واشنطن تعرض  مساعدة شاملة  مقابل التزام بغداد بتحجيم الفصائل المسلحة

واشنطن تعرض مساعدة شاملة مقابل التزام بغداد بتحجيم الفصائل المسلحة

ترجمة / حامد احمد

كشفت مصادر مطلعة في بغداد ان الحكومة تلقت اشارات من واشنطن خلال الجولة الاولى من مباحثات الحوار الستراتيجي بانها مستعدة لدعم حملة تنموية شاملة في العراق مقابل التعاون في كبح نفوذ فصائل مسلحة موالية لايران داخل العراق.

المصادر لم تستبعد احتمالية استغلال واشنطن لحاجة العراق الماسة الى الدعم الخارجي، لتجاوز ازمة مالية تواجهه وتهدده باشعال فتيل دورة ثانية من عدم الاستقرار المجتمعي، وذلك بالضغط على بغداد في متابعة هذا الامر. قالت المصادر ان الولايات المتحدة، التي ترى في تنصيب مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء خطوة في الاتجاه الصحيح، تسعى الى زيادة دعمها للعراق، ولكنها تخشى من ان يذهب هذا الدعم الى الايادي الخطأ. ورغم تفاؤل مسؤولين في الحكومة العراقية بالجولة الاولى من المباحثات الاميركية العراقية، فان مراقبين يحذرون من ان واشنطن قد تبقى على خيار فرض عقوبات على بغداد اذا ما اقتنعت بانها غير جادة في سعيها للانفصال عن طهران.

الكاظمي قال ان حصيلة الحوار مع الولايات المتحدة ستعتمد بالتأكيد على رأي المرجعية والبرلمان وكذلك احتياجات ومصالح الدولة. وأكد ان المباحثات تجري وفقا لاسس المصالح المشتركة وستغطي قضايا متعددة بضمنها القضايا المتعلقة بالجوانب الامنية والثقافية والتجارية.

مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون السياسية، هشام داوود، قال انه من الخطأ اعتبار الولايات المتحدة مصدرا للسلاح فقط، ولكن الحوار سيشمل مناقشة مجالات تعاون اخرى في قطاع الاقتصاد والثقافة والزراعة فضلا عن الملفات الامنية والعسكرية. وقال داوود ان انطلاق المباحثات هو مجرد بداية وستتبعها مراحل قادمة لحين الوصول الى اعلى المستويات. من جانب آخر أكد وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، اهمية الحوار الستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، مشيرا الى ان الفريق الاميركي الذي يترأسه مساعد الوزارة للشؤون السياسية ديفد هيل، يشمل ممثلين عن وزارات الدفاع والطاقة والمالية ووكالات اخرى. واضاف بومبيو قائلا "مع تسبب وباء فايروس كورونا بهبوط اسعار النفط وتهديده بانهيار الاقتصاد العراقي، فانه من المهم ان تعمل حكومتينا سوية لايقاف أي تراجع للمكتسبات التي حققناها في جهودنا لهزيمة داعش وتحقيق الاستقرار في البلاد. جميع القضايا الستراتيجية بين بلدينا ستكون مطروحة في ورقة اعمال الاجتماع بضمنها مستقبل تواجد القوات الاميركية في البلاد، وما هي السبل الافضل لدعم عراق مستقل ذو سيادة". طهران من جانبها تخشى ان اي تقارب مع واشنطن من شأنه ان يكسب العراق استقلالا سياسيا اكبر وقد يقف ضد فصائل مسلحة موالية لايران موجودة في البلاد. واتهمت حركة كتائب حزب الله، السبت، الولايات المتحدة الأميركية بـ"نقض العهود والمواثيق". وهددت بطرد قواتها من العراق، في تعليق على نتائج الجولة الأولى من "الحوار الستراتيجي". وذكرت الحركة في بيان أن "الولايات المتحدة الأمريكية لَمْ تُبادرْ لإجراءِ مَا يُسَمى بِالحوارِ الستراتِيجيّ إلا بَعد إدراكِها أنَّ وجودَها لَمْ يَعُد مُرحبًا بِهِ فِي العِراق، لاسِيما بَعدَ قرارِ مَجلِسِ النّوابِ الذي ألزَمَ الحُكومةَ بإخراجِ القُواتِ الأجنَبيّةِ مِنْ البِلادِ، وَالّذي تَمَ تأييدُهُ مِنْ الشَّعبِ". وأضاف البيان، "َكانَ العِراقيّونَ يَنتَظرونَ مِنْ المَعنيينَ تَنفيذَ قَرارِ إجلاءِ القُواتِ بِمُدةٍ مُحدَدَةٍ، وَلَمْ يَتوقَعوا الرّضوخَ لِرَغباتِ الإدارةِ الأمريكيّةِ الإجراميّةِ بِإجراءِ مَا يُسَمى الحِوار الستِراتِيجيّ وِفقَ تَوقيتاتٍ وَآلياتٍ وَشروطٍ وُضِعَتْ وفُرضِتْ تَحتَ وَقعِ التَّهدِيدِ، وَمَا قَبُولُها إلا إصرارٌ عَلَى الاستِمرارِ فِي هَتكِ السِّيادَةِ العِراقيّةِ وَالخُنوعِ لإرادَةِ العَدوِ".

