 بغداد/ المدى

اكثر من 10 هجمات نفذها تنظيم داعش حتى الان، ضمن خطة اسماها بـ"الاستنزاف" ضد القوات الامنية. وتسببت الهجمات التي شنت في 4 محافظات من بينها بغداد، بمقتل واصابة نحو 20 من المدنيين والعسكرين، بينهم ضباط برتب رفيعة.

وكشفت الهجمات عن وجود تسلل للتنظيم عبر الحدود، واستخدام الاخير لطائرات "تجسس"، ومتابعة لعدد من الضباط الكبار في الجيش.

اعلنت قيادة العمليات المشتركة، الثلاثاء الماضي، انتهاء آخر حملة امنية في شمالي البلاد، استغرقت يومين، واسفرت عن ضبط عشرة مواقع لـداعش، وعدد كبير من المتفجرات والاسلحة.

وانطلقت الحملة العسكرية الاخيرة ضمن سلسلة عمليات "ابطال العراق"، بعد وقت قصير من بدء خطة "الاستنزاف" التي اعلنها التنظيم بداية الاسبوع الماضي، وكشفت عنها (المدى) حينها.

امس، اعلن داعش تبنيه مسؤولية انفجار داخل سيارة نقل عام وسط بغداد، واعتبرها التنظيم ضمن عمليات "الاستنزاف".

وقالت منصات اخبارية تابعة للتنظيم انه ضمن "غزوة الاستنزاف" استهدف "جنود الخلافة حافلة للرافضة (في اشارة الى الشيعة) في منطقة الباب الشرقي".

وادعت تلك المنصات ان الانفجار الذي نفذ بـ"عبوة ناسفة" ادى الى مقتل واصابة 5 اشخاص.

وكانت خلية الاعلام الامني، اكدت ان التفجير الذي حدث صباح الاربعاء وسط بغداد، كان قد تسبب باصابة 5 اشخاص فقط.

هجمات ديالى 

ليلة الاربعاء على الخميس، هاجم "داعش" قريتين في خانقين، شرقي ديالى، وادى الهجوم الى مقتل جندي واصابة اثنين آخرين.

وبحسب مصدر امني في ديالى تحدث لـ(المدى)، ان "نقطة أمنية تابعة للجيش في قرية شيرك في قضاء خانقين تعرضت بعد منتصف ليلة الاربعاء إلى هجوم استمر أكثر من ٤٥ دقيقة".

وادى الهجوم الى جرح منتسب من الجيش، وبعد ما تم نقله لمحاولة إسعافه الى اقرب مستشفى، انفجرت عبوة ناسفة على الدورية التي كانت تحمل الجريح، ما ادى الى مقتل جندي آخر في الدورية واصابة ثانٍ. وبحسب المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، فان الهجوم "تم تنفيذه من مفارز تابعة لتنظيم داعش، باسلحة كلاشنكوف و PKCوقناص".

وقبل يومين من الهجوم، كانت قوات من اللواءين 110 و23 ضمن الحشد الشعبي، قد نفذتا حملة تفتيش وتمشيط في قرية شيرك، بسبب معلومات عن وجود نشاط للتنظيم.

في الليلة نفسها، سقطت قذائف هاون على قرية الاصلاح في ناحية جلولاء، شرقي ديالى، واصاب فتاة من سكان المنطقة.

وبحسب المصدر الامني في المحافظة، ان "الهاونات التي سقطت على القرية، انطلقت من منطقة فيها بساتين كثيفة، يصعب معرفة المختبئين داخلها".

وفي تلك الليلة ايضا، صد الفوج الثالث من اللواء ١١٠ /الحشد الشعبي، هجوما من تنظيم داعش في أطراف ناحية السعدية، شرقي ديالى.

ووفق المصدر الامني، ان "معلومات كانت قد وصلت الى القوات الامنية بمحاولة داعش الهجوم على نقطة مرابطة للفوج الثالث في أطراف ناحية السعدية".

