متابعة المدى
وصفت وزارة الصحة، امس السبت، زيادة عدد الإصابات بكورونا بعد تسجيل اعلى حصيلة وبائية تجاوزت 3000 إصابة، بأنها "جرس انذار"، داعية إلى محاسبة مخالفي إجراءات السلامة.
وقال وكيل الوزارة حازم الجميلي، إن "زيادة أعداد الإصابات هي عكس ما مطلوب ومتوقع بأن تكون هناك بداية انخفاض لأعداد الإصابات، بالرغم من أن أعداد الوفيات قد انخفضت"، لافتًا إلى أن "زيادة أعداد الإصابات مؤشر غير جيد، وهي نتيجة عدم التزام المواطن بإجراءات السلامة".
وأضاف أن "الوزارة حذرت في الفترة السابقة عدة مرات من أن عدم الالتزام سيؤدي إلى زيادة الأعداد"، مشيرًا إلى أن "أعداد الإصابات التي سُجلت أمس الجمعة، وتجاوزت الثلاثة آلاف إصابة، تعدُّ جرس انذار لكل شخص، ولكل جهة، ولكل صاحب تأثير في تطبيق الإجراءات الصحية الوقائية".
وتابع الجميلي أن "الجهات الأمنية تقوم بواجباتها، ولها دور كبير في المتابعة، ولكنّ هناك ضعفًا في تنفيذ الإجراءات القضائية الخاصة بالمخالفين"، داعيًا إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة في تطبيق القانون بحق المخالفين لإجراءات الوقاية والسلامة، سواء كانوا أشخاصًا أو مجموعات أو محلات أو سيارات".
وأوضح أن "إمكانيات وزارة الصحة الآن أفضل بكثير من الفترة السابقة بإضافة الكثير من الأسرَّة في كثير من المستشفيات، وتم توفير أجهزة التنفس بكميات جيدة جدًا الآن، وجميع الأدوية التي يحتاجها المصاب متوفرة أيضًا"، مؤكدًا أن "التزام المواطن بإجراءات الوقائية هو الأهم من أجل تقليل عدد الإصابات".
قال مدير صحة الكرخ جاسب الحجامي، الجمعة، إن أعداد الإصابات المعلنة يوميًا هي نتائج فحوصات اليومين السابقين، وليس فحوصات اليوم ذاته.
وذكر الحجامي في تدوينة تابعتها (المدى)، أن "الأعداد المعلنة اليوم هي نتائج فحوصات يوم الاربعاء وليس اليوم كما يتصور البعض، حيث أن الفحوصات التي تجرىٰ يوم الأربعاء على سبيل المثال تظهر نتائجها يوم الخميس وتجمع لغاية الساعة العاشرة من مساء الخميس ويتم إعلانها يوم الجمعة، وهكذا لباقي الايام"، مضيفًا أن "الشفاء والوفيات فهي ليوم الخميس أيضًا لغاية الساعة العاشرة ليلًا".
ولفت إلى أن "جميع المراكز الصحية والمستشفيات تستقبل المشتبه بإصابتهم بفايروس كورونا طيلة ايام العيد والعطلة والفحوصات متوفرة بأعداد كافية ونهيب بكل من تظهر لديه أي من الاعراض حتى لو كانت بسيطة أن يراجع اقرب مركز صحي أو مستشفى لإجراء الفحص".
من جهة اخرى لا يشعر أحد بالعيد في بلد أودى فيه فايروس كورونا المستجدّ بحياة قرابة 4700 شخص وأصاب أكثر من 115 ألفًا. وفاقم تفشي الوباء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط، مصدر العائدات شبه الوحيد في العراق.
يقول أحمد عبد الحسين وهو موظف حكومي في البصرة في جنوبي البلاد: "بسبب جائحة كورونا صارت الظروف الاقتصادية صعبة... حتى الموظفين، وأنا واحد منهم، تأخرت رواتبهم، لست وحدي إنما هناك الكثير من الناس مثلي".
ويؤكد في أول أيام عيد الأضحى الذي يُحتفى به وسط حظر تجوّل كامل مفروض في مجمل أراضي البلاد لمدة عشرة أيام، أنه يفكّر بالأطفال الذين "سيُظلمون" لأنهم لن يحصلوا على "عيدية" هذه السنة.
