تركيا تشن هجوما بريا والحكومة صامتة!

تركيا تشن هجوما بريا والحكومة صامتة!

 بغداد/ المدى

عندما وصل وزيرا الدفاع والداخلية الى البصرة، كانت تركيا تشن "هجومًا بريًا" على شمالي البلاد. وعلى مدى اليومين الماضيين نفذت المقاتلات التركية هجمات صاروخية استهدفت جبل سنجار ومناطق اخرى في دهوك.

وتملك تركيا منذ 5 سنوات قاعدة عسكرية قرب الموصل، تضم مئات الجنود والآليات الثقيلة، ويعتقد بحسب مسؤولين، انها (القاعدة) قدمت معلومات استخبارية لأنقرة قبل شن الهجمات الاخيرة.

وترتبط تركيا مع العراق بحدود تصل الى 350 كم، ومنفذين رئيسيين هما فيشخابور وابراهيم الخليل، فيما اغلب الشريط الحدودي خالي من القوات العراقية، حيث يصبح التوغل التركي سهلا للغاية.

ودخلت امس الأربعاء، قوات خاصة تركية (كوماندو) إلى شمالي العراق في إطار عملية برية ضد حزب العمال الكردستاني بمؤازرة من سلاحي الجو والمدفعية، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع التركية.

وأرجعت وزارة الدفاع التركية العملية إلى "تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مراكز الشرطة والقواعد العسكرية التركية" الواقعة قرب الحدود العراقية. وقالت الوزارة في تغريدة على (تويتر) إن "عملية مخلب النمر بدأت. أبطالنا من القوات الخاصة موجودون في منطقة هفتانين" بدون تحديد عدد العسكريين الذي نشروا.

وعزت وزارة الدفاع التركية العملية إلى "تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مراكز الشرطة لدينا وقواعدنا العسكرية" الواقعة قرب الحدود العراقية. وأضافت أن نشر العسكريين سبقته عملية قصف مكثف بالمدفعية.

معسكر بعشيقة 

مصدر امني قريب من الحدود العراقية- التركية، قال لـ(المدى) ان "الهجوم البري كان متوقعا بعد الهجمات الصاروخية الاخيرة"، مؤكدا ان الغارات الاخيرة اوقعت 4 جرحى فقط، فيما دمرت عددا من النقاط العسكرية التابعة لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي).

ودخلت ليلة الاحد على الاثنين الماضية، نحو 20 طائرة من طراز "اف 16" تركية بعمق نحو 200 كم داخل الاراضي العراقية، وبحسب المصادر ان نحو 23 صاروخا سقط اغلبها على مخيمات للنازحين قرب سنجار ودهوك.

ويستبعد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، ان تتمكن تركيا من الدخول بريا الى سنجار، بسبب بعد المسافة. وترتبط تركيا باتفاقية قديمة تعود الى زمن نظام صدام، حيث يسمح لانقرة بالتوغل بمسافة نحو 30 كم داخل الاراضي العراقية، لملاحقة عناصر الـ(بي كي كي).

واستخدمت تركيا هذه الاتفاقية في 2015، حين توغلت الى قرب منطقة بعشيقة، شمال الموصل – رغم ان مسافة التوغل ابعد من حدود الاتفاقية- واقامت هناك قاعدة عسكرية بذريعة تدريب القوات العراقية ومحاربة "داعش"، على الرغم من نفي الحكومة علمها بدخول القوات حينها. ويقول المصدر ان "المعسكر يضم بين 500 الى 1000 جندي وكتيبة مدرعة"، مبينا ان "المعسكر يرفد القوات التركية بالمعلومات الاستخبارية لتنفيذ الهجمات داخل الاراضي العراقية".

جبل قنديل 

ويشير المصدر الى ان انقرة "تخطط لمهاجمة جبل قنديل التابع لمدينة دهوك، حيث يعتبر المعقل الرئيس لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا".

وقالت وكالات تركية امس، ان انقرة دمرت في الهجوم البري 150 هدفا تابعة لـ(بي كي كي)، بالمدفعية والراجمات في شمالي العراق، ضمن عملية "مخلب النمر".

وحتى نهار امس، لم يصدر من الحكومة العراقية أي تعليق على الهجوم، فيما نقلت الوكالة العراقية الرسمية، خبرا عن وصول وزيري الدفاع جمعة عناد والداخلية عثمان الغانمي الى البصرة لتفقد المنافذ الحدودية.

ويشير المصدر المطلع الى ان عناصر الحزب العمال الكردستاني يمثلون حكومة ثالثة في العراق – الى جانب الحكومة الاتحادية والاقليم- حيث يدير سلطته من جبل قنديل قرب الحدود مع تركيا.

ويؤكد المصدر، ان الـ(بي كي كي) يسيطر على 250 قرية في جبل قنديل، ويديرها بشكل مباشر بعيدا عن سلطتي الاقليم وبغداد.

ويقع "قنديل" في إقليم كردستان عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، وتمتد بعمق نحو 30 كيلومترًا داخل الأراضي التركية، وتبعد بنحو 150 كيلومترًا عن أربيل.

ويرتبط جبل قنديل بالنشاط العسكري لحزب العمال الكردستاني الذي يقع جلّ معسكراته ومراكز تدريبه هناك رغم أنها خارج الأراضي التركية. ولذلك فإنها طالما استهدفها الطيران الحربي التركي بالغارات، لكنه فشل في الحد من النشاط العسكري للحزب.

وقد أقام حزب العمال بُنية تحتية لمقاتليه في هذه الجبال الوعرة. ومع أنه ليس هناك إحصاء دقيق لعدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الجبل فإن التقديرات تشير إلى أن عددهم لا يتعدى الأربعة آلاف مقاتل.

ديار برواري، النائب عن دهوك في البرلمان الاتحادي، يقول لـ(المدى) ان "عناصر حزب العمال الكردستاني يهددون السكان في قنديل بقوة السلاح"، نافيا ادارتهم لتلك المناطق.

عشيرة برواري تنحدر من المناطق المحاذية لتركيا، لذلك يؤكد بان عناصر الـ(بي كي كي ) يتسللون بسهولة من تركيا الى داخل العراق "بسبب عدم وجود قوات كافية على الحدود".

النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، يؤكد ان "فوجا واحدا من شرطة الحدود موجود على الشريط الحدودي في تلك المناطق، وفيه نقص بملاكه بنحو 50%"، فيما اكد ان مئات القرى هناك قد هجرها سكانها بسبب تهديدات حزب العمال.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top