ناشطون يسخرون من تفاعل مسؤولين عراقيين  مع تظاهرات أميركا

ناشطون يسخرون من تفاعل مسؤولين عراقيين مع تظاهرات أميركا

 بغداد / المدى

سخر عراقيون من مطالب سياسيين في الداخل، الولايات المتحدة بـ"حصر السلاح" بيد الدولة وانتقاد العنف ضد متظاهرين في احتجاجات بمدينة في غربي اميركا على خلفية جريمة عنصرية للشرطة البيض ضد مواطن أسود، في وقت استمرت فيه عمليات خطف ناشطي الاحتجاجات في البلاد، وتهديد ذوي ضحايا تظاهرات تشرين.

فيما منح محتجون في جنوبي العراق، مهلة جديدة للحكومة لتقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين الى القضاء قبل العودة لتصعيد الاحتجاجات.

ونشر عراقيون حسابا على (توتير) منسوبا للقيادي في الحشد الشعبي، ريان الكلداني النائب عن تحالف الفتح (المظلة السياسية للحشد) يطالب فيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بـ"حصر السلاح" بيد الدولة.

وقال الكلداني: على ترامب "احترام ارادة الشعب الامريكي ومنع مليشياته من استهداف المدنيين الامريكيين".

وخرجت تظاهرات في عدة مدن أمريكية احتجاجا على وفاة جورج فلويد، وهو أمريكي من أصول أفريقية، على يد شرطي ابيض في مدينة مينيابوليس غربي الولايات المتحدة.

وقالت تقارير اميركية إن البيت الأبيض خضع لإجراءات غلق بعد تجمع عدد من المتظاهرين حوله.

كذلك علق مدونون على تغريدة لصباح طلوبي، وهو نائب عن سائرون نشر خلالها مقاطع لاعمال العنف في الولايات المتحدة في حسابه على "توتير" وعلق قائلا "الشعب يطالب بالحرية". 

ودعا طلوبي في تغريدة اخرى، الرئيس الامريكي الى "الاستقالة فورا باعتباره المسؤول عن اعمال العنف اسوة بعادل عبد المهدي" رئيس الوزراء السابق.

وقررت مدينة مينيابوليس الاميركية فرض حظر للتجوال من المفترض ان يستمر ليومين، على الرغم من القاء القبض على الشرطي القاتل بعد ساعات من الحادث.

وسخر ناشطون من بيان النائب عن حركة صادقون، الجناح السياسي لعصائب اهل الحق، حسن السالم، الذي كان قبل اشهر قد اتهم المحتجين في العراق بانهم عملاء لـ"اسرائيل". وقال في مقاطع فيديو آنذاك، بانهم (المتظاهرين) تدربوا في تل ابيب!.

وقال السالم في بيان نقلته عدة وسائل اعلام إنه "على الامم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان التدخل لوقف هذه المجازر التي ترتكبها القوات الاميركية ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم من خلال نبذ التمييز العنصري ضد الجنس الاسود في الولايات المتحدة الاميركية".

كما خاطب النائب وزير الخارجية الامريكي مايكل بومبيو، بالقول "اين حقوق الانسان يابومبيو وهل ديمقراطيتكم تتيح لكم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين؟".

وقارن مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، بين سرعة اعتقال المتسبب بالاعتداء على مواطن في الولايات المتحدة، وما يجري في العراق من مطالبات منذ 7 اشهر لمحاسبة قتلة المحتجين.

اختطاف ناشط 

كما تحدث ناشطون عن عدم قتل الشرطة للمتظاهرين رغم عمليات العنف والحرائق، فيما قال الناشط مهند البغدادي لـ(المدى) انه "منذ يومين اختفى محمد موديل وهو احد النشاطين في التظاهرات".

واكد البغدادي ان الناشط المختفي وهو محمد سلمان، لا يعرف عنه أي معلومات حتى الان، فيما يرجح ناشطون وجهات حقوقية وجود 60 آخرين من المتظاهرين في عداد المفقودين.

