اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: الموسيقى والعمليات الجراحية

موسيقى الاحد: الموسيقى والعمليات الجراحية

نشر في: 20 يونيو, 2020: 05:24 م

ثائر صالح

يقول الكثيرون إن سماع الموسيقى يساعدهم على التركيز ويحسن أداءهم. وهناك إشارات كثيرة في المنشورات الطبية تتحدث عن التأثيرات الإيجابية للموسيقى في العمل الطبي،

فقد أحصى أحد البحوث 3492 بحثاً طبياً منشوراً في مواقع ومجلات طبية موثقة، وهناك ما يعرف بتأثير موتسارت، وهذا ينسب الى الجرّاح الفرنسي ألفريد توماتيس (1920 – 2001) الذي طوّر في العام 1991 طريقة علاجية للأذن استعمل فيها الموسيقى (أعمال موتسارت والأغاني الجريجوريانية، وتسجيلات صوتية لأم المريض). والأمر ليس جديداً، فالعلاج في العصور القديمة يتضمن الغناء والموسيقى وتلاوة الأدعية أو الصلوات، منذ عصر البابليين والفراعنة، واستمر ذلك حتى فترات قريبة.

ونشرت المجلة الطبية للجراحة (International Journal of Surgery) أواخر العام الماضي دراسة عن تأثير سماع الموسيقى الكلاسيكية الخافتة على الجرّاحين والمرضى أثناء القيام بالعمليات. أسهم في الدراسة جراحون من إسكتلندا والسويد وفنلندا، بلغ عدد المشتركين فيها 212 شخصاً واعتمدت كذلك على 18 دراسة علمية دولية، وتخلص الدراسة التي أدارها د. ميخائيل البغدادي (مصري يعمل في بلجيكا) الى أن ثلثي الأطباء والممرضين/الممرضات في العالم يستمعون الى الموسيقى الكلاسيكية بشكل دائم عند اجراء العمليات (ما بين 53 – 72 %)، وقالوا إنها تساعدهم على تقليل التوتر وتساعد على الارتخاء إن كانت بصوت واطئ أو متوسط الارتفاع، رغم أنها قد تسبب في حرف الانتباه وتؤثر على التفاهم بين الأطباء في حالات معينة. أما المرضى فتحدثوا عن تأثير مشابه للموسيقى في تخفيف توترهم قبل العملية. وحصلت سوناتات البيانو التي ألفها موتسارت بعض الأفضلية الضئيلة في الاحصائيات عن نوع الموسيقى.

تخلص الدراسة إلى أن الموسيقى تساعد على تحسين أداء الأطباء، مثل التعامل مع الأدوات والدقة ونوعية انجاز بعض المهام التي تتألف منها العمليات الجراحية، على الخصوص سرعة إتمام العملية (11 % أسرع مع الموسيقى)، وسرعة وجودة التئام جروح العملية. ويبدو من الدراسة أن المرضى احتاجوا كميات أقل من المخدر ومسكنات الألم.

أما الاستماع الى الموسيقى بصوت مرتفع فله نتائج عكسية، فقد لاحظوا ازدياد حالات التلوث اللاحقة للعملية، وبالطبع خفض دقة التفاهم بين فريق الأطباء ولعل هذا الجانب هو الأكثر أهمية هنا.

وتوصي منظمة الصحة العالمية ألا تزيد قوة الصوت أثناء العمليات الجراحية عن 30 ديسيبل (dB)، وهو مستوى واطئ من مستويات "الضجيج" يقابل التهامس. من مستويات الضجيج الواطئة "ضجيج" المكتبة العامة وهذا يقابل 40 dB، وما زاد عن هذا يعتبر ضجيجاً معتدلاً. ويبدأ الضجيج العالي من 70 وهو ضجيج المواصلات مثلا أو صوت المكنسة الكهربائية. وفي الطب المتعلق بالسلامة الصناعية يعتبر حاجز 85 مهماً فالتعرض لضجيج أكبر لفترات طويلة يؤدي الى تلف في السمع. أما مستوى ضجيج إطلاق النار فيصل 140 dB وتأثيراته كبيرة على السمع، ولدرجة أكبر على من يُطلق عليه النار بالتأكيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

مثقفون: الجامعة مطالبة بامتلاك رؤية علمية تكفل لها شراكة حقيقية بالمشهد الثقافي

علاء المفرجي تحرص الجامعات الكبرى في العالم على منح قيمة كبيرة للمنجز الثقافي في بلدانها، مثلما تحرص الى تضييف كبار الرموز الثقافية في البلد لإلقاء محاضرات على الطلبة كل في اختصاصه، ولإغناء تجربتهم معرفتهم واكسابهم خبرات مضافة، فضلا على خلق نموذج يستحق ان يقتدى من قبل هؤلاء الطلبة في المستقبل.السؤال الذي توجهنا به لعدد من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram