باختصار ديمقراطي: مستشفى أحمد راضي

رعد العراقي 2020/06/28 06:33:59 م

باختصار ديمقراطي: مستشفى أحمد راضي

 رعد العراقي

لم تزل فاجعة رحيل الكابتن احمد راضي نتيجة إصابته بفايروس كورونا صباح الأحد 21 حزيران 2020 تُحدِثْ الصدمة تلو الأخرى بألم شديد لدى متابعي النجم المحبوب وتسابقت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والعديد من الشخصيات الرياضية والسياسية وحتى العامة للتعبير عن الحزن

وخاصة إنه يمثّل قيمة وطنية خدمت البلد لاعباً مثّل المنتخبات الوطنية وأندية كالزوراء والرشيد والوكرة القطري وصاحب الهدف الوحيد للعراق في كأس العالم الذي سجّله بمرمى جان ماري بفاف حارس مرمى منتخب بلجيكا، ومدرباَ وإدارياً شغل مناصب عدّة أبرزها عضواً في مجلس النواب العراقي وكان رحمه الله يمتلك الطموح في الاستمرار بالعطاء خدمة للرياضة العراقية.

لقد تسابق العديد من الشخوص السياسية والرياضية والملاكات الطبية العراقية أثناء رقوده في المستشفى على توفير كل الامكانيات اللازمة عطفاً على حجم العلاقة الحميمة والروحية التي تربطهم براضي واستشعارهم محبّة الناس والجماهير له إضافة الى البُعد الإنساني، وهي وقفات تستحق التوثيق بشرف كان آخرها التحرّك نحو تأمين طائرة تركية خاصة لنقله الى إحدى مشافي المملكة الأردنية الهاشمية صباح يوم الأحد 21 حزيران 2020 لاستكمال علاجه حسب رغبته، وخاصة أن عائلته كانت تعيش بقلق وهو بعيد عنها، لكن القدر سبق النيّة والعزم.

لا ننسى الموقف المشرّف وهو ليس مستغرباً جاء من رجال الأردن النشامى حكومة وشعباً حين سارعوا الى تسهيل كل الأمور في اصدار الموافقات الرسمية لاستقبال النورس ومعالجته في إحدى المستشفيات المتخصّصة برغم إنهم يمرّون أيضاً بظروف صعبة وحسّاسة بسبب جائحة كورونا، لكنّهم لم يقفوا متذرّعين ولا شاكين، بل رحّبوا به ووجّهوا بتذليل كل الصعوبات من أجل معالجته وتأمين تواجده بالقرب من عائلته التي تقيم منذ سنوات على أرض الأردن.

ووسط هذه الرعاية اللافتة ظهرت العديد من الأصوات التي استغربت هذا الاهتمام الاستثنائي واعتبرته نوعاً من التمييز عن المواطن العادي الذي يواجه نفس ظروف المرض إضافة الى ما تمثّله من انتقاص لقدرة الكوادر الطبية العراقية في معالجته!! المُنتقدون نظروا الى الأمر من زاوية واحدة واغفلوا جانباً مهماً يتمثّل بطبيعة هذا المرض والظروف التي تسهم في استفحاله وفتكه بالمصاب ألا وهو الجانب النفسي للمريض ومدى قدرته على مواجهته بمعنويات عالية لا يقترب منها التفكير بالعزلة واليأس.

الجميع يعلم أن الوسط الرياضي فُجع أيضاً برحيل المدرب علي هادي بالمرض نفسه قبل يوم فقط من إعلان اصابة احمد راضي ممّا ولّد ضغطاً نفسياً سواء للجماهير المحبة أو لراضي وخاصة أن المرحوم علي هادي كان يظهر بوضع صحّي غير قلق ويمارس الرياضة على سريره، ولم تكن هناك دلائل على خطورة موقفه الصحي، لكن الفايروس اللعين لم يمهله طويلاً وهو أمر كان له ردّة فعل بالتأكيد ساهمت بتدهور حالة احمد راضي وعدم استجابته للعلاج سيما أنه بعيد عن عائلته وكان يحتاج الى الدعم النفسي منهم، ولهذا فإن نقله لمستشفى أردني لا يمثل انتقاصاً من الكوادر الطبية العراقية ولا تمييزاً عن الآخرين بقدر ما هو لمسة وفاء إنسانية ورد الدين لمن أسعد الجماهير سنوات طوال مثلما أبكاها دماً برحيله.

نتساءل بحسرة وألم: ألم يحن الوقت لأن يكون للعراق مستشفى متخصّص بالطب الرياضي، متطوّر كما هو أغلب دول العالم بدلاً من توجيه كل الأموال نحو بناء الملاعب والقاعات الرياضية في وقت لا يجد الرياضيون غير مستشفى سبيتار القطري- الأول من نوعه في منطقة الخليج والمتخصّص في الطب الرياضي ملجأ لهم للعلاج من الإصابات التي تكلّفهم مبالغ طائلة؟

ألم يكن بالإمكان أن يكون هناك جناح خاص يستقبل الرياضيين المصابين بفايروس كورونا لعلاجهم ويسهم مع بقية المستشفيات المتخصّصة في مواجهة المرض؟

دعوة الى وزير الشباب والرياضة عدنان درجال للتحرّك نحو استحصال الموافقات مع الجهات ذات العلاقة لإنشاء مستشفى متخصّص بالطب الرياضي تحت مسمّى (مستشفى أحمد راضي) يليق باسم العراق ورياضته ويخلّد أسطورة الكرة العراقية والعربية والآسيوية، ويُنهي طرقنا على أبواب الأشقاء طلباً للعلاج!

رحمك الله يا أبا فيصل.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top