ذي قار / حسين العامل
طاف المئات من المتظاهرين أمس الأول الجمعة ( 17 تموز 2020 ) شوارع مدينة الناصرية تمهيداً لتظاهرة أوسع من المقرر أن تنطلق يوم الاحد للضغط على مدراء الدوائر المتحزبين والمسؤولين الفاشلين وإرغامهم على الاستقالة ، ورفع المتظاهرون العشرات من حاويات النفايات وهم يهتفون( بالزبالة بالزبالة يوم الاحد بالزبالة) في إشارة الى النهاية المحتملة للفاسدين .
وفي حديث عن التظاهرة التي انطلقت من ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي وطافت عدداً من شوارع الناصرية وصولاً لجسر شهداء تظاهرات تشرين ( جسر الزيتون ) قال المتظاهر حيدر الناصري للمدى إن " تظاهرات اليوم ( أول أمس الجمعة ) هي رسالة تحذيرية لكل مدراء الدوائر والمسؤولين الفاسدين بأن التغيير الجذري قادم وشامل وإن زمن المحاصصة الحزبية وتوزيع مغانم السلطة بين أتباع الأحزاب من المسؤولين الفاسدين قد انتهى والى الأبد "، مشيراً الى أن " تظاهرة اليوم الأحد ( 19 تموز الحالي ) هي إعلان ساعة الحسم والتغيير الشامل بعد ان انتهت المهلة التي منحها المتظاهرون للحكومتين المحلية والمركزية لإجراء التغيير والإصلاح الإداري والذي طالبت فيه حشود المتظاهرون على مدى 9 أشهر".
وأوضح الناصري إن " المتظاهرين سيضطرون الى رمي المدراء المتحزبين المتمسكين بمناصبهم والمسؤولين الداعمين لهم بحاويات النفايات "، وأردف " ننصح المدراء الفاشلين والفاسدين والمتحزبين بتقديم استقالاتهم على الفور وقبل حلول يوم الاحد وفي حال أصروا على البقاء في تلك المناصب خلافاً لإرادة الشعب ستكون عاقبتهم غير محمودة".
وأشار المتظاهر كرار الى أن " المشاركين بالتظاهرات احضروا عشرات الحاويات معهم في تظاهرة اليوم ( أمس الأول الجمعة ) وسيجلبون المزيد منها في يوم الأحد ، وعلى الفاسدين أن يدركوا فحوى الرسالة وأن يمتثلوا لمطالب المتظاهرين بالإصلاح الإداري"، وختم قوله بالشعار الذي طالما ردده المتظاهرون ( كلا كلا للأحزاب ، كلا كلا للكتل والتيارات ) ".
ومن جانبه قال الناشط المدني أحمد علي التميمي للمدى عقب مشاركته بتظاهرة تطالب بتغيير مديرية عام تربية ذي قار إن " المتظاهرين جددوا مطالبتهم بتغيير مدير عام تربية ذي قار رياض العمري الذي سبق وأن أقاله المحافظ بناء على مطالب المتظاهرين "، مبيناً أن " العمري عاد الى منصبه بعد صدور قرار من مجلس الوزراء يحصر مسؤولية إقالة المدراء العامين وتغييرهم بيد رئيس مجلس الوزراء".
وشدّد التميمي أن " المتظاهرين يطالبون بإقالة العمري كونه جاء عبر المحاصصة الحزبية كما يرفضون كل مسؤول جرى ويجري تعيينه وفق هذه الآلية المرفوضة والتي جلبت الخراب للبلاد"، لافتاً الى أن " جميع المسؤولين الفاشلين والفاسدين اتخذوا من الأحزاب ملاذاً لحمايتهم من المحاسبة القانونية وهو ما جعل الفساد يعشش ويفرخ في دوائر الدولة".