وتابع البيان، "إنَّ أمريكا ذَاتَ التّاريخِ الإجرامِيِّ الأسوَد مَعروفَةٌ بِنَقضِها للمُعاهداتِ وَالمَواثِيق وَهيَ لَيستْ أهلاً لِلثِقةِ مُطلَقًا، وَلِذا؛ عَليها أنْ تُدركَ جَيدا أنَّها إذا حاوَلتْ الالتِفَافَ عَلَى قرارِ البَرلمانِ العِراقيّ فِإنَّ ذَلكَ سَيُكلفَها الكَثير".

وشدد البيان بالقول، "َلِيتيقنَ الّذينَ يَسعونَ لإبقاءِ قُوّاتِ الاحتِلالِ فِي البِلادِ أنَّهم لَنْ يَستَطيعوا حِمايَةَ وجودِها غَيرِ الشَّرعيّ مِنْ غَضبِ العِراقييّنَ بِكُلِ أطيافِهِم، الّذينَ سَيَعمَلونَ بِكُلِ إمكاناتِهِم لِحِفظِ السِّيادَةِ وَطردِ المُحتَلِ". وختم بالقول، "لَقَد تَوَحدتْ كَلِمَةُ العِراقيِّينَ جَميعًا فِي مُواجَهةِ عِصاباتِ دَاعِش، وَسَتكونُ وِحدَتُهُم عِنوانَ صَولَتِهم القادِمَةِ لإخراجِ قُوّاتِ الاحتِلالِ، وَتَطهيرِ أرْضِ المُقَدسَاتِ مِنْ رِجسِها".

من جانب آخر اعلن الجيش، سقوط صاروخي كاتيوشا مساء السبت على قاعدة عسكرية عراقية شمال بغداد تتردد اليها القوات الاميركية دون ان يسببا خسائر، وهو الهجوم الثالث من هذا النوع خلال هذا الشهر ويأتي بعد ايام من انطلاق المباحثات الستراتيجية بين واشنطن وبغداد. واستنادا الى بيان للجيش فان صواريخ كاتيوشا سقطت على معسكر التاجي مسببة اضرارا طفيفة دون وقوع اصابات. وخلال شهر آذار قتل جنديان اميركيان وبريطاني عقب هجوم بصواريخ على معسكر التاجي الذي كان يستخدم كقاعدة للتدريب على مدى عدة سنوات. مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفد شينكر، قال في تعليقات له لصحفيين في واشنطن عقب انطلاق جلسة المباحثات ان العراق قد تعهد ان يمضي قدما في التزاماته فيما يتعلق بهجمات الفصائل المسلحة التي تستهدف التواجد الاميركي. يبدو ان هجوم السبت جاء كاختبار لهذا الالتزام. وجاء في بيان صدر عن قيادة العمليات المشتركة في العراق عقب الهجوم بانه تم اعطاء أوامر باجراء تحقيق "للكشف عن هذه العناصر التي تسعى، رغم تحذيراتنا لها، لإضعاف العراق".

وكان صاروخ آخر قد سقط الاربعاء قبل انطلاق الحوار بيوم على بعد عدة مئات من الامتار عن السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد.

عن: موقع أرب ويكلي البريطاني

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top