ترجمة / حامد احمد
تصاعد لهجمات في العراق تُنسب لمسلحي داعش منذ بداية هذا العام تثير مخاوف من ان التنظيم الارهابي يحاول تجميع صفوفه من جديد مشكلا تحديا امنيا للبلاد . مطلع شهر أيار الماضي حرقت المئات من دونمات محاصيل الحنطة والشعير في محافظة كركوك. تنظيم داعش تبنى مسؤولية قسم من هذه الحرائق، وخلال الفترة الزمنية نفسها، تعهد خلال شريط فيديو دعائي بتحرير اتباعه من معتقلات عراقية.
منذ عام 2017 استغل داعش ثغرات امنية في المناطق المتنازع عليها لترهيب وابتزاز السكان المحليين كما يشن هجمات كر وفر ضد قوات امنية.
واستنادا لأحدث تقرير للمفتش العام في البنتاغون والذي يغطي الفترة ما بين 1 كانون الثاني الى 31 آذار فانه حذر من ان تنظيم داعش يحاول تجميع صفوفه في منطقة مخمور شمالي العراق. ووفقا للتقرير فان تنظيم داعش يحاول ايضا اثبات وجوده في مناطق شمال غربي العراق. وفي 17 أيار انطلق الجيش العراقي بحملة عسكرية لطرد داعش من مخابئه وملاحقته. ويقول مايكل نايتس، الخبير في الشؤون الامنية والعسكرية من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى لموقع أراب نيوز الاخباري: "داعش شكل تهديدا للعراق، بصيغه المختلفة، منذ عام 2003 ومن المتوقع ان يستمر تهديده للمستقبل المنظور. انه يتواجد الان ضمن خلايا نائمة في العراق".
نايتس وزميله أليكس الميدا، رئيس مستشاري الشؤون الامنية في معهد واشنطن، تحققا من وجود زيادة بهجمات مسلحي داعش في العراق خلال هذا العام بنسبة 13% عن هجمات العام الماضي، حيث وقع 566 هجوما على الاقل خلال الثلاثة اشهر الاولى من عام 2020، مقارنة بـ 1,669 هجوما خلال العام 2019 بأكمله . واستنادا الى الباحث نايتس، فان داعش يسعى لاستخدام ستراتيجيات استخدمها سابقا بضمنها كسر سجون وابتزاز مزارعين من خلال تهديدهم بحرق محاصيلهم. وحسب معدل الهجمات فانه رجع الى مستويات عام 2012 وثلث معدل هجمات عام 2013، مشيرا الى ان داعش لا يتواجد اليوم في مدن ولهذا لا تحصل الان هجمات تسبب خسائر جسيمة بين مدنيين. واضاف نايس قائلا "مع ذلك فان تنظيم داعش ما يزال يشكل تهديدا بعد نقل قوته من سوريا الى العراق منذ عام ونصف (...) التنظيم ما يزال ضعيفا جدا مقارنة بقوته عام 2017 أو 2013، ولكنه يتعافى بشكل بطيء." وقال نايتس انه اذا لم يكن هناك تعاون وتنسيق بين قوات اتحادية وقوات بيشمركة في مناطق متنازع عليها فان تنظيم داعش سيستغل هذه الثغرة ويكون قادرا على ان يسيطر على مناطق قروية وزراعية بوضح النهار وعلى اجزاء من بلدات خلال الليل .
من جانب آخر يعتقد المحلل توماس أبي –حنا، من مركز ستراتفورد الاميركي للدراسات الامنية والستراتيجية، بان داعش بعيد جدا الان عن ان يتمكن من السيطرة على مساحات ارضية واسعة كما فعل عام 2014، مشيرا الى ان انشطته الان تقارب المستوى الذي كان عليه للفترة ما بين 2011 و2012 .
وقال حنا ان هناك مناطق قروية وزراعية نائية لا تتواجد فيها قوات امنية ينشط فيها داعش ويتخذها ملاذات، مشيرا الى انه سيستمر بتشكيله تهديدات على مدى سنوات لكل من العراق وسوريا وذلك لانه ما يزال يمتلك آلافا من المسلحين ومئات الملايين من الدولارات كرصيد له . الخبير الامني، جويل وينغ، قال ان التصاعد بهجمات داعش بدأ في نيسان واستمرت لشهر أيار، وهذا يؤشر لأول مرة استمرار داعش بهجماته خلال شهرين متواصلين منذ شهري كانون الثاني وشباط عام 2019. وقال ان الاسبوع الثاني من شهر أيار شهد اغلب الهجمات التي لم يشهدها البلد منذ شهر تشرين الاول عام 2018، وهذا يدل على استرجاع نشاطه .
وقال وينغ انه منذ اعلان النصر على داعش في العراق في كانون الاول عام 2017 وبعد خمسة اشهر من طرد القوات العراقية للمسلحين من الموصل، بدأ التنظيم بالتركيز على اعادة ترتيب صفوفه، وبسبب ذلك شهد العراق ادنى عدد هجمات منذ بداية الحرب عام 2003.
عن: موقع أراب نيوز
اترك تعليقك