بغداد /عديلة شاهين
أصبح التكيّف مع فايروس كورونا كوفيد- 19 و التعامل مع تداعياته أمراً حتمياً لا سيما في مجال إجراء الامتحانات النهائية لطلبة السادس الإعدادي ،
و بعد مرور أيام من قرار وزارة التربية بتأجيل الامتحانات الى مطلع أيلول المقبل، سيطر الرعب من جديد على الطلبة و ذويهم خشية انتقال العدوى الفايروسية بين الطلبة أثناء أداء الأمتحانات النهائية خاصة بعد أن وصلت الإصابات ذروتها في العراق و مما زاد من الأعباء النفسية على الطلبة أيضاً خشيتهم من الأسئلة الامتحانية نتيجة الأرباك الكبير الذي حدث منذ بداية هذا العام الدراسي، يقول السيد خالد محمد _موظف حكومي أقدمت وزارة التربية مشكورة على تقليص المناهج الدراسية و حذف مادة التربية الإسلامية للتخفيف من كاهل الطلبة و نحن على قناعة بأن الاستمرار في تأجيل الامتحانات سيؤثر على مستقبلهم و أصبح أداء الأمتحانات النهائية أمراً لا بد منه لإنهاء معاناة الطلبة و لكن أكثر ما يؤرقني هو انتقال عدوى فايروس كورونا الى ولدي لأنه يتم اللقاء بين الطلبة عادةً خارج المركز الامتحاني للمراجعة و حل الأسئلة، أضيف الى ذلك حرص الكثير من أولياء الأمور على انتظار أبنائهم أمام المراكز الامتحانية و دعمهم أثناء أداء الامتحان و أنا على علم بأن اللجان الامتحانية مسؤولة فقط عن تنظيم و حماية الطلبة داخل القاعات الامتحانية و غير معنية بالحشود خارج المدرسة لذا أطالب قواتنا الأمنية المحترمة بالتنسيق مع وزارة التربية بعدم السماح بالتجمعات خارج المراكز الامتحانية للتقليل من انتقال العدوى بين الطلبة و ذويهم.
أما الطالب مصطفى محمد فيقول :أخشى من انتقال العدوى لي سواء من الزملاء أو المراقبين و أن يؤثر ذلك على ادائي في الأمتحانات مهما كانت الاجراءات الوقائية فهناك الكثير من الأطباء أصيبوا بالفايروس بالرغم من ارتدائهم العدة الوقائية! إضافة الى أمور أخرى تؤرقني مثلاً رهبة الامتحان و الاسئلة الامتحانية إضافة الى الإعلان عن أداء الإمتحانات في الساعة السابعة صباحاً لذا يتوجب علينا الخروج قبل الامتحان بساعتين لضمان تفادي الإزدحامات المرورية و لمنح الوقت الكافي للكادر الطبي لفحص سلامتنا من الوباء.
تسهيلات من التربية و مراعاة الظروف
و للإجابة على تساؤلات الطلبة و تبديد مخاوفهم أجرت المدى مقابلة خاصة مع المعاون الفني لمدير عام تربية بغداد /الكرخ الثالثة وكالة و مدير قسم الأمتحانات في المديرية السيد كاظم عليوي متحدثاً للمدى :
يعد خوف الطلبة و ذويهم من انتقال عدوى فايروس كورونا من الأمور الواردة و المتوقعة لذلك أوزعت وزارة التربية الى المديريات العامة للتربية بأن تتخذ الإجراءات الوقائية التي تساعد أبناءنا الطلبة على الوقاية من الفايروس و خاطبنا الدفاع المدني في وقت سابق لتعفير و تعقيم المراكز الأمتحانية، و قمنا بالتنسيق مبكراً مع وزارة الصحة و المراكز الصحية القريبة على مديرياتنا بتشكيل فريق لفحص الطلبة قبل الدخول الى المراكز الإمتحانية و في حال ظهور إصابة لن يسمح للطالب بالدخول و أداء الامتحان و هذا ينطبق على مدراء المراكز و المعاونين و المراقبين و سيكون عدد الطلبة في القاعة الأمتحانية كحد أقصى ١٥ طالباً، ومن ضمن الاجراءات الوقائية التي سيتبعها الإخوة من مدراء الامتحانات و اللجان الفرعية هي التباعد الاجتماعي بين الطلبة حيث ستفصل بين طالب و آخر مسافة من متر الى متر و نصف، و بالنسبة للمراكز الامتحانية في الكليات و الجامعات سوف لن نعاني أبداً من ترتيب تباعد الطلبة لأنه من الطبيعي أن تكون قاعات الجامعات كبيرة المساحة و تستوعب القاعة الواحدة تقريباً ٦٠ طالباً فاذا وزعنا ١٥ طالباً في هذه القاعة سيكون التباعد بين الطلبة مثالياً و قد باشرت مديريتنا بدراسة هذا الترتيب في وقت مبكر ، أما بالنسبة لمخاوف الطلبة من الأسئلة الأمتحانية فستكون منهجية من الكتاب و لن تكون من خارج الكتاب كما أكد معالي وزير التربية.