وردّد المتظاهرون المطالبون بإقالة مدير التربية رياض العمري هتافات من قبيل ( يا وزير يا وزير نفذ قرار التغيير ) و ( ارحل ، ارحل يا رياض ) وغيرها من الهتافات.
فيما ردّد المشاركون بتظاهرة أمس الأول الجمعة العديد من الهتافات التي تدعو الى إقالة ومحاسبة المدراء والمسؤولين الفاسدين كما رفعوا عشرات حاويات النفايات في اشارة الى الخطوة العملية اللاحقة التي سيتخذها المتظاهرون في تظاهرات اليوم الاحد والمتمثلة برمي المسؤول الحزبي الفاسد المتمسك بمنصبه بحاوية النفايات ، إذ كرر المتظاهرون ترديد هتاف( بالزبالة بالزبالة ، يوم الاحد بالزبالة) و ( هذه وعد ، هذه وعد ، عن حقنه ما نسكت بعد ) و ( اليوم نطلع الفاسد وين يضم روحه ) وهم يرفعون ويسحبون خلفهم العديد من حاويات النفايات.
كما لوّح المتظاهرون بإقالة محافظ ذي قار ناظم الوائلي ونوابه في حال لم يمتثلوا وبصورة عاجلة لمطالب المتظاهرين والشروع فوراً بتطبيق الإصلاحات الإدارية الجذرية.
وفي خطوة استباقية ، يبدو تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ورقة ( استقالة ) قدمها قائممقام قضاء الناصرية علي حسن غضبان استجابة لمطالب المتظاهرين وذلك بعد أكثر من 15 عاماً على شغله المنصب المذكور بمباركة إحد الأحزاب الدينية ، ولم يتسن للمدى التأكد من صحة الوثيقة المتداولة.
وتجدّدت التظاهرات المطلبية في ذي قار يوم الاحد ( 12 تموز 2020) والأيام القليلة المنصرمة احتجاجاً على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتردي الخدمات الصحية المقدمة للمصابين بفايروس كورونا فضلاً عن نقص الخدمات الأساسية الأخرى ،
وفيما ردّدوا هتافات تطالب بإقالة المحافظ والمدراء الفاشلين والفاسدين ، كشف قائد شرطة ذي قار عن لقاء مرتقب مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عصر يوم الأحد لبحث جملة من القضايا من بينها مطالب المتظاهرين وأسر شهداء تظاهرات تشرين وبحث الأوضاع الأمنية.
وشهدت محافظة ذي قار مطلع حزيران 2020 تصعيداً كبيراً في الفعاليات الاحتجاجية عبر تحشيد آلاف المتظاهرين في ساحة الحبوبي وشوارع مدينة الناصرية وتنظيم تظاهرات أمام الدوائر الحكومية وديوان المحافظة للضغط على مدراء الدوائر لتقديم استقالاتهم من مناصبهم ، وهو ما أسفر عن جملة من الاستقالات وطلبات الإعفاء من المناصب الحكومية وإجراء تغيرات إدارية في عدد من الدوائر الحكومية، فيما دعا المتظاهرون الى تنظيم تظاهرة واعتصام أمام محكمة استئناف ذي قار في يوم الاحد وذلك لتجديد المطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين.
وكان محافظ ذي قار أكد يوم الثلاثاء ( 16 حزيران 2020 ) أعفاء وتغيير أربعة من كبار مسؤولي الوحدات الإدارية ومدراء الدوائر الحكومية وذلك ضمن حملة تغييرات واسعة شملت حتى الآن 14 قائممقاماً ومدير دائرة، وفيما أشار الى تواصل حملة التغييرات الإدارية وفق مبدأ الثواب والعقاب ، وشدّد متظاهرو محافظة ذي قار على أن تكون التغييرات الإدارية الجديدة جوهرية وليست مجرد تدوير لنفايات المحاصصة الحزبية عبر إقالة مدير حزبي فاسد واستبداله بمدير آخر من الحزب ذاته.`
اترك تعليقك