وبين المصدر، ان سرعة وصول المعلومات الاستباقية "ادت الى تعزيز الفوج بالقوات لصد الهجوم، الذي انتهى بدون خسائر بشرية".

مقتل ضابط رفيع 

وقبل ذلك الهجوم بيوم واحد، كانت مجموعة مسلحة يعتقد انها تابعة لتنظيم داعش، قتلت آمر لواء في الجيش في هيت غربي الانبار، مع ضابط آخر واصابة جندين آخرين في الهجوم.

وبحسب مصدر مطلع في المحافظة تحدث لـ(المدى)، انه قبل ساعات قليلة من الهجوم الذي جرى في ناحية المحمدي، مساء الثلاثاء الماضي، "كشفت كاميرات المراقبة وجود 5 مسلحين بزي عسكري قرب مكان كان يتواجد فيه آمر اللواء قبل مقتله".

وكان آمر لواء 29 (فرقة مشاة 7) العميد احمد اللامي، مدعو في ذلك الوقت على وجبة عشاء في منزل مختار منطقة "خليل ابراهيم"، حيث كان المسلحون الخمسة الذين يعتقد بانهم مسؤولون عن الحادث، حينها قريبون من المكان.

واضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه :"بعد انتهاء العشاء ذهب اللامي مع الدورية العسكرية لتفقد سيطرة العكبة، حينها هاجمتهم قوة من داعش، وقتل العميد ومعه ملازم، واصيب جنديان آخران".

ويتوقع المصدر ان الهجوم، جاء من الصحراء في غرب هيت، فيما اكد ان "المسلحين فروا بعد الهجوم الى جهة مجهولة".

وفي رواية ملفتة، اكد المصدر في الانبار، انه منذ بداية الاسبوع الحالي وردت معلومات امنية عن وجود "طائرات مسيرة" مجهولة قرب هيت وفي الصحراء.

وتوقع المصدر ان الطائرات المسيرة، وهي من طراز Fix wing او"كواد كابتر" تعود الى تنظيم. 

واكد المصدر القريب من قيادة العمليات في الانبار، ان "داعش مستمر في تهريب المسلحين من سوريا ومخيم الهول (القريب من الحدود) والذي يضم عوائل التنظيم".

وخلال الاسبوع الحالي، شن داعش هجمات في قرية ام الحنطة في جولاء، واشتبك مع سرايا السلام في غرب سامراء.

وعشية انطلاق الحملة الامنية الاخيرة (ابطال العراق الرابعة/ المرحلة 3) في شمال بغداد، كان داعش قد نفذ 3 هجمات في ديالى، الانبار، وصلاح الدين، تسبب بمقتل واصابة 9 من المدنيين والعسكريين في اشتباكات مسلحة وتفجيرات.

وذكرت القيادة العسكرية في بيان الثلاثاء الماضي مع انتهاء آخر حملة عسكرية في ديالى، ان قواتها قد تمكنت من "العثور على 10 اوكار وقذيفة مدفع عيار 105 ملم و11 قنبرة هاون وقاذفة RBG7 و25 حشوة قاذفة ومسدس و35 صاروخ قاذفة RBG7 و20 صاوخ كاتيوشا و11 رمانة يدوية و3 قنابر هاون و13 بندقية متنوعة و3 عبوات بلاستيكية تحتوي مادة C4 و14 بدلة عسكرية و56 مخزن بندقية و5 حاويات عتاد BKC وتدمير 19 عبوة ناسفة".

واضافت انه "تم القاء القبض على 4 من المطلوبين وضبط عجلتين ودراجتين ناريتين، كما تم تفتيش 66 قرية وبستان".

واكد البيان ان هذه العملية "تأتي لتهيئة المناخ الملائم لعودة القرى المهجرة الى ناحية ابي صيدا والمقدادية بمحافظة ديالى".