بغداد / المدى
وصف النائب عن تحالف سائرون جمال فاخر، أمس الأحد، مجلس النواب بأنه "ميت سريريًا"، محملًا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مسؤولية ذلك، فيما دعا رئيسي الجمهورية والوزراء إلى الإسراع بإجراء الانتخابات المبكرة.
وأضاف فاخر إن "رئيس البرلمان يتحمل المسؤولية بشكل كامل عن تعطيل عمل مجلس النواب وجعله ميت سريريا".
وأشار النائب عن تحالف سائرون إلى أن "تعطيل عمل المجلس يعتبر مخالفة قانونية وشرعية وأخلاقية ونكثا بالقسم الذي قسمناه أمام الله والشعب بأن نكون عينا ساهرة لحماية الشعب العراقي وأرضه وسمائه وأن نؤدي واجباتنا بإخلاص".
وتابع فاخر، أن "العراق يمر بأزمات أمنية واقتصادية وصحية، بحاجة إلى عمل مستمر ومكثف لإيجاد حلول لتلك الأزمات"، مطالبًا "الكتل السياسية المشتركة بالعملية السياسية أن تدلو بدلوها في هذه المهزلة".
ودعا فاخر، رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى "الاستعجال بالانتخابات المبكرة، لأن العملية السياسية الحالية غير قادرة على بناء دولة مؤسسات وتحقيق الرفاه للشعب العراقي".
ويحاول تحالف سائرون الذي يتزعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منذ شهر الاطاحة برئيس البرلمان، لكنه لم يحرز تقدما يذكر، فيما يقول مراقبون ان مباغتة القوى السياسية من قبل سائرون بطلب "حل البرلمان" هدفه قبول الكتل بحلول اقل وطأة وهي استبدال الحلبوسي ومنح البرلمان ثقته لحكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، بعد التصويت على أغلب الوزراء المرشحين للحقائب الوزارية. وبدأت كتلة سائرون بمساندة من كتل اخرى، اجراءات إقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي متهمة إياه بالانحياز وعدم تمكنه من ادارة جلسات مجلس النواب بشكل مناسب بعد ايام من تمرير حكومة الكاظمي.
وجمعت تواقيع اكثر من 130 نائبا لاقالته، وبمساعدة كتل سنية معارضة لرئيس البرلمان توصلوا الى تقديم ثلاثة مرشحين لخلافة الحلبوسي لكن كل هذه الاتفاقات بقيت في الغرف المظلمة. بالمقابل يرى فريق الحلبوسي ان هذا التحرك محاولة للحصول على المزيد من المكاسب السياسية في حكومة مصطفى الكاظمي عبر الضغط على رئاسة البرلمان.
واختار مجلس النواب، محمد الحلبوسي رئيسا له في ايلول 2018 وهو مرشح تحالف البناء الذي ضم كتلة الفتح وائتلاف دولة القانون وكتل سنية متعددة في جلسة ماراثونية تنافس معه فيها عدد من المرشحين على المنصب منهم أسامة النجيفي وخالد العبيدي.
وكشف النائب المستقل باسم خشان، امس الأحد، عن وجود إجماع سياسي شيعي سني على إقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، فيما بين أن إقالة الحلبوسي ستتم قبل تمرير الوزارات المتبقية لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
خشان، وهو نائب لم يحضر جلسات البرلمان بسبب فيتو من رئاسة البرلمان يمنع اداءه اليمين بديلا عن احد اعضاء تحالف سائرون الذي حصل على مقعده بسبب خطأ في اجراءات الفرز.
ويضيف أن "الحلبوسي اختطف مجلس النواب عبر تفرده بالقرار البرلماني مما دفع الكتل السياسية للاتفاق على إقالته من رئاسة المجلس"، لافتا إلى أن "القوى الشيعية والسنية متفقة على إقالة الحلبوسي".
ويشير الى أن "الحلبوسي تصرف بصبيانية بادراة المجلس، فضلا عن تحمله مسؤولية تعطيل البرلمان لعدة أشهر دون اي مبرر قانوني"، مبينا أن "إقالة الحلبوسي ستتم قبل تمرير الوزارات المتبقية لحكومة الكاظمي".
بدوره، قال حسن الجحيشي، النائب عن كتلة تحالف سائرون في تصريح لـ(المدى) قبل ايام، ان "الأسباب التي دفعت كتلته وأطرافا سياسية أخرى إلى تبني موضوع إقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من منصبه تعود إلى الإشكالات والملاحظات المؤشرة على أداء الحلبوسي، منها انحيازه لمكونات سياسية معينة على حساب كتل أخرى، وعدم محاسبته للفاسدين ولقتلة المتظاهرين وتعطيله جلسات مجلس النواب". ويؤكد الجحيشي أن "الحلبوسي لم يكن متعاونا مع الجهات السياسية في تفعيل ملفات الاستضافة والاستجوابات لعدد من الوزراء، بل عطل وأخر جميع هذه الملفات"، لافتا إلى أن "التقصير في الأداء افرز عن وجود توجه برلماني للإطاحة بالحلبوسي".
في المقابل، قال المحلل السياسي علي المعموري إن "كتلة سائرون على وجه الخصوص نموذج بارز لهذا النوع من الابتزاز السياسي، حيث تتبع الكتلة الزعيم الصدر، وهو الذي تحالف مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ومن ثم انقلب عليه وتحالف مع رئيس الوزراء التالي حيدر العبادي ومن ثم سحب دعمه عنه ليفشل في الوصول إلى دورة ثانية، ومن ثم دعم رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي قبل أن يسحب دعمه ليضطر إلى الاستقالة".