وزير الخارجية السابق: المباشرة بالحوار الستراتيجي مهم وفي الوقت الصحيح

وزير الخارجية السابق: المباشرة بالحوار الستراتيجي مهم وفي الوقت الصحيح

 ترجمة / حامد أحمد

حتى مساء يوم أمس لم تعقد جلسات الحوار الستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق التي كان من المقرر ان تستمر يومين (امس) الاربعاء واليوم الخميس. فيما تشير معلومات الى ان الطرفين اتفقا على اختصار الجلسات بواحدة تعقد اليوم.

وقال وزير الخارجية السابق محمد علي الحكيم ان الحدث مهم وخطوة مخطط لها منذ مدة طويلة ضمن العلاقات الثنائية المتواصلة بين بغداد وواشنطن، مشيرا الى انه على الولايات المتحدة ان تتعامل مع العراق كدولة مستقلة ذات سيادة وليست تابعة لايران .

وفي لقاء له مع المجلس الاطلسي للبحوث الثلاثاء قال الحكيم ان الحوار سيشمل مستقبل التواجد العسكري الاميركي في العراق، فضلا عن جوانب اخرى من العلاقة غير الامنية تتضمن قطاع التعليم والطاقة والتجارة والاستثمار الخارجي .

وقال الحكيم: "وسائل الاعلام تشير الى الحدث على انه مفاوضات، ولكننا في الواقع لا نتفاوض على شيء، انها اتفاقية تم توقيعها بين الجانبين سابقا. الشيء الوحيد الذي سنقوم بفعله هو فرز ما بين الغث والسمين من هذه الاتفاقية ومناقشة ما وقعنا عليه في العام 2008 وتسويته و نمضي قدما ."

واشار الحكيم الى انه بسبب تفشي فايروس وباء كورونا فان المباحثات ستعقد عبر شبكة الانترنيت الافتراضية، بعيدا عما تم الترتيب لها كجلسات متعاقبة بين واشنطن وبغداد كل ستة أشهر .

واضاف الحكيم قائلا "الشروع بالحوار مهم جدا. فريقنا اعد ورقة عمل للنقاش وسينقسم على قطاعات. كل فريق يتناقش على انفراد ."

وقال الحكيم ايضا ان على الولايات المتحدة ان تنظر الى العراق كدولة مستقلة وليست تابعة لايران، العراق بلد ذو سيادة ولا يريد ان ينظر اليه من قبل حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة كبلد مرتبط بايران .

ومضى بقوله "حاولنا ان نُفهم الولايات المتحدة بان العراق ليس بلدا مرتبطا بايران، والا فان هذه الوصمة ستبقى ملصقة بالعراق، نريد من واشنطن ان تفهم بان العراق يريد أن يتميز بالعلاقة التي يرسمها هو مع الولايات المتحدة وليس عبر ايران ."

ويتزامن هذا الحوار مع وقت عصيب بالنسبة للعراق وهو يواجه ثلاثة تحديات متمثلة بانهيار اسعار النفط وتزايد معدل الاصابات بفايروس كورونا وتكرار هجمات من قبل فصائل مسلحة مقربة من ايران تستهدف قوات اميركية متمركزة في البلد .

وتوقع البنك الدولي ان يؤدي تأثير تدني الطلب على النفط، الذي يعتبر السلعة الوحيدة التي يصدرها العراق للحصول على عملة صعبة لميزانيته، الى انكماش اقتصاده هذا العام بنسبة 9.7 % وهو ادنى هبوط له منذ عام 2003 .

وقال الحكيم بخصوص اتفاقية اطار العمل الستراتيجي، صوفا، الموقعة مع الولايات المتحدة عام 2008: "الحوار بيننا وبين الولايات المتحدة لم يتوقف ابدا. كنا في حوار شامل ومستمر، خصوصا ما كان يتعلق بتنفيذ شروط معينة من الاتفاقية. أين سيكون توجهنا الان من هذه الاتفاقية؟ هل علينا ان نستمر بنفس الطريق؟ هذا ما سيجاب عليه خلال العشر دقائق او الربع ساعة الاولى من الحوار الذي سيكون حيويا في تحديد موقف الطرفين وكيفية مواصلة المناقشات ". واشار الحكيم الى ان الفريق العراقي "سيطرح على طاولة الحوار مقترحات راسخة، سنصغي الى الاميركان لنرى مقترحاتهم. الحصيلة النهائية ستكون بمثابة بيان يرسم خارطة طريق واضحة نتوجه بها للامام."

واضاف الحكيم قائلا "الأمن مهم، ولكن الجانب المالي والصحي مهمان ايضا. هذه الامور هي جزء من بنود اتفاقية اطار العمل الستراتيجي SFA والتي تقوم بموجبها الولايات المتحدة ودول اخرى بمساعدتنا، فضلا عن صندوق النقد الدولي. نحن نحتاج الى مساعدة تتعلق بقضايا انسانية، هذه امور ليست مخفية وهذه الاموال تعين العراقيين ."

وفي رده على سؤال فيما اذا كان الوقت مناسبا لعقد حوار ستراتيجي مع واشنطن الان أو مبرر له آخذين بنظر الاعتبار الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني وتعهد الكاظمي بتنظيم انتخابات مبكرة في العراق. اجاب الحكيم "الحوار مناسب وفي الوقت الصحيح ايضا. لا اعتقد ان تكون الانتخابات في كل من الولايات المتحدة او العراق مبررا لوقف هذا الحوار. انه أمر صحي ان نطرح كل هذه القضايا على طاولة الحوار لنحدد ما ينبغي علينا فعله في المرحلة القادمة ."

عن: المجلس الأطلسي وموقع ذي ناشنال

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top