التوزيع المناطقي
و أوضح السيد كاظم عليوي للمدى : توجد بعض المناطق البعيدة عن مركز المدينة أو عن الكليات التي ستكون مراكز امتحانية و قد يستغرق الطالب وقتاً طويلاً للوصول الى المركز الامتحاني يصل الى ساعتين أو أكثر لذلك جعلت وزارة التربية الكرة في ملعب المديريات لعدم التفريط برصانة الامتحانات و أصبح الأمر تحت مسؤولية المدير العام و رئيس اللجنة الفرعية و أعضاء اللجنة الفرعية التي تقيم مدى السيطرة على المركز الامتحاني و ما هو الحل الأمثل للطالب إذا كان يسكن في قضاء أو ناحية تبعد ساعات عن المركز الامتحاني لذا من الأفضل أداء الامتحان في المركز القريب من منطقة الطالب هذا ما تسعى إليه الوزارة لخدمة الطلبة لأنهم مستقبل البلد.
تأجيل الامتحانات
و أشارعليوي الى أسباب تأجيل الامتحانات قائلاً : اقدمت وزارة التربية على تأجيل موعد الامتحانات الى مطلع أيلول المقبل لأسباب مجتمعة أهمها جائحة كورونا و تزايد أعداد الإصابات إضافة الى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة و بناء على طلبات أولياء أمور الطلبة بالتأجيل لخشيتهم من انتقال العدوى لأولادهم كل هذه العوامل وضعت على طاولة وزارة التربية و لجنة التربية النيابية و تم التوصل الى قرار تأجيل الامتحانات و لأن وزارة التربية هي المسؤولة عن سلامة الطلبة، ولن تفرط بسلامتهم في ظل الظروف الحالية.
المعدل التراكمي
أما بالنسبة لرفض مقترح المعدل التراكمي تحدث السيد عليوي مبينا للمدى أسباب الرفض قائلاً : وجدت وزارة التربية بأن المعدل التراكمي يحتوي على سلبيات كثيرة أهمها جعل الطالب يعتمد على السنوات الأخيرة و نحن هدفنا التعلم و النجاح و ليس النجاح فقط.
مشيراً الى مناطق مثل الأنبار و نينوى و كركوك ليس لديهم مرحلة الرابع و الخامس الاعدادي بسبب الظروف التي مر بها العراق عام ٢٠١٤ وأيضا الخارجيين ينطبق عليهم الأمر ذاته، و نحن لدينا ما يقارب ١١ ألف طالب و طالبة يرغبون بتحسين معدلاتهم و ربما سيلحقهم الضرر اذا ما تم تنفيذ المقترح.
مضيفاً : في نظام الجامعات و المعاهد العراقية يجب على الطالب اجتياز السادس الاعدادي كي يتم قبوله في الكلية أو المعهد لذلك لا يمكن تطبيق مقترح المعدل التراكمي لعدم وجود امتحان تمهيدي قبل دخول الجامعات و هناك فروقات فردية كالطب و الهندسة و التربية و التي تتوزع بحسب المعدل الذي حصل عليه الطالب، لذلك تم رفض المقترح من قبل وزارة التربية
البطاقات الأمتحانية و عدم الرسوب
و أضاف السيد كاظم عليوي للمدى : نحن كأقسام امتحانات في المديريات العامة قمنا بتوزيع البطاقات الامتحانية على المدارس و المدارس بدورها وجهت الطلبة عبر مواقعها الخاصة على الانترنت بالحضور و تسلم البطاقات الامتحانية أما ما تبقى من المدارس التي لم يستلم طلابها البطاقات الامتحانية فسيتم الإعلان عن تسليمها في القريب العاجل.
و استطرد بالقول : تردنا الآن طلبات وترويج معاملات الطلبة الذين لا يرغبون بأداء الامتحان النهائي (طلبة السادس الاعدادي)وذلك حسب قرار وزارة التربية الذي صدر قبل أيام باعتباره سنة عدم رسوب لمن يرغب بذلك، وتكون الاجراءات عن طريق تقديم طلب مع استمارة خاصة بتربية بغداد الكرخ الثالثة من ولي أمر الطالب مع حضور الطالب أيضاً الى المدرسة المعنية ومن ثم تأتي الطلبات الى مديرية التربية ومن ثم يتم رفعها الى وزارة التربية للموافقة على اعتبار السنة عدم رسوب للطلبة الراغبين بذلك ..
الأدوار الثلاثة و بداية عام دراسي جديد
و اختتم السيد كاظم عليوي المقابلة موضحاً : في السنوات السابقة كانت الظروف تسمح بإقامة دورين أما في السنوات الأخيرة و بسبب الظروف المحيطة أصبحت الامتحانات النهائية من ثلاثة أدوار و بالنسبة للعام الحالي فيبقى القرار خاص بوزارة التربية و اللجنة الدائمة للأمتحانات.
مؤكداً : أعلنت وزارة التربية عن الجدول الامتحاني الجديد و موعد الامتحان الأول المصادف ١_٩_٢٠٢٠ في تمام الساعة السابعة صباحاً، و إن وزارة التربية لديها متسع من الوقت لاحتمالية عودة وقت الامتحان مرة أخرى الى الساعة الثامنة صباحاً و تجنباً لزخم الطلبة داخل القاعة الامتحانية وجهت وزارة التربية بامتحان كل فرع على حدة فالسادس الأحيائي له يوم و اليوم الذي يليه للفرع الأدبي و التطبيقي و هكذا ، وبعد انتهاء العام الدراسي بسلام ستكون بداية العام الدراسي الجديد ٢٠٢٠_٢٠٢١ و موعد مباشرة الطلبة بالدوام من جديد مرتبط بانتهاء أزمة كورونا و نسأل الله عز و جل أن يكتب السلامة لأبنائنا الطلبة و تحديد بداية العام الدراسي الجديد هو من مسؤولية هيئة الرأي في وزارة التربية لأنها تعقد اجتماعات دورية لتخرج بنتائج تصب في مصلحة الطالب.
اترك تعليقك