من جهته يقول فلاح وهو موظف حكومي (35 عاما) يسكن في منزل مستأجر في غربي العاصمة بغداد ويحمل مسؤولية عائلة من أربعة أشخاص ووالدته المسنة، إن "أيام العيد ولّت منذ زمن وأصبح العيد الآن حملًا ثقيلًا، بعدما كان أجمل الأيام عندما كانت الحياة بسيطة وكل شيء سهلًا". ويضيف فلاح الذي لم يتسلم راتبه الشهري رغم حلول العيد، "زيارة الأقرباء والأهل صعبة جدًا بسبب الظروف الاقتصادية وأصبحت مستحيلة لأن الشوارع مغلقة بسبب حظر التجوّل، والجيب فارغ والطقس الحار لا يُحتمل والتيار الكهربائي مقطوع".
وكذلك، تسببت الأزمة بأضرار كبيرة بالنسبة للتجّار الذين يحققون عادةً أرباحًا كبيرة في فترة عيد الأضحى.
وسجّل أبو حسن البزوني وهو راعي ماشية في البصرة، تراجعًا في مبيعات الأغنام.
ويشرح أن "هذه السنة بيع الأغنام ليس مثل كل سنة فقد أثر علينا تفشي الوباء وتعذر التنقل من محافظة إلى أخرى والحالة الاقتصادية صعبة إذ أن قسمًا من الناس لم يتسلموا رواتبهم والقسم الآخر ليس لديه المال" مشيرًا إلى ارتفاع أسعار الأغنام "بسبب صعوبة التنقل بوجود الحظر".
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة غير حكومية، فإن 73 في المئة من العراقيين الذين شاركوا في الاستطلاع يؤكدون أنهم تناولوا كميات أقلّ من الطعام لتوفير المال، فيما يقول 61 في المئة منهم إنهم بدأوا يستدينون لتلبية حاجاتهم.
يؤكد سعيد عطية وهو صاحب محل لبيع الألبسة تنفد عادةً بضائعه خلال فترة عيد الأضحى، أنه خسر "95 في المئة" من إيراداته بسبب تفشي الوباء. في العام الماضي، وظّف سعيد الذي يقطن في البصرة، ثمانية عمال في فترة العيد لكن اليوم لا يفتح محله إلا لخمس ساعات في اليوم ويعمل بمفرده.
ويقول سعيد إن كثيرين مثله أغلقوا محلاتهم "لأنه لم يعد بامكانهم استيراد البضائع وكثيرون عجزوا عن دفع الإيجارات".
وتسبب العزل أيضًا بمنع الوصول إلى المساجد والأماكن المقدسة في العراق.
وللمرة الأولى منذ وقت طويل في بلد شهد الكثير من النزاعات، ألغت السلطات الدينية لدى الطائفة الشيعية صلاة العيد. وبقيت المواقع الدينية المقدسة لدى الشيعة في مدينتي النجف وكربلاء خالية.
يرى أحمد نجم أنه يصعب البقاء في المنازل خلال العيد، الذي يتّسم عادةً بزيارات عائلية. ويقول "هذا العام لا نخرج حتى أنه لا يمكننا إعطاء العيديات" للأطفال.
وبسبب عدم القدرة على زيارة العائلة الكبيرة، تبادل أغلب العراقيين التهاني بمناسبة العيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذا العام خصوصًا عبر تطبيق واتساب وموقع فيسبوك.
وانتشرت رسائل تهنئة بالعيد تضمّ صور أقنعة طبية مزينة بالأمنيات ومقاطع فيديو وصور أخرى لخراف تضع كمامات إذ إن الجميع يحاول خلق المرح رغم تكدر الأجواء.
وتناقل مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر خروفًا على شكل شخصية كرتونية يرقص ويغني قائلًا "اجا العيد ونعيّد بكمامة... اجا العيد وكفوف لابس أني... اجا العيد ما حد يبوس الثاني".
وعرض مئات التجار بضائعهم المتعلقة بالأعياد على أبواب المحال وعلى الطرقات، لا سيما في الأسواق المشهورة بمناطق الكرادة والمنصور والحارثية في بغداد، إلا أن حركة المواطنين تبدو ضعيفة جدًا.
اترك تعليقك