وكان المتحدث العسكري باسم الحكومة يحيى رسول، قال في وقت سابق لـ(المدى) ان لجنة الكشف عن احداث تشرين، ستحتاج الى وقت اطول.

وقرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تشكيل لجنتين لتقصي حقائق ماجرى في التظاهرات، والكشف عن السجون السرية.

وتدفق خلال عطلة العيد، عشرات الاهالي منذ ذوي ضحايا التظاهرات، الى المقابر في النجف، وجددوا مطالبهم بالكشف عن الجناة.

وتصدر "هاشتاك"، "عيديتنا محاسبة القتلة"، مواقع التواصل الاجتماعي. واستذكر عراقيون الضحايا بالصور ومقاطع الفيديو.

وتضمنت التغريدات مقطعًا مصورًا لحشود تهتف بأهازيج حزينة تنعى ضحايا الاحتجاجات، حيث قال ناشطون إنهم من أسر المتظاهرين الذين سقطوا في مدينة الناصرية.

تهديدات.. وعودة "ثأر الله"

واستمرت بالمقابل التهديدات ضد "ام مهند"، والدة احد ضحايا تظاهرات تشرين في النجف، بعد اتهامات طالتها بالإساءة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وظهر رجال ونساء في مقاطع فيديو وهم يتوعدون والدة الضحية، بالقتل بينهم نساء اخفين وجوههن.

وكانت "ام مهند" قد طالبت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالكشف عن المسؤولين عن قتله ابنها وباقي المتظاهرين.

الى ذلك شعر محتجون في البصرة بإحباط شديد، عقب عودة "ثأر الله"، الحزب السياسي في البصرة والمتهم بقتل محتجين، الى مقره في المدينة بعد ايام من اغلاقه من قبل الشرطة.

واعلن الأمين العام لحزب ثأر الله الإسلامي يوسف الموسوي، الخميس الماضي، استعادة مقره الحزبي من القوات الأمنية.

وقال الموسوي إنه "يتوجه بالشكر والتقدير لرئيس الوزراء المحترم السيد الكاظمي وإلى محافظ البصرة وإلى السيدين قائد عمليات البصرة ومدير شرطة البصرة وإلى كافة القوات الأمنية في المحافظة الذين كان لهم دور كبير في إحقاق الحق ووضع الأمور في نصابها الصحيح".

وأشار إلى أن "حزب ثأر الله الإسلامي كان ولا يزال يؤكد بأنه جزء من الدولة العراقية ولن يخرج عن هذا الإطار بكل الأحوال وإن حاول البعض جره إلى ذلك أو كما تريد أن تصوره الماكنة الإعلامية المعادية للعراق والعراقيين".

وكانت القوات الأمنية العراقية، قد أعلنت، الاثنين 11 أيار الحالي، اعتقال خمسة مسلحين على الأقل تابعين لحزب ثأر الله، بعدما قتلوا شخصًا واصابوا 5 آخرين بإطلاق النار على متظاهرين أمام مقرهم في مدينة البصرة بجنوبي العراق.

وبعيد ساعات، اقتحمت قوة أمنية مقر الحركة الذي يقع على بعد كيلومتر واحد من ساحة الاحتجاجات الرئيسة في البصرة.

البصرة تصعد 

الى ذلك قال احمد المالكي، ناشط بصري لـ(المدى) ان "محتجين في المدينة علقوا صورا لثلاثة مسؤولين في البصرة، مطالبين باقالتهم على خلفية قتل المتظاهرين".

ودعا محتجون في البصرة الجمعة الماضية، رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الى اقالة قائد الشرطة رشيد فليح، وعلي المشاري قائد قوات الصدمة، بالاضافة الى المحافظ اسعد العيداني.

واكد المالكي ان "المتظاهرين منحوا الحكومة اسبوعين لكشف التحقيقات عن قتلة المحتجين والا سيقومون بإجراءات تصعيدية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top