ترجمة / حامد احمد
مع حلول الذكرى السنوية السادسة للابادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون على يد تنظيم داعش الارهابي، استمع مسؤولون اثناء انعقاد مؤتمر دولي الاحد الى ضرورة بذل مزيد من الجهود لمساعدة ابناء الاقلية العرقية للعودة الى منازلهم في منطقة سنجار، مركز تجمع الايزيديين، وذلك بعد تعرضها للدمار على يد مسلحي التنظيم .
وخلال اللقاء الذي عقد عبر دائرة تلفزيونية على شبكة الانترنيت، تم اخبار المجتمعين بان الايزيديين، الذين نجوا من حملة ابادة عرقية جرت على يد داعش قبل ست سنوات، بدأوا يعودون لبيوتهم في سنجار شمالي العراق رغم تفشي وباء كورونا والدمار الذي لحق بمناطقهم .
وكانت منظمة، يازدا الراعية لشؤون الايزيديين قد انطلقت يوم الاحد بمؤتمر دولي استمر ليومين لاحياء الذكرى السادسة للابادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون وذلك بالاستماع لآراء وتوجيهات عدد كبير من مسؤولين كبار ورعاة منظمات حقوقية وباحثين فضلا عن عدد من الناجين الايزيديين من حملة الابادة التي تسببت بموت وتهجير واسر واستعباد الآلاف منهم في منطقة سنجار. وقال مسؤولون ومختصون خلال اللقاء انه هناك حاجة ملحة لتقديم مزيد من المساعدة لحماية الايزيديين العائدين الى مناطقهم .
ويذكر انه مع غياب وجود اجراءات امنية وبقاء مساحات واسعة من البنى التحتية والمنازل في المنطقة مدمرة وتحت الانقاض مع وجود عبوات والغام لم تتم ازالتها بعد، فان كثيرا من الايزيديين يرفضون العودة رغم تشجيعات من حكومة بغداد والاقليم ومنظمات اممية وجمعيات محلية . حيدر أيلياس، رئيس منظمة يازدا التي نظمت اللقاء، قال "رغم الاوضاع الامنية في المنطقة وازمة تفشي وباء كورونا، فان الايزيديين المهجرين محليا بدأوا يعودون لبيوتهم في سنجار ." لم يتطرق ايلياس الى عدد الايزيديين الراجعين لمناطقهم، ولكنه اشار الى ان 300000 او ما يقارب من 85% من نسبة تعدادهم ما يزالون مهجرين في منطقة اقليم كردستان مع تواجد كثير منهم في مخيمات مكتظة للنازحين.
رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح قال خلال كلمته الافتتاحية "ارتكب تنظيم داعش ابشع الجرائم المروعة بحق الشعب الايزيدي ليحرمهم من طقوسهم الدينية وسيتم احالتهم للقضاء ."
ودعا الرئيس العراقي الى بذل جهود مكثفة من قبل الاجهزة الامنية والاستخبارية ومن الاصدقاء في الخارج للمساعدة في معرفة مصير المفقودين من الايزيديين وانقاذ الذين ما يزالون على قيد الحياة . يذكر ان 2,800 أيزيدي تقريبا ما يزالون مفقودين بعد ان احتجز تنظيم داعش، خلال حقبة الخلافة المزعومة، نساء واطفال كأسرى لديه في العراق وسوريا.
اقليم كردستان يقدم دعما لاكثر من 1,1 مليون لاجئ ومهجر محليا يتواجد في الاقليم . فلاح مصطفى، مستشار السياسة الخارجية لرئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قال ان حكومة الاقليم تتحمل ما نسبته 70% من تكاليف رعاية هؤلاء النازحين. ودعا الى زيادة الدعم الدولي للايزيديين في سنجار ولحكومة اقليم كردستان التي تستضيف على ارضها اكثر من مليون نازح ولاجئ .
واضاف مصطفى قائلا "هناك حاجة لمزيد من المساعدات في وقت نعيش فيه في ظل تفشي وباء كورونا، أولئك الذين يعيشون في مخيمات هم اكثر عرضة للإصابة بفايروس كورونا ."
السفير الاميركي لدى العراق، ماثيو تولير، اشار الى انه على الحكومة العراقية ان تتحمل مسؤولية عودة الايزيديين لمناطقهم .
وقال تولير ان الولايات المتحدة ومنذ اجتياح داعش للعراق عام 2014 قدمت ما يقارب من 470 مليون دولار لدعم الايزيديين وابناء الاقليات الدينية الاخرى في العراق، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تتقدم اليوم بدعم اضافي قدره 500,000 دولار لدعم جهود اعادة الاعمار . من جانب آخر ركز متحدثون آخرون، من الناجين من الابادة الجماعية التي راح ضحيتها ما يقارب من 5,000 ايزيدي على تجربتهم ومعاناتهم المستمرة منذ 3 آب عام 2014 .
وقالت عضوة شبكة الايزيديات الناجيات، فريدة عباس خلف، خلال المؤتمر "كفتاة أيزيدية فقد عايشت الابادة الجماعية بكل تفاصيلها". وطرحت خلف، خلال مداخلتها عددا من الخطوات المحددة التي يجب ان تتخذها حكومات ومنظمات انسانية، بضمنها مقاضاة المتورطين ومرتكبي الابادة الجماعية وتمرير مشروع قانون الناجيات من النساء، وزيادة التمويلات المخصصة لمعالجة الحالات النفسية واعادة اعمار البنى التحتية وانهاء الخلافات السياسية من اجل ضمان بيئة آمنة مستقرة .
وفي سياق متصل، استقبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي،
أمس الاثنين، وفدًا يمثل عددًا من الناجيات والناجين الأيزيديين من أبناء قضاء سنجار وقرية كوجو والمناطق المحيطة . ورحب الكاظمي بالوفد الأيزيدي، مستذكرا الجريمة الوحشية بحق الأيزيديين. وقال الكاظمي، إن ما تعرّض له الأيزيديون شكّل وجعًا عراقيًا لن يتكرر، ومثّل جريمة بشعة نالت اهتمام وتعاطف الرأي العام العالمي، كما وقف العالم بأسره مع قضيتهم لما تعرضوا له من فظائع. وشدد على العمل من أجل إبقاء هذه الجريمة حيّة تستحضرها الأجيال القادمة لتعكس وحشية عصابات داعش، وبسالة القوات الأمنية التي انتصرت على الإرهاب، وحررت الأرض، وحافظت على وحدة وسيادة العراق.
وخاطب الكاظمي الوفد الأيزيدي بالقول: إن العراق هو بلدكم، والحكومة حريصة على رعاية جميع مكونات الشعب العراقي وحماية هويتهم، فالتنوع في العراق يشكل عنصر قوة وليس ضعفا.
وتعهد السيد الكاظمي بالبحث الجاد عن المختطفين الأيزيديين، وتحويله الى جهد دولي من أجل إعادتهم الى ذويهم، مؤكدا أنه لابد للعدالة من أن تأخذ مجراها، فتجربة الأيزيديين كانت قاسية، لكننا سنحوّل أوجاعهم وآلامهم الى عنصر أمل في مستقبل أفضل لبلد يحترم مواطنيه ويصون كرامتهم دون تمييز.
عن: موقع ذي ناشنال الإخباري
اترك تعليقك