بعبارة أخرى: صورنا الجميلة .. أسيرة كورونا!

علي رياح 2020/08/24 06:38:30 م

بعبارة أخرى: صورنا الجميلة .. أسيرة كورونا!

 علي رياح

يسألني صديق : لماذا بات أهل الرياضة في صدارة من يدفع ثمن المواجهة مع كورونا؟

وكان جوابي : ليس الرياضيون وحدهم من يدفع الثمن .. كلّنا في الهمّ شرقُ كما يقال ، وقد ساوى الوباء في امتداداته المؤلمة ثم القاتلة بين عموم الناس ، ولكن الحديث عن أهل الرياضة ربما يتأتى من كون الكثير منهم مشاهير ولهم جمهورهم ، وحين تضغط في المساء على أزرار الريموت كونترول ، ستجد أن برامجنا الرياضية تهيمن على مساحة المشاهدة وتعرض الحدث الآني الساخن .. ومن هنا تبرز ردود الأفعال الواسعة! 

صور شتى من حياتنا يعبث فيها الوباء ، وكثيراً ما يطيح بها أمام استسلام العِلم .. كأن الإنسانية اليوم تتكوّر مذعورة في ثنايا قلعة هرباً من القصف الذي يحاصرها بالموت ، ولا حول لها ولا قوة إلا انتظار الكارثة! 

وقد آلمتني كثيراً صورة نجمنا الكبير ناظم شاكر وقد كان يعاني منذ مدة ليست بالقصيرة وسط إهمال لا أصفه إلا بالمقصود .. ملامح الصورة تبعث على وجع كبير .. المدافع العملاق الذي كانت سطوته في الميدان كفيلة بإطفاء جذوة النجومية لدى أشهر المهاجمين في المنطقة ، يسترخي مجبراً وقد ذوى بعض من جسمه العملاق تحت وطأة الألم! 

كنت قبل أسابيع مع عائلتي نتناول الغداء في مطعم (ياسين) في قلب قلعة أربيل ، حين ظهر ناظم شاكر فجأة بقامته المديدة وبكامل عافيته ومعهما طيبته المعهودة المفرطة ، لنتجاذب حديثاً عن الإهمال الذي لقيه أهل الرياضة في مطحنة الوباء العنيف! 

صورة استرجعها الآن ، واستعيد معها حديثاً لي مع المعلق الكويتي الشهير خالد الحربان حين ألتقينا في معرض التجهيزات الرياضية العائد له قرب مقر النادي العربي في الكويت .. قال لي : كان شبح العملاق ناظم شاكر يُخيّم على كثير من الحسابات لدى لقاء العراق مع الكويت ، في تصفيات موسكو الأولمبية 1980 أتاح غياب ناظم شاكر عن تشكيلة منتخب العراق في المباراة الفاصلة الفرصة لجاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل وناصر الغانم كي يتحركوا خلال الشوط الثاني في سهولة ويسر وسط إبراهيم علي وواثق أسود وعدنان درجال وحسن فرحان ثم يقلبوا كل المعادلة ، بعد أن كان ناظم نفسه مصدر الأمان لفريقه والرعب لمهاجمينا في المباراة الأولى والتي انتهت بالتعادل من دون أهداف! وكان الحربان يقول : يا أخي .. أنت ترى ظل غول يُخيّم على المهاجم حين يتواجد ناظم شاكر مع المنتخب العراقي ويتكفل برقابة هذا المهاجم مهما علا شأنه! 

وصف مبتكر وفي غاية الإنصاف يضعه المعلق الخليجي الأشهر ، يعيدني على الفور إلى صورة (غزال العراق الأسمر) في المستشفى .. وكيف أنه عانى كثيراً تحت وطأة الأوجاع قبل أن تمتد إليه يد عدد من المعنيين بشؤون الرياضة في أربيل حيث يقيم ، وفي مقدمتهم الشيخ شاكر أحمد سمو مدير عام الشباب والرياضة في إقليم كردستان ، وذلك في محاولة للوقوف عملياً وإنسانياً إلى جانبه والتخفيف من معاناته وسط قلق كبير استبدّ بنا خشية خسارة نجم كبير آخر من نجومنا الكروية ، لا سمح الله.. 

وصف الحربان يضعني أمام السؤال الذي لا ينتهي ، ولن ينتهي : لماذا ننتظر وقوع الحدث المؤلم لنتحرك بعد فوات الأوان؟ لماذا تنهمر شلالات التعاطف والأسى فقط حين يخذلنا التوقيت؟!

تعليقات الزوار

  • مازن عباسوصف

    روى لي صديق بانه هو من ابلغ لاعبي الكويت في الفندق بان ناظم سوف لن يلعب المبارة النهائية ووصف فرحتهم وابتهاجهم عندما تأكدوا من الخبر..سلامات والشفاء العاجل للاعبنا الكبير

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top