رفعة عبد الرزاق محمد
لا ريب في ان صدورجريدة ممثلة للفكر الوطني والديمقراطي المنفتح، كان اضافة نوعية لمسيرة الصحافة العراقية الحقيقية. تبنت (المدى) منذ انطلاقتها عن مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون يوم الثلاثاء الخامس من آب 2003 كصحيفة مستقلة سياسة وطنية توجها ديمقراطيا منفتحا على الثقافات المختلفة في العراق والبلاد العربية والعالم، فضلا عن توجيهات رئيس تحريرها. وقد استقطبت اقلام مشاهير الكتاب والصحفيين في مختلف مناحي الفكر، وتميزت بملاحقها الاسبوعية العديدة، وهي تجربة فريدة لم تعرفها الصحافة العراقية من قبل.
تميزت صحيفة (المدى) بمزايا عديدة، في مقدمتها ــ على ما أرى ــ ملاحقها الادبية والتاريخية التي اصبحت اليوم معتمدة بين الباحثين في تاريخ العراق الحديث، اذ تضم في ثناياها اسرار تاريخنا القريب، وقسما كبيرا منها ينشر للمرة الاولى، ومن الجميل ذكره ان ملحق (عراقيون) الصادر كل يوم خميس يقترن عادة بجلسة عن الشخصية المختارة للملحق في صبيحة اليوم التالي الجمعة في بيت المدى في شارع المتنبي الذي اصبح موقعا اثيرا لدى مرتادي الشارع، وقد نجح الملحق المذكور وفعاليته باحياء ذكرى المئات من اعلام الفكر العراقي الحديث وانجازاتهم منذ انطلاق اليقظة الفكرية في بواكير القرن العشرين الى يومنا، حتى لتعد مجلدات تلك الملاحق من المراجع التي لا يستغنى عنها في البحث والتحقيق، وهي اليوم تحن الى فهرسة شاملة لتسهيل جهود الباحثين فيها.
والملاحظ ان الكثير من الرسائل الجامعية والأبحاث المحكمة ، تستعين بملاحق المدى التاريخية وتنبه القارئ الى ما استلته من تلك الملاحق في قائمة مصادرها ومراجعها، وطالما زار طلاب العلم والمعرفة مؤسسة المدى للبحث عن مؤونتهم، ليجدوا صدرا رحبا من الخدمة الوثائقية الخالصة والتعاون التام. واغلب ما ينشر فيها يضم إحالة ببليوغرافية للمواد المنشورة، ولا سيما الرسائل الجامعية غير المنشورة اعترافا بجهد كاتب الرسالة وتنويها برسالته .
تحية الى (المدى) المؤسسة والجريدة الزاهرة والى العاملين فيها من جنود مجهولين لخدمة الثقافة الوطنية الخالصة، للنجاح الباهر في هذه المسيرة الحصيفة اللامعة الجديرة بالتقدير والتذكير والتنويه..
اترك تعليقك