بالمرصاد: البطل الرياضي .. منصور في الحرب ومهزوم في (الببجي)!

بالمرصاد: البطل الرياضي .. منصور في الحرب ومهزوم في (الببجي)!

 متابعة : إياد الصالحي

اعترافات أبطال الرياضة للإعلام غالباً ما تتخلّلها النصيحة والتحذير من مساوئ سلوكيات ثلّة من زملائه سواء في اللعبة نفسها أم غيرها تؤثّر على فترة التحضير للدخول في بطولة مُهمّة تتطلّب الجاهزية النفسية والبدنية خاصة عشية نزال التحدّي أو مباراة مصيرية لحسم اللقب.

ومن بين أبطال الرياضة الذين تركوا تجارب قيّمة في مشاويرهم، مشبّعة بالدروس الثمينة، هو العداء الدولي البطل عدنان طعيس حيث سألته في محادثة سابقة عن مدى نجاح فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي للعمل مع منتخبنا الوطني بألعاب القوى لمدة سنتين مثلًا، فقال بثقة من دون تردّد (كلا، سيفشل في مهمته كون اللاعب العراقي لا يحبّ النظام مثل الضبط العسكري، بدليل أن جميع الأرقام العراقية الصعبة تحقّقت في زمن الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) فالمدرّب أو اللاعب عندما لا يتدرّب ويحقّق الانجاز سيتم نقله الى وحدات بعيدة في ساحة الحرب! وتصبح حياته في خطر، فيقسو على نفسه بالتدريب من الساعة الخامسة صباحاً وينام بشكل مبكّر عند الساعة الثامنة مساء، أمّا لاعب اليوم لا يصدُق مع المدرب، ويتذرّع بالإصابة كي لا يتدرّب، ولا يمكنك السيطرة عليه! يُهمل نفسه ويبقى صاحياً لساعات الفجر وهو يلعب "الببجي موبايل"( !

ويضيف عدنان (أحياناً تجد اللاعب نفسه في قمّة الالتزام بعيداً عن منغّصات الحياة، بدليل في أواسط تسعينيات القرن الماضي، كنّا نلعب في فئة الناشئين، وتم إسكاننا في مجمّع الشباب بمنطقة "بارك السعدون" وسط العاصمة بغداد، كل شيء متوفّر فيه من ثلاث وجبات أكل ممتازة وغسّالة للملابس ومكوى وغرفة نوم مريحة، ونذهب الى التمرين بطاقة كبيرة وعزم أشد كأننا نخوض البطولة، ثم نعود للمجمّع نأكل وجبة خفيفة وننام مبكّراً، ولهذا كنا نحصد النتائج الجيدة) .

ترى كم عدنان طعيس نتمنى وجوده في منتخباتنا الوطنية ليس في ألعاب القوى وحدها؟ هذا الرياضي نموذج فاخر للرياضي العراقي في السِلم والحرب، لديه تمثيل العراق مهمة مقدّسة وجدانياً، وتراه يندفع بكل قواه البدنية التي يعرف كيف يحافظ عليها من أجل الظفر بميدالية أو كأس أو رقم تأهيلي أو قياسي.

لا بدّ من توعية الأبطال المواكبين على مشاركاتهم الخارجية بالاستفادة من صراحة عدنان التي يتحمّل جزءاً منها المدرب والنادي والاتحاد والأولمبية كون عملية "الانضباط" في مهمّات المنتخبات مسؤولية ثقافية ورقابية تحتّمان عدم التساهل معهما من جميع تلك العناوين، وتلزمانهم بتنفيذ أقسى العقوبات بحق المخالفين مهما كانت مستوياتهم تؤهّل المنتخبات للحصول على مبتغاها في نهايات البطولات.

مدرّبو الناشئين والشباب والأولمبي لمختلف الألعاب مطالبون بتشديد الرقابة على اللاعبين لحفظ النظام في المعسكرات الداخلية والخارجية وتكريس جهودهم لنشر ثقافة الالتزام في أوقات الأكل والاستراحة والنوم قبل البدء بمناقشتهم في أسلوب اللعب والخطّة المناسبة ومتغيّرات المواجهة لدى المنافسين، فثقافة تحصين النفس من (السهر وإهمال التمرين وفوضى الوجبة الغذائية وإرهاق البدن) أولى دعائم الثقة بالقدرة على النجاح.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top