بغداد / المدى
تفاقمت أزمة القصف بصواريخ الكاتيوشا، بعد تسببها بضرر بليغ في إحدى الطائرات الحربية التابعة للجيش داخل معسكر طالما تلقى الضربات طيلة الأشهر والأعوام الماضية على يد جهات بقيت مجهولة إلى يومنا هذا رغم التحقيقات.
ووصفت هذه الصواريخ بالعمياء لأنها تطلق عشوائيا من داخل قرى ومواقع مهجورة لتستهدف مقرات ومعسكرات هامة تابعة للجيش العراقي في مناطق متفرقة من العاصمة، التي لم تسلم فيها البيوت من هذه الهجمات. وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول لـ(سبوتنيك) أمس الخميس، أن أمر التحقيق بالهجمات الصاروخية التي تستهدف المعسكرات منها معسكر التاجي الذي استهدفته قبل نحو يومين، مناط بقيادة العمليات المشتركة وهي تجري تحقيقات للوصول إلى من يطلق هذه الصواريخ والقذائف. ويقول رسول، إن هذه الصواريخ لن تصب في مصلحة البلد، عندما تستهدف قاعدة عسكرية عراقية وتتضرر إحدى الطائرات، ذلك يصب في مصلحة من؟
وأكمل، لذلك لا نقبل أن يكون هناك استهداف للمعسكرات العراقية التي تتواجد بها قوات وقطاعات الجيش التابعة لوزارة الدفاع. واختتم المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، "اليوم من واجبنا أن نحمي معسكراتنا وعدم السماح باستهدافها". و"جماعات الكاتيوشا" - هي تسمية لجهات مسلحة مجهولة تستخدم هذا النوع من الصواريخ لمهاجمة مقار التحالف الدولي والسفارة الاميركية في بغداد. من جهته تحدث الخبير الأمني والستراتيجي، فاضل أبو رغيف، واصفا صواريخ الكاتيوشا التي تستهدف المعسكرات العراقية، بالكاتيوشات العمياء التي لا تميز بين الوطن والغريب. وأضاف أبو رغيف، أن ذلك ينزع من هذه الهجمات صفة المشروعية والمقاومة، كونها تستهدف مقرات تتواجد بها قوات عراقية.
وعن هوية الجهة التي تطلق هذه الصواريخ، ينوه أبو رغيف، قائلا: "حتى الآن لا توجد أي جهة معلومة منفذة لهذه الهجمات، وكل ما يتداول مجرد تكهنات، ولم يتسن معرفة الجهة التي تقف وراء هذه الضربات". وحول اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية لأذرع إيران بتنفيذ هذه الهجمات التي تستهدف مقرات تتواجد بها بعثات قوات التحالف الدولي، يقول: "إن إيران ليس من مصلحتها أن يكون هناك عدم استقرار في العراق، لأن ذلك يعني بقاء للقوات الأميركية التي لا يرغب الجانب الإيراني بوجودها".
ويرى الخبير الأمني والستراتيجي، أن إيران إذا أرادت أن تتحرك، لديها أذرع معروفة، لذلك من المستبعد أن تكون وراء هذه الهجمات الصاروخية.
وبثت الأجهزة الأمنية العراقية، ليلة الاثنين الماضي، 27 الجاري، صورا تظهر الضرر الذي لحق بطائرة تابعة لطيران الجيش العراقي نتيجة قصف استهدف معسكر التاجي، شمالي العاصمة بغداد، بصواريخ كاتيوشا.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، تعرض إحدى طائرات الجيش لأضرار بالغة بعد سقوط 3 صواريخ كاتيوشا على معسكر التاجي شمالي بغداد.
وجاء في بيان الخلية: "تعرض معسكر التاجي لجيشنا العراقي البطل الاثنين إلى هجوم بثلاثة صواريخ كاتيوشا انطلقت مِن منطقة سبع البور".
وأضاف البيان: "سقطت هذه الصواريخ على مواقع للقوات العسكرية العراقية، حيث سقط الصاروخ الأول على السرب الخامس عشر لطيران الجيش وسبب أضرارا كبيرة بإحدى طائرات طيران الجيش، وسقط الصاروخ الثاني على معمل المدافع والأسلحة مخلفا أضرارا مادية. فيما سقط الصاروخ الثالث في السرب الثاني مِن طيران الجيش لكنه لم ينفجر".
ووفقا للخلية، فإن القوات الأمنية ستواصل السعي لملاحقة الضالعين بهذه الهجمات، وتقديمهم إلى العدالة.
كما سقطت 4 صواريخ نوع كاتيوشا داخل معسكر بسماية جنوبي بغداد، عصر الجمعة الماضية، 24 تموز الحالي.
وحسب بيان لخلية الإعلام الأمني إن "الصاروخ الأول سقط على مستودع للدروع والثاني على "كرفانات" تابعة لفوج حماية المعسكر والصاروخين الآخرين سقطا في ساحة فارغة، ما أدى إلى أضرار مادية فقط دون وقوع خسائر بشرية".
اترك تعليقك