاته مع المنتخبات الوطنية والاندية المحلية.
وقال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على الموقع الرسمي إنه عندما نذكر كرة القدم العراقية فلا يمكن ان يمر اسم عمو بابا مرور الكرام، ذلك المدرب الذي صنع تاريخا كرويا زاهرا للعراق وقدم اضافة من نوع آخر للعبة التي ارتبط بها منذ نعومة أظفاره وحتى انفاسه الاخيرة.
وأضاف: ان عمو نويل بابا داود وهو الاسم الحقيقي للمدرب العراقي الشهير عمو بابا، وهو من نسلط عليه الضوء في هذا التقرير الخاص ضمن سلسلة التقارير الخاصة التي نسلط فيها الضوء على مسيرة أبرز الرياضيين في منطقة غرب القارة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وتابع: ولد عمو بابا في العاصمة العراقية يوم السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1934 وبرغم ان بدايته في عالم الرياضة كانت من خلال ألعاب القوى التي عرف من خلالها معنى تحقيق الالقاب بتتويجه بطلا للعراق في سباق 400 متر ليساهم ذلك كثيرا في صناعة عقلية رياضية لا تعرف سوى البطولات طموحا لها وعلى الرغم من ان مسيرته الكروية كلاعب لم تحظ بالانجازات الكبيرة الا انه كتب التاريخ على طريقته الخاصة عندما سجل أول اهداف المنتخب الوطني العراقي على الصعيد الدولي وكان ذلك في شباك المنتخب المغربي لكرة القدم خلال دورة الالعاب الرياضية العربية التي جرت عام 1957 في العاصمة اللبنانية بيروت.
ولفت الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الى انه يحسب لعمو بابا كلاعب انه اول من يسجل هدفا للمنتخب الاولمبي العراقي وكان ذلك في شباك منتخب لبنان الاولمبي ضمن التصفيات المؤهلة لدورة الالعاب الاولمبية عام 1960 في روما لتجبره الاصابة على ترك ميادين كرة القدم عام 1966 بعد ان مثل خلال مسيرته صفوف فريقي القوة الجوية وأمانة بغداد وظل مخلصا لمعشوقته كرة القدم وانتقل بعدها مباشرة الى عالم التدريب الذي صال وجال به من خلال الكثير من الانجازات التي حققها مثل لقب بطولة العالم مع المنتخب العسكري عام 1979 وقيادته المنتخب الاولمبي لكرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية ثلاث مرات اعوام 1980 بموسكو و1984 بلوس أنجلوس و1988 في سيئول وفوزه بذهبية دورة الالعاب الآسيوية عام 1982 بالهند . وأوضح ان الهيمنة الكويتية ظلت على القاب بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم منذ لحظة تأسيسها عام 1970 بالعاصمة البحرينية المنامة ولأربع نسخ متتالية حتى جاء عمو بابا وقاد المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم لكسر الاحتكار الكويتي محرزا اللقب الاول في النسخة الخامسة التي ضيفتها العاصمة العراقية بغداد عام 1979 لتبدأ مسيرة ناصعة للمدرب مع ذلك الحدث الكروي في المنطقة الخليجية وأعاد المنتخب الكويتي صاحب الرقم القياسي بعد الالقاب الكأس الى خزائنه في النسخة السادسة عام 1982 لكن شيخ المدربين العراقيين قاد كتيبة أسود الرافدين للفوز مرة ثانية في النسخة السابعة التي جرت بالعاصمة العُمانية مسقط عام 1984 واستمرت لعبة الكراسي الموسيقية بين الكويت والعراق على لقب كأس الخليج ونجح الازرق بالفوز في النسخة الثامنة ليقود عمو بابا بلاده الى اللقب الثالث في تاريخه خلال النسخة التاسعة التي اقيمت بالعاصمة السعودية الرياض عام 1988 لينفرد بالرقم القياسي كأكثر المدربين تحقيقا للألقاب في تاريخ البطولة حيث ظل رقمه صامدا حتى الآن.
وأشار الى ان صائد البطولات قاد في عام 1988 المنتخب الوطني العراقي للفوز ببطولة كأس العرب التي جرت في العاصمة الاردنية عمان كما نجح في قيادة العديد من الاندية الكبار في الدوري العراقي لتحقيق انجازات محلية وهي الزوراء والقوة الجوية والطلبة ويعود الفضل الى عمو بابا في اكتشاف الكثير من المواهب الكروية التي باتت اسماء لامعة وأساطير للعبة كرة القدم امثال فلاح حسن وحسين سعيد واحمد راضي وعدنان درجال وناظم شاكر وراضي شنيشل وسعد قيس وليث حسين وحبيب جعفر وعماد هاشم وغيرهم العديد من النجوم الذين سطروا ذكريات تاريخية كروية للعراق في فترة الثمانينيات التي شهدت التأهل الاول والاخير للمنتخب الوطني الى كأس العالم لكرة القدم عام 1986 بالمكسيك وكانت له لمسة مؤقتة في مشواره بالتصفيات.
وبيّن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في نهاية تقريره ان شمس ايقونة التدريب العراقية غابت يوم السابع والعشرين من أيار عام 2009 في احدى المستشفيات العراقية ودفن في قبر صمم خصيصا له بناء على وصيته بالقرب من ملعب الشعب الدولي بالعاصمة بغداد الذي كان شاهد عيان على مسيرة مميزة لأبرز المدربين في منطقة غرب آسيا.
اترك تعليقك