ترجمة / حامد احمد
حال ترجل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من طائرة الهليكوبتر العسكرية التي اقلته لجولة في الموصل، غمر بمنظر الخراب الشامل . في كل زاوية ومكان هناك ابنية محطمة، مجتمعات ممزقة.
بعد قضاء 12 ساعة من التجوال وعشرات المحاورات، عاد الكاظمي الى بغداد محاولا تنظيم افكاره .
قال الكاظمي "رأيت الالم الذي حل بالمكونات الاساسية والنازحين، اهالي يتحملون اعباء شيء لم يكونوا سببا به ." اولى محطاته كان متحف الموصل، محتوياته مزقت الى قطع من قبل مسلحي داعش، وكذلك جامع النوري الكبير، احد معالم العراق الشهيرة بمنارته الحدباء .
الرياح تهب الان عبر الجانب الاسفل من الجامع، الذي تضرر على نحو كبير خلال الحرب. اذا كان هناك اي مكان يكون فيه للحجر صوت، فهو الموصل. صخور باكملها تكون تلالا من الانقاض، كتل كونكريتية متدلية على ارتفاع طابق ثالث ورابع. هذا ما يمر به الاهالي اليوم في طريقهم لبيوتهم.
الكاظمي القى نظرة على هذه الفوضى وهو يشق طريقه بموكبه عبر شوارع المدينة. ولكن خلال لقاءاته مع سكان محليين تكون لديه شعور حقيقي بمدى حجم المشاكل التي تواجه ادارته الجديدة . بعد لقائه بقادة القوات الامنية، التقى الكاظمي داخل مبنى المحافظة بشيوخ عشائر محافظة نينوى، ثم دون عنده احتياجات الموصل: جسور جديدة لتحل محل الجسور التي دمرها داعش، تعويض لاصحاب البيوت التي دمرت وتضررت املاكهم خلال المعركة لتحرير المدينة، استئناف ترميمات مرقد وجامع النبي يونس، اعادة اعمار مستشفيات وعيادات طبية. وقالوا له ايضا ان جميع جوامع وكنائس المحافظة التي تضررت بسبب داعش تحتاج الى اعادة اعمار . الكاظمي اصغى اليهم ثم ذكّرهم بالحقائق بقوله "نحن نشهد اسوأ وضع اقتصادي منذ تشكيل الدولة العراقية. نحن نعتمد على النفط فقط في ميزانيتنا. 94% من ميزانية الدولة تأتي من مبيعات النفط. بسبب ذلك ليس لدينا قطاع خاص ."
من جانب آخر ادرج الكاظمي قائمته الخاصة بما تحتاجه الحكومة: المال، الذي لا تمتلكه الحكومة الجديدة، حملات اعادة اعمار تكون خالية من الفساد والتي تستغرق وقتا لتنفيذها، ومصالحة بين عشائر وطوائف عرقية واثنية، والتي ستحتاج الى جهد من قبل الجميع . ووعد الكاظمي ان ما يتعلق بالمغيبين سيكون من اعلى اولوياته. وتشير تخمينات منظمات حقوق انسان عراقية ودولية الى ان هناك آلافا من الاشخاص مفقودين في العراق منذ عهد داعش .
في محطته الثانية زار الكاظمي مزارع الحنطة والشعير الممتدة عبر شمال شرق الموصل في منطقة سهل نينوى حيث الطوائف المسيحية من آشوريين وسريان ارثوذوكس وكذلك ايزيديين وكاكائيين . خلال لقائه الذي ضم مسلمين ومسيحيين، بعث الكاظمي برسالة دعم واسناد واضحة مؤكدا بقوله "هذا المكان هو رمز للتعايش، الحق مع كل شخص ينتمي لهذا المكان. علينا ان ندافع عن هذا التراث. انصحكم بالتسامح فيما بينكم".
عن: نيويورك تايمز
اترك تعليقك