رأيك وأنت حر: رجل الإصلاح الرياضي

ممتاز توماس 2020/05/28 08:31:58 م

رأيك وأنت حر: رجل الإصلاح الرياضي

 ممتاز توماس

تعقيبًا على الحوار الشامل والمهم الذي أجراه الصحفي إياد الصالحي مع الخبير الدكتور باسل عبد المهدي بجزأيه الثلاثاء والأربعاء الماضيين، أرى من الانصاف القول إن ما جاء في المقابلة الصريحة يعبّر عن قراءة تفاؤلية للمرحلة المقبلة للرياضة إذا ما تعاون الجميع مع نهج الرجل الإصلاحي.

لا نجامل هنا، أو نكيل المديح في شخصية الدكتور باسل، فالرجل يبقى علمًا بين أعلام العراق في جميع التخصّصات، وشخصية رياضية إدارية، أكاديمية وتنظيمية وقانونية وعلمية وعقلانية موزونة، يشهد له القاصي والداني، فقد تميّز طوال السنين الماضية برسم خارطة الرياضة العراقية، وكان مميّزًا سواء من ناحية الارشاد والنصح والتوجيهات والاصلاح أو من خلال كفاءته وموقعه العلمي، إن كان صاحب منصب ومكلّف رسميًا من الدولة أم لا.

شهد الدكتور الكثير من الانتهاكات والممارسات السلبية والمخالفات والتحايل على القوانين والقيم والمبادئ الرياضية، ولكن كان بخيلًا في تدخّله ولم يصدح صوته في فضح المتآمرين والمتلاعبين والفضائيين ومن على شاكلتهم، وفضّل الصمت والسكوت عملًا بالمثل (أبعدْ عن الشرّ وغنّي له) وعذرًا لصراحتي ورأيي، لأنه كان ولم يزل الصوت المسموع والمستجيب ونقول له (كلامك أوامر) لما تتمتّع به من صفات ومميّزات وشخصية يفتقدها عالمنا الرياضي العراقي السابق والحالي.

يمتلك دكتور باسل كل اسلحة إصلاح منظومتنا الرياضية، ولا يحتاج لأمر رسمي للمباشرة بذلك ومعه اجتثاث الفساد المستشري في مرافق الرياضة، كما أنّ طول فترة ابتعاده الإعلامي استغلّه البعض للتمادي في كل ما هو فاسد وعشوائي وتبذير وسرقة المال العام (مال الشعب والدولة) وغير أخلاقي أمام مرأى ومسمع الجميع.

لم تشهد الرياضة العراقية منذ تأسيسها مثل الفساد وشراء المناصب وبيع الذمم وغيرها التي طالت الجميع لدرجة التلاعب التي انحرفت ٣٦٠ درجة، واسبابها تترّكز في انظمة عديمة المهنية، وغياب التعامل بمبدأ الثواب والعقاب، وعدم مراقبة المال العام، وعدم الالتزام بمبادئ المحاسبة والمتابعة والمراقبة والمجاملات واشتراك الجميع ولو بدرجات متفاوتة في زيادة ومضاعفة الخلل والنكسة والكارثة حتى يومنا هذا .

يستطيع الدكتور باسل مع المخلصين الآخرين ممّن يساندوه ويدعموه على طول الخط أن يوصل رسالته المدوّية والمصدّعة والمؤثرة لتحريك الموقف وإحداث زلزال وثورة وانتفاضة على الواقع المرير والمخزي لرياضتنا. للعلم نحتاج فقط تطبيق القوانين واللوائح الانسانية والأخلاقية بعيدًا عن المحاصصة والتكتّلات وتدخّلات الدخلاء من المدعومين بشتّى الطرق .

نعم إن الخلل كبير ومعقّد ومتشعّب ومتأصّل في مجتمعنا، ولكن وجود القائد والبطل المحنّك والمشهود بكفاءته ونزاهته واتساع ذهنيته وعلميته وتقييمه الأمور ووجود شريحة كبيرة من خبرائنا وابطالنا والشارع الرياضي تضع ثقتها ورهانها عليه بالإصلاح واستئصال كل الامراض المزمنة، وهذه الصفات متوافرة في الدكتور.

نعم رياضتنا اصبحت فاسدة بفعل فاعل مستبد ومستفيد لا يهمّه عقاب المجتمع والدولة، ومتستّر على مصلحة يسكت بثمن، ومسؤول مالية يشارك في الخطر ويتمادى ويستمر فيه والسبب غياب المحاسبة والمراقبة.

إن كل ذلك ممكن السيطرة عليه إذا كانت هناك ضمائر وقيم وعدالة وسيطرة على المال العام ومراقبة الصرّفيات، ومع ذلك لم يتحقّق أي إنجاز مميّز ولا تطوّر أو غيره، الكل بعد الفشل كان يتشبّث بالمال والأعذار والظروف، إنها اسطوانة اصبحت مشروخة ومعروفة للجميع .

إن العملية معقّدة وتحتاج الى الخيّرين والمخلصين والأمناء والشرفاء ليساندوا الدكتور ولا يخذلوه، بل سيدعمون كل اصلاحاته وارشاداته على طول الخط، ونتمنّى له التوفيق في مسعاه الوطني والأخلاقي والانساني والرياضي، لقد طفح الكيل وجاء وقت التغيير والاصلاح .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top